يعتبر الشاعر نزار قباني شاعر قومي ، كتب لكل العرب ، ولكل العصور وناقش من خلال معالجاته للشعر شتي القضايا القومية ، ولعل هذه هي الاسباب التي حدت بالناقد مصطفي التجاني ابراهيم الي تاليف كتاب وفق نظرة نقدية لاشعار نزار جاء كتابة بعنوان ( الثورة عند نزار قباني دراسة نقدية بعيون سودانية ) حيث قدم الكاتب دراسته النقدية بعيون سودانية تتحدث عن نظرة شاب سوداني عن الشاعر نزار قباني من خلال اختيار عنوان الثورة التي اخبرت بان نزار شاعر ثورة في كل كلمة وفي كل حرف فجاءت دراسته النقدية شاملة للمحاور التي تناول من خلالها جوانب الثورة عند نزار قباني فكانت مقدمة الكتاب عن ثورة نزار في مرحلة الطفولة التي رافض فيها الاستسلام لحكاوي الاجداد ساعيا لاكتشاف عالم ثائر لم يجده في الرسم او الخط او الموسيقي الي ان انفجرت القنبلة النزارية في الحنين للوطن بعد هجرته الي روما بكتابته للشعر . ويري الناقد ان اول ما سعي نزار لتوصيلة ان الشعر لكل الناس لذا يجب ان يكون قريبا من الناس قريبا من الشارع حتي يتذوقه الكل ، حيث تحدث نزار عن ظروف الخارطة العربية في كل العالم وظروف خروج المستعمر والدول المستعمرة في فترة الاربعينات التي كتب فيها شعرة في وقت كان قد انصراف الناس فيه عن التعاطي الثقافي ، لذا اعتبر الناقد ان ظهور نزار في ذلك الوقت تحديدا يعتبر ثورة . وفي تناوله المتكرر في اشعاره للمرأة يري ان نزار نظر الي المرأة من خلال ثلاث زوايا تحدث من خلالها عن المرأة كإنسانه يجب ان تجد الاهتمام والرعاية وان لا نعاملها بدونية لان نزار اراد ان يقول بان المرأة مكانتها يجب ان تكون في الصدارة ، وأراد ان يجعل منها الرمزية التي يناقش بها قضايا المجتمع ، فنراه مرة يناقش قضية سياسية في ( قصيدة بلقيس ) بلقيس يا قمري الذي طمسوه ما بين الحجارة وفي قصيدة ( قارئة الفنجان ) اراد ان يقول لنا بان المرأة هي المحرك الاساسي للمجتمع واعتبر الناقد ان الوارد في اشعار نزار عموما من التجسيد الظاهر لجسد المرأة يرجع الي التناول الثوري لانه في بعض قصائده يقول للمرأة ثوري قولي ...إنفعلي ...إنفجري لا تقفي مثل المسمار لانه اراد ان يلفت نظر الناس الي المرأة اراد ان يلفت الي طريقة التناول الذي كان يناقض اللحظة الزمنية التي كتب فيها قصائده، واراد بهذا التناول الواضح الفاضح ان يلفت نظر المجتمع الي المرأة . كما توقف الناقد عند تناول الشاعر لقضية الوجود العربي في اسبانيا ودعوته للمسلمين والعرب الي البحث في جذور ثقافتنا العربية الاسلامية التي استطعنا في فترة من الفترات نشرها لذا تجده يبحث في قرطبة واشبيلية من خلال العديد من القصائد وهي رسالة اراد ان يوجهها بان العرب لديهم رسالة من المفترض ان يبلغوها الاخرين سوي كانت رسالة قيم او رسالة روحانيات ، ويمكن ان تصل من خلال الانتاج الادبي والشعري الذي يمكن من خلاله احداث حراك فكري ثقافي يزيل عن العرب الكثير من اللغط الدائر الآن حول تصدير اللارهاب الذي آمن به نزار ان كان يغير في طبيعة الانسان ويحدث الحراك الايجابي فيقول : انا مع الارهاب ان كان يستطيع ان يحرر الشعب من الطغاة والطغيان ويؤمن الناقد علي قومية نزار الذي ناقش في قصائده كل قضايا العرب بمختلف موضوعاتها السياسية والثقافية والاجتماعية .