إنطلق الدوري الممتاز السوداني لكرة القدم رسميا في أولى مبارياته في 19 فبراير الماضي وداعبت الأحلام الوردية 14 مدربا بينهم سبعة أجانب ومثلهم سودانيين في تقديم المناهج الفنية والفكرية المختلفة, ولكن في أقل من ثلاثة اشهر ظهر الوضع بشكل مختلف. أفلت سبعة مدربين, بينهم خمسة محليين, من النهاية غير السعيدة وهم مدرب الأهلي الخرطوم التاج المحجوب الذي رغم تذبذب نتائجه فإنه يظل مقتعا للإدارة, مدرب هلال كادقلي صلاح محمد آدم الوحيد الذي تعادل مع الهلال والمريخ بملعبيهما ولم يفقد ثقة المسؤولين فيه, ياسر حداثة الذي قدم مع فريق الإتحاد مدني شكلا قويا في الآداء, محسن سيد الذي يفوز على ملعبه ويستعصى على مضيفيه بفريق مريخ الفاشر الصاعد الجديد, وأما المدرب السوداني الآخير الذي فرض نفسه على مجلس الإدارة فهو مدرب الأمل ماو الذي حقق نتائج جيدة أجبرتهم على إنتظار المزيد منه. المدربون الأجانب تساقطوا بنسبة أكثر من 60 % وبقي منهما ثلاثة فقط, هم التونسيان الكوكي في المريخ ولطقي السليمي في الخرطوم الوطني, والجزائري المنحوس عبد الله بلعيكوس, فالأول اضطربت أحواله الأسرية كثيرا فغادر إلى تونس وطارت معه الإنتصارات حتى أن المريخ غادر دوري أبطال أفريقيا في غيابه وخسر من الأهلي شندي والخرطوم الوطني, وحينما عاد نهاية أبريل قبل نهاية أبريل الماضي عادت معه الإنتصارات فحقق فوزين في مباراتين, وأما بلعيكوس فلا يعرف سر تمسك إدارة النيل به وهو يحقق الفوز في مباراة واحدة من أصل 10 مباريات فيما تعادل وخسر الباقي. وأما المدربين الذين سقطوا من الأجانب والمحليين وكتبوا سطر النهاية قبل نهاية المرحلة الأولى من الموسم بعد ثلاثة أسابيع, فقد كان أولهم المصري محمد عدلي الذي غادر السودان دون علم إدارة النادي الأهلي عطبرة, والمصري الآخر محمود عز الدين الذي بدأ جيدا وإعتذر للإدارة عن مواصلة المشوار, والغريب في أمر هذين الناديين أن النتائج جاءت متناقضة بعد ذهاب المدربين المصريين, فأهلي عطبرة الذي كان يخسر أربع مباريات متتالية حقق الفوز بدون مدرب رسمي وذلك على يد المدرب الملقب ب"أبو عكاز", بينما خسر الأهلي مدني أربع مباريات متتالية على يد مدرب رسمي ومعروف هو الديبة الذي فاز في المباراة الأولى فقط وترك الفريق بدوره الأسبوع الماضي . ومن بين المدربين الأجانب جاءت إقالة الهلال لمدربه الفرنسي دييجو جارزيتو الذي لم يخسر اي مباراة في الدوري, ولكن يبدو سبب الإقالة تداعيات الخروج المبكر من دوري أبطال أفريقيا على يد سيويه العاجي, ويدرب الفريق الآن حارس الفريق السابق وعضو مجلس الإدارة أحمد آدم. وأقال نادي الموردة برهان لضعف النتائج, وعدل النادي الجهاز الفني مرتين فجاء بمدرب فئة الشباب وهو المهندس محمد الحسن, ثم جاء الأسبوع الماضي بلاعب الفريق السابق عبد المجيد جعفر. مفاجأة الأسبوع الماضي كانت في الإقالة الضمنية للمدير الفني لفريق الأهلي شندي الجزائري زكري نور الدين الذي إستقبل إستقبال الفاتحين في فبراير الماضي بمدينة شندي, ولكنه الآن يطالب بإنهاء العلاقة وديا ويكتنف الغموض تدهور العلاقة بين زكري وإدارة النادي السوداني رغم أنه منحها فوزا مهما على المريخ وتصدر الدوري الممتاز في مرحلة, وتقدم خطوة بكأس الكونفيدرالية في ظل نقص مؤثر على المستوى البشري في خط المقدمة. بينما الأمر المدهش تمسك فريق النسور المتذيل للترتيب بمدربه عادل الجلال الذي فشل في مهتمه تماما وتلقى الخسارة تلو الآخرى بعد مغادرة الفاتح النقر مستقيلا منذ الأسبوع الرابع, والذي تولى المهمة بالأهلي شندي ما يبدو بعد إشرافه تدريب الفريق أمس, النقر توليى المهمة في ظروف غريبة رغم أن إقالة زكري مل تعلن رسميا. ويبقى التونسي لطفي السليمي هو المدرب الأجنبي الوحيد المتوج بالنتائج التي جعلته متصدرا للدوري لأول مرة في تاريخ النادي