* حقق أبطال السودان أروع انتصار بقهر بطل الأمم الأفريقية في أول مباراة رسمية له بعد التتويج. * وجاء الفوز بعد إعداد مرتجل لم يخض فيه منتخبنا أي مباراة إعدادية، فالمسؤولون لا يهتمون بالمنتخب.. وأظن أن منتخبنا هو المنتخب الأفريقي الوحيد في أفريقيا الذي لم يحظ بأداء مباراة إعدادية!! * وعدم الاهتمام بمنتخب البلاد يؤكده فشل بث المباراة التي تلعب على أرضنا وأمام بطل أفريقيا.. وأظن أن السودان هو البلد الوحيد في الدنيا الذي لعب على أرضه وفشل في بث المباراة.. * * كما ضاعت على لاعبينا فرص الاحتراف الخارجي.. وربنا يجازي الكان السبب. * اليوم فقط سيبدأ اهتمام المسؤولين بالمنتخب، ليس بدعمه وتوفير فرص إعداد نموذجي له، ولكن بالكلام والخطب الرنانة والظهور أمام الفلاشات.. * لك الله يا وطن.. ولكم الله يا لاعبي السودان الأشاوس. احذروا أبوفرار! * اطلعت على تقرير طبي بوجود حالات كثيرة من مرض (السحائي) وحدوث العديد من الوفيات، دون أن نلمس أي جهود لحماية المواطنين من هذا المرض الخطير، مثل حملات التطعيم والإرشادات الصحية عبر أجهزة الإعلام، وفي هذا الحيز سأتغول على واجبات وزارة الصحة تجاه المواطنين بتقديم المعلومة والإرشادات حول مرض السحائي. * ولأنني كنت أحد ضحايا مرض (السحائي) عندما كنت طفلاً في العاشرة، وتسبب في إعاقتي إعاقة مزمنة بشل العصب السمعي نتيجة تشخيص خاطئ، لذا أود دائماً أن أحذر الناس من هذا المرض الفتاك، والذي يطلقون عليه (أبو فرار) لأن الناس يعتقدون أن من يصاب بالمرض يتعرض لتشنج في الظهر والرقبة، وكأن المريض قد تعرض لغرس فأس على ظهره..!! ولكن هذه المعلومة الشائعة غير صحيحة، فأنا عندما أصبت بالمرض لم أتعرض لأي تصلب وتشنج في الرقبة (هذه الأعراض محتملة ولكن ليست أساسية)، فقد أصبت بحمى أعراضها شبيهة بحمى الملاريا.. ارتفاع في درجة الحرارة وصداع وإعياء شديد وغثيان وتقيؤ ودوار وعدم القدرة على الوقوف والمشي.. ولهذا اعتقدوا في مستشفى مدني إنني مصاب بالملاريا فلم يمنحوني علاج السحائي، والتشخيص الخاطئ للمرض تسبب في تفاقمه حتى درجة فقدان السمع في اليوم الثالث من بداية الحمى، وهنا عرفوا أنه السحائي! فقاموا بسحب السائل النخاعي بعدد كبير من الحقن في العمود الفقري وهي عملية مؤلمة وفظيعة. * وبعد سحب سائل النخاع الشوكي والعلاج بالعقاقير والمضادات تحسنت حالتي حيث تمت محاصرة مضاعفات المرض الخطيرة والتي يمكن أن تتطور لفقدان البصر والشلل التام والغيبوبة ثم الوفاة. * بعد أن مكثت شهراً بمستشفى مدني وتعافيت بذهاب الحمى، لكن كنت أعاني من عدم القدرة على المشي بجانب الترنح الشديد، فأحضروني لطبيب إنجليزي في الخرطوم أعطاني علاجاً بالحقن الوريدية المقوية لمدة أسبوع وبعدها بدأت أسترد عافيتي وقوتي ولكن بقيت عاهة السمع حتى اليوم. * المرض اسمه الصحيح (التهاب السحايا) Meningitis أو (الحمى المخية الشوكية)، والسحايا هي الأغشية الدماغية المغلفة للمخ والحبل الشوكي.. والسحايا يمكن أن تتعرض للإصابة والالتهاب لأسباب كثيرة حيث يمكن أن تتعرض لعدوى (بكتيرية أو فيروسية أو فطرية أو طفيلية) أو بأي عوامل كيميائية وخلايا ورمية.. أو عند تعرض الجمجمة للكسور وحدوث تلوث بكتيري مباشر في الأغشية المخية. * هناك أنواع عديدة من البكتريا التي تسبب التهاب السحايا بمهاجمتها لأغشية الدماغ وتكاثرها في السائل الدماغي، وتحدث العدوى عن طريق استنشاق رذاذ الهواء الملوث بالبكتيريا، حيث تدخل بداية إلى الجهاز التنفسي وتتكاثر، ومن ثم تنتقل عن طريق الدم إلى الجهاز العصبي، وبالتحديد إلى أغشية الدماغ (السحايا)، وتفرز السموم هناك، ومن الظواهر الملفتة لهذه البكتيريا أنه يسهل امتصاصها بوساطة كريات الدم البيضاء التي تتجمع عند الأغشية الملتهبة.. وتعيش البكتيريا في المسالك الأنفية والأغشية المخية ومنها تنتشر بالرذاذ أو السعال من فم المريض، ويمكن أن تدخل البكتريا للجسم عن طريق استنشاق غبار ملوث أو عبر كوب ماء استخدمه مريض بحمى شوكية نشطة. * للتشخيص الدقيق في حالة التهاب السحايا يعمد إلى تحليل عينة من السائل النخاعي، ويتم الحصول على السائل من خلال استعمال إبرة خاصة يتم إدخالها عن طريق أسفل الظهر، ومن خلال الفقرات يتم اختراق الأغشية المحيطة بالسائل النخاعي وسحب كمية بسيطة جداً من ذلك السائل حيث يتم إرسالها إلى المختبر لتحديد نوع الجرثومة المسببة للالتهاب.. وقد يفيد كشف قاع العين لمعرفة هل هناك زيادة في الضغط داخل الدماغ أم لا.. إضافة إلى ذلك فإن الأشعة المقطعية أو المغناطيسية تساعد في معرفة ما إذا كانت هناك أي مضاعفات على المخ. * يعالج التهاب السحايا بعقاقير السلفوناميد وبعض المضادات الحيوية مثل البنسلين والكلورامفينيكول والسيفالوسبورين.. وفي حالة الاشتباه بالإصابة يمنح المريض عقار بنزيلبنسلين فوراً قبل التوجه للمستشفى وإجراء التحاليل، فهذا المرض تتفاقم مضاعفاته بسرعة. * قد يحدث التهاب السحايا بشكل وبائي في بعض المناطق.. بينما يحدث بشكل عادي وفردي في كل أنحاء العالم، والأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة. * للوقاية من الإصابة ينبغي على الشخص التطعيم ضد المرض كل عامين تقريباً (يمنع التطعيم في حالات ارتفاع الحرارة.. والحساسية.. والحمل.. وللأطفال أقل من 3 شهور).. وينبغي الإكثار من شرب السوائل وتناول الفاكهة والطعام الصحي المتكامل وتعويد الأطفال على غسل الأيدى قبل الأكل، والبسملة قبل الأكل والشرب، وتجنب المناطق المزدحمة خاصة المراكز الصحية والمستشفيات ومستشفيات حوادث الباطنية والمواصلات العامة ورياض الأطفال والمدارس والأسواق ودور الرياضة والمسارح.. ويستحسن لبس الكمامات في المناطق المزدحمة ومراكز العلاج ومواقف المواصلات وأثناء العواصف الترابية والرياح المثيرة للأتربة.. والكمامات متوفرة في الصيدليات وزهيدة السعر.. وليت وزارة الصحة توزعها مجاناً للجمهور في الأسواق والأماكن العامة، خاصة في هذا الصيف الخانق. * حماكم الله من هذا المرض الفتاك.