الخرطوم:بحر دار : افتتحت أمس بمدينة بحر دار الإثيوبية، أعمال الدورة الثانية لمنتدي تانا رفيع المستوي حول الأمن والجريمة المنظمة في القارة الإفريقية، والذي يشارك فيه السودان بوفد برئاسة عمر البشير. وخاطب السيد هايلي مريام ديسالجين رئيس الوزراء الإثيوبي الجلسة الافتتاحية مرحبا بالقادة الافارقة في أعمال المنتدي، مبينا أن المنتدى يمثل فرصة لإيجاد حلول للنزاعات في إفريقيا ومكافحة الجريمة المنظمة، داعيا إلي ضرورة تبني استراتيجيات من قبل الدول الإفريقية لمعالجة قضية النزاعات في إفريقيا . وعبر ديسالجين عن أمله في أن يحقق المنتدي نجاحا ملموسا ويخرج بتوصيات تعزز مسيرة السلام والإستقرار في إفريقيا وتدعم جهودها للقضاء علي الجريمة المنظمة العابرة للحدود ،مبينا أن هذه الجرائم اضحت هما يؤرق العديد من البلدان الإفريقية ويشكل تهديدا للحكومات والشعوب خاصة فيما يتعلق بالقرصنة وترويج المخدرات . من جانبه، اعتبر الرئيس عمر البشير، موضوع مكافحة الجريمة المنظمة التي يبحثها منتدي تانا ،تحديا كبيرا امام القادة الافارقة وذلك لما له من تأثيرات علي الامن والاستقرار في افريقيا . واوضح البشير لدي مخاطبته الجلسة الافتتاحية لمنتدي تانا رفيع المستوي، والذي تستضيفه مدينة بحر دار الاثيوبية حالياً، ان الجريمة المنظمة ذات تأثير كبير علي السودان وذلك لمساحته الواسعة التي تجعل من الصعب السيطرة علي حدوده الممتدة مع دول الجوار، فضلا عن معاناته جراءالنزاعات سواء كانت بالداخل قبل انفصال الجنوب او في دول الجوار. واضاف « لقد ادركنا من خلال تجارب مريرة ان العلاقة بين النزاعات الداخلية والجريمة المنظمة هي حلقة جهنمية،» مبينا ان المثال الناصع لذلك هو تطورات قضية دارفور التي كان من عوامل اشتعالها بجانب التنافس علي الموارد الشحيحة، انتشار الاسلحة في المنطقة نتيجة لعدم الاستقرار بدول الجوار واستغلال تجار الاسلحة والتهريب والنهب المسلح للاوضاع الهشة لتحقيق مكاسب مسمومة . وقال ان السودان اولي اهمية خاصة لاشراك المجتمع والجماعات المحلية في مكافحة الجريمة المنظمة، مبينا ان السودان لديه تجارب مثمرة في تكامل الادوار بين الاجهزة الامنية والتنظيمات الشعبية المتمثلة في الشرطة الشعبية والمجتمعية، مؤكدا استعداد السودان لتبادل هذه التجارب مع الدول الافريقية للاستفادة منها في توطيد دعائم التعاون الاقليمي لخدمة الشعوب الافريقية . واشار البشير الي ماحققه السودان بفضل اتفاقية السلام الشامل، ثم مصفوفة تنفيذ الاتفاقيات مع دولة جنوب السودان، فضلا عما حققه من استقرار من خلال اتفاقية ابوجا ووثيقة الدوحة لسلام دارفور، مبينا ان توقيع هذه الاتفاقيات يأتي بفضل توفر الارادة في تحقيق السلام عبر الحوار مما وفر أجواءً صحيةً ساهمت بفعالية في منع الجريمة المنظمة وجعلت المواطنين شركاء وأصحاب مصلحة حقيقية في محاربتها لتحقيق الأمن والاستقرار . و قال الرئيس الصومالي في كلمته أمام المنتدي إن القضيتين اللتين يبحثهما المنتدي تمثلان تحديا حقيقيا لإفريقيا وقال « نحن نحتاج إلي تضامن الجهود الإفريقية للحد من هذه الظواهر» داعيا إلي ضرورة مكافحة كل الأنشطة غير الشرعية في القارة ،مؤكدا ضرورة بناء أجهزة ومؤسسات أمنية في إفريقيا قادرة علي بسط الأمن والإستقرار ومكافحة الجريمة المنظمة . من جهته، اشار الرئيس النيجيري السابق رئيس مجلس إدارة منتدي تانا ابوسانجو ،إلي جهود الإتحاد الإفريقي في إرساء السلام والإستقرار في إفريقيا، مبينا أن ما يحدث في مالي وإفريقيا الوسطي يمثل تحديا يجب علي الإتحاد مواجهته ،مشيرا إلي النجاحات التي حققها الإتحاد في الصومال والسودان . وقال إن تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية كفيل بإيجاد حلول لمشاكل القارة، مثمنا جهود رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل ملس زناوي والحالي هايلي مريام في العمل من أجل انجاح المنتدى .