لم اُحظى بسماع الحوار الذي اجرته الاذاعة الرياضية مع رئيس الهلال اشرف سيد احمد الكاردينال أمس، لكنني اطلعت على مضمونه في بعض المواقع والصحف الالكترونية . اكثر مالفت انتباهي تأكيده على انه لن يستجيب لابتزاز اللاعبين المنتهية عقودهم،وقوله بانهم سيقيموهم حسب عطائهم، قبل ان يقدموا لهم العروض المناسبة. واكد الكاردينال بانهم وضعوا سقفا معينا لهؤلاء اللاعبين ولن يتجاوزوه فمن سيوافق عليه سنوقع معه، ومن يرفضه سنوصله الى باب النادي الذي يرغب في الانتقال اليه. هذا الكلام يعني ان هناك لاعبين بالفعل رفضوا العروض التي قدمها لهم مجلس الهلال، وطالبوا بزيادتها، وخصوصا ممن تلقوا عروضا من اندية اخرى وعلى رأسها المريخ. ويعني ايضا ان كل ما تم نشره في هذا الخصوص عبر بعض الصحف الرياضية كان صحيحا، وليس شتلا او تأليفا كما كان يردد البعض ومن ضمنهم رئيس الهلال. لا شك ان التهافت على لاعبي الهلال واغرائهم بالمليارات من البعض لتسجيلهم، يعتبر مفخرة لهم وللنادي، وهو امر يؤكد على ان الاخير بارع في تسجيل اللاعبين المميزين. وهذا قدر الهلال الذي عرف عبر التاريخ ، بتميزه في استجلاب وتسجيل اللاعبين الجيدين وتخصصه في رعاية المواهب، وتوفير البيئة المناسبة لهم لكي يبدعوا ويتألقوا. لكن التعامل مع هذه الملفات كان ينبغي ان يتم بعقلانية ودبلوماسية، وليس على الطريقة التي اختارها الكاردينال عبر الاذاعة الرياضية، اللهم الا اذا كان يريد منه ان يستدرج منافسيه ويجس نبض لاعبيه. ليس من الحكمة ان يتم التفريط في أي لاعب مبرز او صاحب خبرة من الهلال لمجرد ان بعضهم اشترط تجديد عقده مقابل مبالغ مالية محددة، حتى ولو كانت فلكية. فمن حق اللاعب وفي زمن الاحتراف ان يطلب ما يشاء، حتى ولو لم يكن يحمل عرضا من ناد آخر، ومن حق الادارة ان تجلس معه وتفاوضه، الى ان تقنعه بوجهة نظرها، او تتركه لحال سبيله. لكن التفريط في لاعبين امثال بكري المدينة وبشة ونزار حامد، امر لن تغفره جماهير الهلال للكاردينال ان لم يوفق في الاتفاق مع الثلاثي ويعيد تسجيلهم مرة اخرى. لقد اكتسب هذا الثلاثي خلال مشوارهم مع الهلال، خبرة المباريات الدولية، ونالوا ثقة الجهور، واصبحوا مفتاح انتصارات الفريق الازرق محليا وخارجيا. ويتطلعون الى تتويج مشوارهم مع الفريق الازرق ببطولة خارجية، خصوصا وان ثلاثتهم بالاضافة الى زملائهم في الفريق اصبحوا يطمحون الى تحقيق هذا الانجاز. يحسب للكاردينال انه تصدى قبل ذلك لموضوع اعادة تسجيل مهند الطاهر، ايام رئاسة البرير، ودفعمن جيبه حوالي 700 مليون حتى لا يذهب اللاعب الى المريخ. ويشهد له الجميع انه لم يبخل على الهلال حيث كان سباقا في تقديم الدعم بالعملات المحلية والاجنبية منذ ايام مجلس الارباب الاول والثاني مرورا بمجلس شيخ العرب والامين البرير. ومنذ فوزه بالانتخابات الماضية برئاسة النادي ظل الكاردينال يدفع المليارات بلا من او اذى، لانه هلالي اصيل ويرغب في ان يكون الهلال من افضل الاندية العالمية. رجل بهذا العطاء وهذا التاريخ المضيء ينبغي ان يفكر في مستقبل الهلال الكروي بعمق، وعليه ان يعلم انه من الصعب جدا ان يتم تعويض مثل هذا الثلاثي في فترة وجيزة. آخر الكلام الجلوس مع اللاعبين المنتهية عقودهم والتفاوض معهم بهدوء، من شأنه ان يحسم الجدل القائم ، ويقودهم الى التجديد بدون ضجة او زوابع، ولا ننسى ان للهلال سحره ايضا. بالمنطق والعقل، تبدو فرصة الهلال للفوز بلقب دوري هذا الموسم اكبر من نده المريخ، وذلك مقارنة لما تبقى من مباريات لكل فريق في الجولات المقبلة. تبقت للهلال خمس مباريات، جميعها ستلعب في الخرطوم باستثناء مباراة النيل في الحصاحيصا، والنيل كما هو معروف اصبح حملا وديعا لكل الفرق، وهو ما جعله مرشحا قويا للهبوط. سيلعب الهلال في الجولة المقبلة مع مريخ الفاشر، وهي المباراة الاقوى له، فان تجاوزها وظفر بنقاطها، فباستطاعتنا ان نقول له مبروك مقدما، لانه لن يجد صعوبة في الفوز على الخرطوم واهلي عطبرة والمريخ. اما المريخ فقد تبقت له ست مباريات، منها مباراة واحدة خارج ملعبه امام الهلال بكادوقلي،والبقية في الخرطوم وهي امام النسور والامل والنيل والهلال. فان نجح المريخ في تجاوز الهلال بكادوقلي، فانه من الصعب عليه هزيمة الامل، وان فاز على الامل بالطرق التي يعرفها ونعرفها، فان الردم سينتظره امام الهلال. نذكر ادارة الهلال بضرورة مخاطبة الاتحاد العام مبكرا من اجل الاستعانة بحكام اجانب لمباراة القمة في ختام الدوري، حفاظا على حكامنا الوطنيين من ارهاب اعلام المريخ. وداعية: الكاردينال في اختبار المدينة وبشة ونزار.