لم يكتفي لاعبو الهلال باذلال فريق الامل على ارضه وامام جماهيره، ويتفوقوا عليه بالاهداف الثلاثة الجميلة، بل طبقوا في المباراة بعض النظريات، واعادوا افلاماً قديمة . استدرج الفريق الازرق مضيفه في الشوط الاول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وانقضّ عليه في الشوط الثاني بالثلاثية الرائعة التي كان يمكن ان تصبح تساعية. ومع ذلك لم يستسلم لاعبو الامل، كما يفعل بعض اقرانهم عندما تلاقي فرقهم المريخ، فقد قاتلوا قتالا مستميتا، ولعبوا بشرف، لكن فارق الامكانات حال بينهم والشباك. استمتعنا بالهدف الثاني الذي سجله الطوربيد بكري المدينة، فقد كان صورة طبق الاصل، من الهدف الذي احرزه مدثر كاريكا في مرمى المريخ قبل اعوام قليلة. في تلك المباراة لعب عبدالرحمن الدعيع الذي كان يحرس مرمى الهلال كرة مباشرة الى كاريكا المتقدم ، فما كان من الاخير ، والا ان عالجها بلعبة على الطائر فسكنت الشباك. وفي مباراة أمس قذف الحارس المعز بالكرة تجاه بكري المدينة المتقدم ايضا، فلم يقصر الاخير وكرر سيناريو كاريكا، ولعب الكرة على الطائر فعانقت الشباك. اضاع الهلال في الشوط الاول اهدافا كثيرة في مباراة الامس امام الامل، اما بسبب عدم التركيز، او لسوء الطالع كما حدث في كرة كاريكا التي صدها القائم الايسر للحارس. وفي المقابل، كان يمكن ان تستقبل شباك الازرق اهدافا سهلة، بسبب الاخطاء الفادحة التي وقع فيها المدافعون، وخصوصا متوسطي الدفاع سيمبو ومالك محمد. اخطأ مالك محمد داخل الصندوق خطئاً شنيعا، فذهبت الكرة الى الطاهر حماد، لكن مالك صحح خطأه بسرعة ولحق بالكرة وحولها الى ضربة ركنية. في المرة الثانية اخطأ سيمبو، فوجد الطاهر حماد كرة مقشرة امامه، فلعبها بقوة، لكنها علت العارضة بقليل، لينجو مرمى الهلال من هدف محقق. قدم الشغيل ونزار،وسيمبو والغاني دينلسون مباراة رفيعة، حيث بذلوا جهدا كبيرا، وكانت اغلب تمريراتهم صحيحة، فضلا عن مساهمتهم في معالجة اخطاء زملائهم. هيج صاروخ نزار الذي اطلقه في الشوط الاول وعلا العارضة بقليل مدرجات ملعب عطبرة، وبسط من كانوا يشاهدون المباراة من منازلهم، لغياب مثل هذه النوعية من الصواريخ في ملاعبنا. قام الشغيل بادوار مقدرة في قطع الكرات عن لاعبي الاملارضا وجوا، وساهمايضا في تجهيز عديد من الكرات المقشرة للمهاجمين الامر الذي يؤكد ان تسجيله كان ضربة معلم. لن ننسى الرئيس السابق للهلال الامين البرير الذي اهدانا هذا اللاعب المهول، وجلب لنا نزار حامد افضل لاعب حاليا في السودان،ومحافظته كذلك على بقاء بقية الكواكب. وننتظر من الرئيس الجديد اشرف الكادينال ان يقوم بادوار اكبر واكبر في هذا الجانب، ويحافظ اولا على المواهب الموجودة ، ويستجلب لاعبين اجانب من العيار الثقيل. يعاني الهلال من مشكلة عدم الاستفادة من ضربات الزاوية، ومن الاخطاء التي تحدث بالقرب من خط 18 الخصم، حيث فشل في استثمار جميعها. حصل الهلال أمس على اكثر من ثمانية ضربات ركنية، لم يستفد من أي واحدة منها، باستثناء الكرة التي جاء منها الهدف الاول والذي سجله احد لاعبي الامل. وكسب الفريق حوالي ثلاثة اخطاء بالقرب من خط ال 18، شكلت واحدة فقط خطورة على المرمى، وهي الكرة التي حولها حارس الامل الى ركلة زاوية. غاب الاسد فوزي المرضي عن المهمة الاولى له بعد تعيينه مدربا للهلال بسبب ظروفه الصحية، وتولى الاشراف على الفريق مساعده عاكف عطا. وفق عاكف في وضع تشكيلة البداية، ونحسب له انه منح بعض الوجوه التي غابت مؤخرا الفرصة كمالك وفداسي والمعز الذي كان في افضل حالاته. لكنه تأخر في الدفع بالشاب محمد عبد الرحمن الذي ادخله قبل نهاية المباراة بربع ساعة، وهي فترة نعتقد بانها غير مناسبة ولا كافية للاعب اثبت وجوده في اكثر من مباراة. يحسب لمخرج المباراة انه كان يعرض اهم اللقطات، وابرز الفرص الضائعة والاهداف المحرزة، في فترات التوقف، لكنه(دقس)بعد هدف الهلال الثالث، حيث لم يسجله على اللوحة المعروضة على الشاشة، الا بعد قرابة العشر دقائق من تسجيله. اصحا يا بريش. كثيرون شعروا بالفارق الكبير بين مستوى مباراة عطبرة العامرة بالبذل والعطاء والاهداف، وبين لقاء مدني الفقير فنيا، وجماهيريا والميت اكلينيكيا. وداعية: الاقمار زينوا مدينة الحديد والنار. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته