انه محض زي او رداء ظل مميزا للمرأة السودانية . إلا ان الثوب( السوداني) ليس محض رداء لكنه عالم من التفاصيل التي سرح وراءها خيال الشعراء وحتى الموردون وخبراء التسويق . لم يؤرخ لاول من لبست الثوب في السودان لكن قيل انه بغرض الاحتشام لان المرأة قديما كانت بدينة من الاسفل ، وفيما بعد تكشف للمرأة سحر هذا الثوب فهو يجعل من النحيفة (مناسبة) ويجعل السمينة (معقولة).، تاريخيا تمرحل الثوب بين قطعة واحدة الى قطعتين ، قطعة من الاسفل واخرى فوق الكتف . ثم اتسعت في النهاية لتغطي الجسم كله . وكان الثوب يؤشر الى مرحلة معينة من حياة المرأة ما قال المغني : متين لبستي التوب متين كبرتي علي انا، و قال آخر :خلاص ملصتي الطرحة ولبستي التوب.مما يشير الى انه مرحلي في حياة المرأة . وهو كذلك مرحلي في تطوره من ثوب الزراق الى (خط الاستواء) الذي ظهر ابان الحكم الثنائي ويقال انه من الثياب النادرة التي لايملكها أي شخص . بعدها فرض الاستعمار الثوب الابيض لانه يتناسب مع جو السودان فظهر ثوب (قلم المعلمات)وتدرج الثوب في مسمياته وفق الأحداث الجارية فكان (الاتحاد النسائي) (مجلس السيادة) (السفير) (ازهري في المطار) (عيون زروق) (ابوقجيجة)(الرملة)(الرموش) . هذا اضافة الى المسميات المرتبطة باحداث سياسية بدءا من الخط السريع ، كرسي جابر، حرب الخليج ،الى ابوجا ونيفاشا ،ودخلت كذلك السلك الدبلوماسي (السفير) ، (لقاء السيدين ) ، (بت الباشا المدير) ولم تغفل المسميات الحياة الاجتماعية للفنانين والمشاهير فجاءت مسميات (اوراق الخريف) لعثمان حسين ، (هذه ليلتي) ، (كامل الأوصاف) ، تحرمني منك، و(ماردونا ) ، (تايتنك)، بل وواكبت اسماء الثياب حتى ماركات السيارات، الهمر (المرسيدس ، الشبح ، الدفار وحتي الركشة ) ، ودخلت عوالم الجمال(الدلع) المرايا وخلافها من المسميات . هذا الزي كان مع المجتمع في كل تقلباته وموضاته وأرخ لمختلف الحقب فهل تستمر مسيرته أم يستمر في الانحسار؟