صرح قائد الحرس الرئاسي في فنزويلا بأن الرئيس الراحل هوغو تشافيز توفي اثر إصابته بأزمة قلبية حادة. وقال الجنرال جوسي أورنيلا في تصريح نقلته شبكة «ايه بي سي» الأميركية أمس إن تشافيز لم يكن قادرا على الكلام الا أنه حرك شفتيه قبل الوفاة، وقال «أنا لا أريد أن أموت، أرجوكم لا تتركوني أموت»، مشيرا إلى أن هذه الرغبة فى التمسك بالحياة ترجع إلى حبه لبلاده «التي ضحى بنفسه من أجلها»، حسب قوله. وأوضح الجنرال أورنيلا أنه خدم مع الرئيس الراحل طوال العامين الماضيين، مشيرا إلى أن الأخير كان يعاني من مرحلة متقدمة من مرض السرطان، إلا أنه لم يكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن المرض. من جانبهم تقاطر عشرات آلاف الفنزويليين طوال ليل أمس الاول الى الاكاديمية العسكرية في كراكاس، حيث سجي جثمان تشافيز لإلقاء التحية الأخيرة على الرئيس الراحل قبل تشييعه في مراسم وطنية اليوم. وكان ساول مونتانو (49 عاما) من الاوائل الذين تمكنوا من إلقاء نظرة على النعش المعروض في صالون الشرف الذي يحمل اسم سيمون بوليفار في الاكاديمية العسكرية وقال هذا البائع الذي يعتمر قبعة طبعت عليها صورة تشافيز وعلم فنزويلا «جثمانه هنا، لكن قائدي ابدي». وتابع بتأثر شديد «لم أشأ ان أراه ميتا، لكن هذا هو الواقع». وتوافد مئات الموظفين والاعضاء في الحزب الاشتراكي الحاكم في وقت متأخر من بعد ظهر امس الاول لتكريم قائدهم قبل ان يفتح الصالون أمام الجمهور على مدار الساعة وحتى الجنازة الوطنية. وقالت يليتزي سانتايلا حاكمة ولاية موناغاس (شمال شرق) «وجدت وجهه جميلا. سنذكره كما كان، مثلما كان على قيد الحياة». وعرض التلفزيون العام في بث مباشر صور النعش نصف مكشوف، يغطي علم فنزويلا قسما منه، بدون ان يصور مباشرة وجه الرئيس الذي توفي عن 58 عاما اثر صراع مع السرطان، بعدما حكم البلاد 14 عاما. وتعاقب الفنزويليون امام النعش في سيل متواصل، بعضهم بالكاد توقف، والبعض الآخر قام بإشارة سريعة أو لامس النعش بيده. وأدى الكثيرون التحية العسكرية فيما كان يرجى الزوار عبر مكبرات الصوت بعدم التقاط أي صور. وخصص امس ايضا لتكريم الرئيس الراحل، على ان تجري الجنازة اليوم اعتبارا من الساعة 10.00 (15.30 تغ) في حضور العديد من قادة أميركا اللاتينية من جميع الآفاق السياسية، وبعضهم وصل منذ الآن الى العاصمة الفنزويلية. ومن الرؤساء الذين تأكدت مشاركتهم رئيسة البرازيل ديلما روسيف ورؤساء البيرو اولانتا هومالا والاكوادور رافايل كوريا ونيكاراغوا دانيال اورتيغا والمكسيك انريكي بينيا نييتو وتشيلي سيباستيان بينييرا. وأعلن الحداد الوطني في عدد من البلدان منها البيرو والاكوادور ونيكاراغوا وكوبا وتشيلي والبرازيل. ونقل جثمان تشافيز امس الاول من المستشفى العسكري، حيث توفي الى الاكاديمية العسكرية، بمواكبة جنود من حرس الشرف الرئاسي، بعدما جال الموكب سبع ساعات في شوارع العاصمة. وعلى وقع هتافات «يحيا تشافيز» وتصفيق الحشود، اخرج جنود النعش المغطى بالعلم الوطني من الموكب الجنائزي وحمله عدد من معاوني الرئيس الراحل على أكتافهم ودخلوا به مبنى الاكاديمية العسكرية، المكان الشديد الرمزية الذي انطلق منه الرئيس الراحل وهو عقيد السابق في قوات المظليين ليخوض المعترك السياسي. وفتح النعش في الاكاديمية التي توافد اليها العديد من الشخصيات منهم الرئيس بالوكالة نيكولاس مادورو الذي عينه تشافيز نفسه وريثا سياسيا له، إضافة الى رئيسة الارجنتين كريستينا كيرشنر ورئيسي الاوروغواي خوسيه موخيكا وبوليفيا ايفو مورالس. وأحاط بالنعش مد بشري من مئات آلاف الاشخاص، العديدون منهم في ملابس حمراء بلون «التشافيين»، جالوا مع الموكب تحت شمس حارقة. وفي المساء احتشد الآلاف من أنصار الزعيم البوليفاري بعضهم جاؤوا مع عائلاتهم أمام الاكاديمية ينتظرون دورهم لإلقاء النظرة الاخيرة على جثمان الرئيس، وهم يعانون من العطش والجوع بعدما واكبوا النعش طوال النهار في حر خانق وكان بعضهم يصيح «نريد رؤية تشافيز». وكان تشافيز يصارع السرطان منذ يونيو 2011 وبعدما ادخل المستشفى شهرين في كوبا عاد بشكل مفاجئ الى كراكاس في 18 فبراير لكنه لم يظهر أو يتكلم علنا منذ ذلك التاريخ. حظر الكحول في فنزويلا في أسبوع الحداد على تشافيز كاراكاس يو.بي.أي: حظرت الحكومة الفنزويلية بيع وتناول الكحول في البلاد خلال فترة الحداد على الرئيس الراحل هوغو تشافيز التي تمتد حتى يوم الثلاثاء المقبل. ونقلت وسائل إعلام فنزويلية عن بيان لوزارة الداخلية والعدل أن هذا التدبير اتخذ كجزء من الإستراتيجيات لضمان حماية سلامة الناس والحفاظ على النظام الداخلي وضمان السلامة العامة خلال جنازة تشافيز والفعاليات التي ستنظم بالمناسبة في أرجاء البلاد. ويحظر قرار الوزارة رقم 75 بيع وتوزيع واستهلاك المشروبات الكحولية في أنحاء فنزويلا لمدة 7 أيام بدءاً من الثلاثاء الماضي.