يحتل السودان المركز الثانى فى معدلات الاصابة بالدرن فى اقليم الشرق الاوسط بعد باكستان بما يعادل 16% من جملة الاصابات وبمعدل انتشار 2و1% منها 50% موجبة –صحيفة الخرطوم الصادرة امس .... الأرقام أعلاه عن تفاقم حالات الاصابة بالدرن ليست مفارقة لتفاصيل المشهد السياسى والاقتصادى فى السودان , الوضع الحالى بكل تفاصيله هو البيئة المناسبة لظهور الدرن ويتلخص الوضع فى الفقر والجوع , التقارير الرسمية وحدها دون سواها ورغم تشكيك البعض فى مدى دقتها تعفينى من البحث عن المعلومات عند الكتابة فى اى شأن والمعلومات المتاحة عن مرض الدرن توضح الخطر الذى يحيط بأهل السودان الذين يغطيهم الفقر بثوبه غير الانسانى . اكثر الفئات تضرراً من الفقر هم الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل وهنا لن أشير سوى للتقارير الرسمية. جاء فى صحيفة الخرطوم الصادرة صباح الأربعاء الأول من مايو 2013 ان وزارة التربية والتعليم الاتحادية أكدت أن الانسحاب التدريجى فى الفترة من 2012-2016 لبرناج الغذاء العالمى من دعم مشروعات التغذية المدرسية ضمن المشروعات طويلة الاجل جراء الازمة الاقتصادية العالمية والذى يغطى 1و1 مليون تلميذ وتلميذة بمرحلة الاساس بنسبة 24% من مجمل التلاميذ و11 ألف طالبا وطالبة بالثانوى يمثلون 2% من جملة طلاب الثانوى موزعين على 9 ولايات يمثل تحديا امام الحكومة لسد فجوة الحضور اليومى بين التلاميذ وتحسن قدراتهم الاستعابية والتحصيل وبالتالى تقليل الفاقد التربوى خاصة وسط التلميذات مع تقليل العبئ الاقتصادى على الاسر الفقيرة من خلال توفير وجبة افطار تغطى نسبة 10% على ان تصل التغطية الكلية بنهاية 2016 متوقعا تغذية اكثر من 4,8 مليون طالب وطالبة عقب التوسع فى الفترة الثانية 2017-2021. معنى ذلك انه لولا الدعم من برنامج الغذاء العالمى لأصبح الوضع اسوأ , ويؤشر ذلك لمدى تنصل النظام عن القيام بواجباته تجاه شعب السودان , رغم الموارد الوافرة للسودان التى يتم تجييرها لتجويع شعبه ومحاربته بالسلاح والقهر , وهكذا وكل صباح جديد تتعرى شعارات النظام وترتد على نفسها ...فبات السودان فى ظل الانقاذ سلة الدرن عوضا سلة الغذاء . الميدان