تتراص الصفوف في انتظار ملء انبوبة غاز في اربع طلمبات في كوستي، و الازمة الضالع الاكبر فيها هو جهاز الامن، وكان الجهاز فرض سيطرته علي السلع الاساسية (السكر والدقيق والغاز) ضمن تشكيل عصابي يضم والي النيل الابيض يوسف الشنبلي وكبار تجار السكر الذين فرخهم المؤتمر الوطني امثال عادل العمدة الذي استطال في البنيان وادم الصاحب الامي الذي جني ثروة طائلة جراء انضمامه للمؤتمر الوطني و بحماية مباشرة من الشنبلي الذي كان ومازال يخصص ويصدر تصاديق السكر بمعاونة المقدم ادم حسن مدير الجهاز السابق في كوستي الذي اطاحت به قضية فساد السكر لموقع اخر، كما تضم العصابة التجاني التركي وفضل الله جموعة وعبد الملك وخلف الله، ويعزي معظم الذين استطلعتهم الراكوبة ازمة الغاز الحالية ليسطرة جهاز الامن علي الغاز وتسريب نصف الحصة المقررة للطلمبات بواسطة افراد في الجهاز ليلا لتباع في السوق الاسود بواقع (40) جنيها للانبوبة. وكان وكلاء كبري شركات الغاز بالولاية صرحوا للصحف بان ازمة الغاز لم تبلغ اشدها بعد وان الغاز، ورغم الشح، الا انه يكفي لسد الحاجة في الوقت الراهن، وتزامنت ازمة الغاز مع ازمة حادة في الخبز، ولكن جهاز الامن الذي صار يحتكر الدقيق ارسل تهديدات واضحة لاصحاب المخابز الذين هددوا بالاضراب عن العمل في وقت سابق، وقال ضابط في الجهاز لبعض اصحاب المخابز: ( الراجل فيكم يضرب عن العمل)، فيما توعد افراد في الجهاز صاحب مخبز بعبارات بذيئة للغاية مفادها انهم سيجلسونه علي زجاجة . وتشير معلومات الي جهاز الامن نفسه دفع بكميات كبيرة من الدقيق الفاسد لتوزيعه علي المخابز ولكن عند اكتشاف الخدعة القي القبض علي بعض اصحاب المخابز وتم تهديدهم بان كل من يتحدث عن الامر سيكون عرضة للاعتقال والتعذيب وربما التصفية الجسدية، وقد طلب ضابط كبير في الجهاز من المعتقلين الصمت علي الفضيحة والاستمرار في العمل فالشعب خلاص (بقي متعود ياكل الفطيسة من الجوع).