□ لم تعد بطولة الدوري الممتاز للأسف الشديد ذات طابع جاذب خلال الموسم الماضي وحالياً الموسم الحالي بسبب النظام العقيم الذي قضى بتنظيم المنافسة بطريقة المجموعتين حيث أصبحت المباريات بلا هدف أو حماس يطغى على المنافسة. □ بل حتى متابعة المباريات الأخرى لم تعد ذات أهمية لأن تأثيرها لا يمتد لبعضها البعض بسبب نظام المجموعتين الممل للغاية. □ تابعت مباريات المريخ الأخيرة أمام الموردة والأهلي الخرطوم والأمل عطبرة والهلال أمام الرابطة وهلال كادوقلي والأهلي شندي وكل تلك المواجهات جاءت هادئة ومملة ولم يتجاوز مدى الاهتمام بها التسعين دقيقة وربما أقل. □ وأكبر دليل على ذلك العزوف الجماهيري الواضح جداً عن حضور المباريات حتى قبل الأحداث السياسية الأخيرة لأن المضمون في الأصل ضعيف وغير جاذب. □ لا تأثير لهزيمة المريخ أو تعادله في الدوري خلال المرحلة الحالية على المنافس المباشر الهلال والعكس أيضاً فإن أي تعثّر للأخير لا يفيد المريخ من قريب أو من بعيد لأن كل منهما في مجموعة. □ مباراة أمس الأول بين المريخ والموردة رغم أنها شهدت (ثمانية) أهداف وندّية غير محمودة من قبل لاعبي الموردة الذين ركزوا على اللعب على الأجسام وافرغوا كل غلّ شطبهم من كشوفات المريخ باللعب العنيف إلا أن المواجهة بكاملها أصابتنا بالنعاس والملل. □ الموردة التي كانت تعتبر منبعاً للنجوم ومصنعاً للمواهب تخلّت عن عادتها الجميلة وجاءت بعواجيز الممتاز ومشاطيب القمة مثل الريح علي والطاهر الحاج وموسى الزومة وعنكبة وفيصل موسى وبغدادي وصلاح الجزولي وموسى كيتا. □ فظهرت شاحبة وبلا خارطة طريق فنية لأنها لم تعتمد على العنصر الشبابي الذي كان يميزها منذ الأزل وكررت أخطاء الأندية الأخرى في التعاقدات فالموردة ليس ذلك الفريق الذي يبحث عن عنصر الخبرة للعب في الممتاز لأنه مشبّع بها كونه كان يمثّل حتى العام 2013 الضلع الثالث للقمة. □ المصيبة أن الاتحاد السوداني لكرة القدم لا يتعلّم من تجاربه ولا يستفيد من سلبيات العام الماضي الذي لم تشهد فيه البطولة أية إثارة أو قوة إلا في آخر مرحلتين تقريباً. □ بفقه الاتحاد الحالي يتذيل أحد الأندية المنافسة التمهيدية ولا يعيرها أدنى اهتمام ومن الممكن أن يخسر جميع مبارياته بل من الممكن جداً أن يبيع حتى (نقاطه) لمن أراد التأهّل لمجموعة النخبة ومن ثم يؤدي بقوة في مجموعة تفادي الهبوط ويبقى بالممتاز. □ نفس الأمر في مجموعة التتويج يمكن أن يحدث فهناك فرق تكون قد ضمنت بقاءها ببطولة الممتاز حتى وإن حلّت في المركز الأخير في مجموعة النخبة. □ وبالتالي فإنها لا تملك أية دوافع للحصول على إحدى المراكز الأربعة الأولى ولكنها يمكن أن تشكّل حصّالة لبقية الفرق وتلعب دوراً فاسداً في منح النقاط لفرق الصدارة أو الفرق التي تطمح للظفر ببطاقات المشاركة الأفريقية. □ حي الوادي نيالا والأهلي الخرطوم خلال الموسم الماضي جاءا في المركز قبل الأخير بكل مجموعة حيث حصل الأول في المرحلة التمهيدية على (15 نقطة) من (16) مباراة بتسع هزائم وثلاث تعادلات وأربعة انتصارات. □ بينما لم يحقق الأهلي الخرطوم سوى (11) نقطة بفوزين وخمس تعادلات وتسع هزائم ومع ذلك يتواجد الفريقان الآن في ممتاز 2018-2019 بعد أن جاء حي الوادي في المركز الرابع لمجموعة تفادي الهبوط واستفاد الأهلي الخرطوم من خوضه لملحق البقاء أو الصعود أمام الهلال الفاشر. □ بتلك المقاييس المختلة وتلك المفاهيم البالية تلعب بطولة الدوري حالياً التي بدلاً من أن تطوّر اللعبة ستعيدها للوراء من جديد لسنين ضوئية لأنه نظام متخلف وغير عادل. □ صحيح أن التلاعب في النتائج يمكن أن يحدث حتى في المنافسة التي يتم تنظيمها من دوري واحد ولكن إن حدث ذلك سيحدث على نطاق ضيّق جداً لأن الفرق المتنافسة للحصول على لقب الدوري تنحصر في المريخ والهلال فقط. □ أما تفادي الهبوط أو الحصول على المركزين الثالث والرابع فيمتد التنافس فيهما لأكثر من خمسة وستة أندية لذلك يكون التلاعب في النتائج في نطاق ضيق جداً. □ عموماً ستكون الجماهير في حالة من السبات العميق ولن تستفيق إلا في المراحل الختامية من مجموعة التتويج وليهنأ اتحاد شداد ومنظريه الفاشلين بمنافسة ميّتة وضعيفه وغير جاذبة. □ حاجة أخيرة كده :: جابت ليها كورة نسوان كمان؟؟