لوس انجليس - ليليانا مارتينيث سكاربيلليني - يبدو أن البيت الأبيض وما يدور بداخله من أحداث وما يمكن أن يتعرض له من مخاطر وخاصة الإرهاب لا يزال معينا طيبا لهوليوود تستقي منه العديد من الأفكار السينمائية وهو موضوع جذب دائم للمشاهد وهذا ما أثبتته نتائج شباك تذاكر فيلم "سقوط اوليمبوس .. الهدف البيت الأبيض" في الأسبوع الأول من عرضه حيث حقق الفيلم ما يربو على ال 30 مليون دولار منذ بداية عرضه اعتبارا من 22 آذار /مارس الماضي. ويحظى سيد البيت الأبيض في المعالجة السينمائية بسلطات أوسع بكثير من سلطاته الحقيقية وهو أمر معتاد في السينما الأمريكية، حيث يظهر رئيس الولاياتالمتحدة دائما بصورة المسؤول عن أمن البشرية جمعاء وأن جميع المخططات الإرهابية سواء كانت من داخل الكوكب أو من خارجه فإنها تستهدف دائما البيت الأبيض باعتباره مقر إدارة الدولة الرائدة في العالم وهي الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكانت هوليوود قد لعبت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية دورا مهما في تأكيد نزعة الولاياتالمتحدة لأن تصبح شرطي العالم، ولكن الطريف في الأمر أن عرض الفيلم يتزامن مع كشف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن أن الولاياتالمتحدة، بعد الاطلاع على تقارير استخباراتية واستراتيجية، لن يكون بمقدورها مواصلة القيام بدور "شرطي العالم" مرة أخرى، بعد الخسائر الضخمة التي تكبدتها خلال حربي أفغانستان والعراق في مستهل العقد الأول من الألفية الجديدة، مرجحا أن تكتفي واشنطن بدور غير مباشر في النزاعات الدولية مماثل لما قامت به في ليبيا، لإسقاط نظام القذافي. ويجسد دور الرئيس الأمريكي في فيلم "سقوط اوليمبوس .. الهدف البيت الأبيض" الممثل المخضرم ارون ايكهارت / 44 عاما / والذي اشتهر بدوره في فيلم "ايرين بروكوفيتش" والذي حصلت جوليا روبرتس عن دورها فيه على جائزة الأوسكار. الطريف أن لعنة الأوسكار أصابت إيكهارت بعد هذا الدور، فبالرغم من أن تجسيده لدور الخطيب "الهيبيز" والرومانسي حقق له شهرة كبيرة، إلا أنه لم يساعده على الوصول إلى النجومية التي يحظى بها مشاهير الصف الأول، وإن كان النقاد قد منحوه حقه دائما كممثل مخضرم لا ينساه المشاهد. أما بطولة الفيلم فهي في يد الممثل الإسكتلندي جيرارد باتلر الذي اشتهر بدور الملك ليونيداس في فيلم " 300 " و يجسد دورمايك باننج الحارس الشخصي للرئيس، و الذي يقرر الرئيس الاستغناء عنه بعد الحادثة التي ترتب عليها مقتل السيدة الأولى والتي كانت تحت مسؤوليته ولكن عند تعرض البيت الأبيض لمخطط إرهابي كبير يلجأ الرئيس إليه مرة أخرى لثقته به. ويشارك في بطولة الفيلم كلا من ريك روني ومورجان فريمان في دور رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي أما العنصر النسائي في الفيلم فتقوم ببطولته باسيت في دور رئيسة المخابرات الأمريكية والفيلم يبدو كما صرح بطله جيرار باتلر صورة مكررة من فيلم "داي هارد" بطولة بروس ويلز .والفيلم من إخراج انطوان فاكوا الذي حقق شهرة عالمية بفيلمه "يوم التدريب" وبالرغم من أن الفيلم قد حاز تقييما عاليا نسبيا وصل إلى 7 درجات إلا أن النقاد قد أجمعوا على أن مخرج فيلم يوم التدريب والذي نال من خلاله دينزل واشنطن عام 2001 الأوسكار للمرة الثانية لم ينجح هذه المرة في تقديم فيلم على نفس المستوى، حيث أن المؤثرات البصرية والانفجارات في الفيلم قد تم تقديمها بصورة مبالغ فيها مما أضفى على الفيلم طابعا خياليا لاستحالتها على أرض الواقع. حاول كاتبا السيناريو والمعالجة السينمائية كريتون روزينبرجر وكاترين بينيديكت، من خلال الفيلم الذي وصلت كلفته الإنتاجية إلى 70 مليون دولار، بث رسالة مفادها عدم الثقة بأي شخص من خارج البلاد وبكل من يبدي التردد في مواقفه، لأن الخيانة قد تأتيك من أقرب الناس إليك. ويعد "سقوط اوليمبوس .. الهدف البيت الأبيض" أول فيلم أكشن يطل علينا هذا العام ويتطرق لقضية الإرهاب العالمي ومخططاته الهجومية التي تستهدف الولاياتالمتحدة الأميركية ومنشآتها الحيوية، لينقل لنا الفيلم أحداث معركة حامية الوطيس من أجل تحقيق العدالة والقضاء على هذا المخطط، الذي شنته قوى أجنبية خلال لقاء يعقده الرئيس الأميركي (الممثل آرون أيكهارت) في البيت الأبيض، مع رئيس وزراء كوريا الجنوبية. وعلى الجانب الآخر فإن جيرارد باتلر يرى أن الفيلم يتمتع بمصداقية عالية وأنه على الرغم من تصنيفه كفيلم أكشن يتمتع بروح الإثارة إلا أنه لا يخلو من المشاهد الفكاهية المرحة كما يرى البعض أنه فيلم من تلك الأفلام التي سيكون لها تاريخ في السينما الأمريكية كما يرى أبطال الفيلم أن الفيلم لا يخلو من المواقف العاطفية مع سقوط رجال البيت الأبيض كما أنه يشعل الروح الوطنية في مشاهد الفيلم. وفي النهاية يظل مصير قرار استمرار لعب أمريكا لدور شرطي العالم معلقا بين صناع السياسة والأمن القومي واستوديوهات هوليوود.