* إن کانت أفة الأخبار رواتها؛ فإن معضلة المصطلحات تکمن في تفاسيرها المغلوطة؛ ومشکلة کثير من العبارات التي يتم تداولها أن من يرددونها لا يتمعنونها !! * من السهل جداً في المشهد الرياضي عندنا أن يصف لک أحد قولاً ما بأنه يمثل : (تدخل في الشأن الفني)؛ وکثيرون بطيبة تخلو من تدبر يرددون عبارة (التدخل في الشأن الفني) بلا تمحيص وتدقيق؛ حتي أصبحت عند العوام وکأنها عيباً يجب التبر5 منه؛ مع أنها غير ذلک تماماً ..! * المنطق يقول أنه لا يوجد ما يسمي بالتدخل في الشأن الفني؛ ولکن هناک مدرب قوي الشخصية يعرف عمله جيداً؛ ويفهم طبيعة وظيفته تماماً؛ ويدرک أبعاد مهمته؛ ويمضي في طريقه قُدماً وينفذ ما يرأه مناسباً من خطط وتکتيکات وأساليب لعب وأختيار عناصر ويتعامل مع مجريات الأحداث ومشاکل النقص والإصابات وتجهيز البدا7ل بالطريقة التي يري أنها مناسبة؛ وحتي إذا تعرض لنقد موضوعي وأستفاد منه فقام بإجراء تغييرات جذرية أو طفيفة وفق قناعته مفادها أن ما سمعه أو قرأه أقرب للصواب، فإن هذه المراجعة في الأفکار بعمق وتجديد القناعات بصدق أمر يحسب للمدرب ولا ينقص من مهنيته ولا يقلل من حرفيته ..! * قد يقول قا7ل : وماذا عن المدرب الذي يمکن أن يحدد له إداري أو إعلامي أو قطب أو مشجع الطريقة الأنسب للفريق والعناصر التي يجب أن يلعب بها ؟؟ .. الإجابة ببساطة شديدة أن هذا لا يمثل تدخلاً بقدر ما أنه يمثل توظيف شخص ليصبح (صورة کرتونية) تحرکها کما تشاء؛ وهذا إن حدث في أية مهنة فهو يعتبر إلغاء کامل لشخصيتک لا تدخل في عملک؛ فعندما يرسم لک شخص خريطة المبني الذي ستقوم انت بتشييده فإنه لم يتدخل في عملک بقدر ما أنه الغي وجودک؛ وکذا الحال مع من يشخص لک المرض إنابة عنک وتکتفي انت کطبيب بکتابة الروشتة فقط..! * دعونا ننتقل بالحوار خطوة للإمام ونطرح س5الاً مرکباً تشبه تفريعاته بعضها البعض : * هل انتقاد طريقة لعب مدرب وإختيار العناصر التي ي5دي بها مبارياته من قبل کاتب صحافي يمثل کما اعتدنا ترديد القول الخاطئ (تدخل في الشأن الفني)؟؟ وهل هتاف الجماهير المحبة لفريقها من داخل الإستاد مطالبة بإشراک لاعب معين أو تغيير اخر يمثل تدخلاً في الشأن الفني؛ وهل کتابة مدون لملاحظاته علي الفريق عبر صفحته علي الفيس بوک تمثل تدخلاً سافراً؛ وکذا الحال بالنسبة للاعبين والمدربين الذي تستطلعهم الصحف والإذاعات والقنوات الفضا7ية أو من يدونون ارا7هم منهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة ؟ * الرأي عندي أن کل هذه الأشکال المختلفة تمثل وسائل تعبير وحق لکل فرد؛ فطالما أنک کمدرب تفعل ما ترأه مناسباً وتريد للناس أن تحترم قناعتک؛ فعليک أيضاً الا تتضحر من إبداء الاخرين لوجهات نظرهم؛ فالکاتب الصحافي يدون وجهة نظره وفق قناعته؛ وبالضرورة أن رأيه ليس منزلاً فمن أتفق معه أثني علي ما کتب ومن أختلف معه فند ما جاء في مقاله؛ والفيصل في قوة المنطق والحجة والقدرة علي الإقناع..! * لا أحد بمقدوره حجر رأي جمهور هتف مطالباً بلاعب؛ فالقرار الأولوالأخير عند المدرب بينما حق التعبير يمتلکه الجميع ..! * من حق قدامي اللاعبين أن يقولوا وجهات نظرهم؛ ويبقي الحکم لمن يطلع علي ما يقولون؛ فإن کانت الدساتير في معظم البلدان الديمقراطية أعطتک حق ترشيح من يحکمون الناس ومن يحددون السياسات وسمحت لک بنقد التشکيل الحکومي فهل من المنطق أن تمنع عنک حق نقد تشکيلة فريق کرة قدم ؟ * وغداً بإذن الله نواصل..! نقش أخير * إن کان قول الرأي تدخلاً فنياً فليشهد التاريخ أني متدخل..!