سقطة المنتخب المصري تعطل مفاوضات المريخ مع العشري والبدري الثنائي في سباق محموم لتدريب المنتخب الأول والخاسر في السباق سيختار الأحمر ما زال الغموض يكتنف مصير المدرب القادم لتدريب الفرقة الحمراء بعد أن أصبح في حكم المؤكد ألا يمضي المريخ قدماً في مشواره مع المدربين الوطنيين برغم النتائج المميزة التي حققها الثنائي برهان تيه ومحسن سيد مع الفرقة الحمراء في النصف الثاني من الموسم الماضي بعد أن قادا الأحمر للحصول على بطولة سيكافا كإنجاز خارجي لافت غاب عن القلعة الحمراء لعشرين عاماً فضلاً عن الفوز ببطولة كأس السودان بعد فوز كبير على الند التقليدي بثلاثة أهداف مقابل هدف وإن أخفق الفريق في الحصول على بطولة الدوري الممتاز لتعثر الفريق في المباريات الأخيرة بثلاثة تعادلات أمام الرابطة كوستي وأسود الجبال والهلال لتتسبب هذه النتائج بدرجة كبيرة في تجريد الأحمر من لقبه كبطل للدوري الممتاز. برغم المحصلة الجيدة لفريق الكرة في النصف الثاني من الموسم تحت القيادة الوطنية التي عادت إلى الظهور في القلعة الحمراء بعد غياب طويل إلا أن التعاقد مع مدرب أجنبي كانت ضرورة ملحة لمجلس الإدارة الذي ينظر إلى أبعد من النجاحات السريعة التي حققها الطاقم الوطني في سيكافا وكأس السودان والفريق تنتظره استحقاقات صعبة في دوري الأبطال, وقرر المجلس أن يكون البديل القادم عربي أو بدقة أكثر مصري سيما وأن للمدرسة المصرية نصيب من النجاح في المريخ, وحتى الآن انحصرت خيارات المريخ في الثنائي حسام البدري الذي تسنده تجربة سابقة وناجحة مع الفرقة الحمراء حقق فيها الفريق بطولة الدوري الممتاز برقم قياسي من النقاط وإن كان مشواره الأفريقي في دوري الأبطال مخيباً للآمال بعد أن خرج الفريق من الدور الأول, لكن الأمر لم يكن له علاقة بعدم كفاءة البدري الذي جعل للمريخ شكلاً مميزاً ثم رحل منه ليقود في الموسم التالي مباشرة الأهلي المصري لتحقيق لقب دوري أبطال أفريقيا عن جدارة رغم توقف الدوري المصري, لذلك فضل المريخ حسام البدري على غيره من الخيارات التي توافرت له من واقع أنه مدرب بطولات كبيرة يمكن أن يحقق النجاح المطلوب مع الفرقة الحمراء, لكن البدري وبعد أن فاوضه الأحمر بصورة رسمية لتولي مهام تدريب الفرقة الحمراء من جديد لم يوافق ولم يرفض وإن وضع الأحمر في الانتظار على أمل أن تتسبب النتائج السيئة للمنتخب المصري الذي فقد الأمل في الظهور في نهائيات أمم أفريقيا بغينيا الاستوائية في الإطاحة بالمدرب شوقي غريب المغضوب عليه من الجماهير المصرية وترفيع البدري من المنتخب الأولمبي إلى المنتخب الأول وحال عدم اكتمال تلك الخطوة فسيقدم البدري نفسه من جديد لخوض تجربة ثانية مع المريخ الذي يفضل البدري على غيره من الخيارات المتاحة له. العشري على خطى البدري احتاط مجلس إدارة نادي المريخ لاحتمال فشل صفقة حسام البدري فتحرك على وجه السرعة في رحلة البحث عن بديل ولم يجد خياراً أفضل من مواطنه طارق العشري الذي تسنده تجربة ناجحة مع أهلي بنغازي في دوري أبطال أفريقيا أطاح فيها الأهلي المصري وقهر معه كبار القارة وحقق معه أفضل نتائج في تاريخ النادي, وعندما ساءت الظروف الأمنية في ليبيا وعاد العشري إلى مصر وتولى تدريب أنبي حقق معه نجاحات لافتة وحلق بالفريق في الصدارة عن جدارة ليثبت العشري أنه مدرب ناجح يستطيع أن يضع بصمته أين ما اتجه, ولا ينكر العشري الأخبار التي تحدثت عن دخوله في مفاوضات مع مجلس إدارة نادي المريخ لتولي مهام تدريب الفريق الأول بيد أنه مثل حسام البدري لا يرغب في منح كلمة قاطعة للمريخ بالموافقة أو الرفض بل يريد أن يضع الأحمر في الانتظار على أمل أن يصل إلى تدريب المنتخب الوطني الأول والذي يعني الكثير للعشري ويمكن أن يدعم سيرته الذاتية بقوة وبعد الخسارة القاسية التي تعرض لها المنتخب المصري أمس وباعدت بينه والوصول إلى نهائيات أمم أفريقيا أصبح الطريق مفروشاً أمام العشري بالورد ليصل إلى تدريب منتخب الفراعنة لذلك لم ينتظر لأكثر من دقائق معدودات على الخسارة التي مني بها المنتخب المصري أمام نظيره السنغالي في عقر داره ليمطر المنتخب بهجوم لاذع ويصف ما حدث بالكارثة حتى يقدم نفسه كمنقذ للفرعنة حيث أكد طارق العشري في حديثه لبوابة (فيتو) أن خروج المنتخب المصري من تصفيات أمم أفريقيا للمرة الثالثة على التوالي كارثة ستؤدي إلى سقوط الكرة المصرية عربيا وأفريقيا وعالميا، مؤكدًا أن الهزيمة من المنتخب السنغالي والخروج بهذا الشكل المخزي إساءة لسمعة الكرة المصرية ولا بد من محاسبة المقصرين لإنقاذ سمعة مصر كرويا. وطالب "العشري" بالتكاتف لمعالجة ما حدث من أخطاء ووضع برنامج ينقذ الوضع السيئ الذي أصبحنا فيه من أجل صالح الكرة المصرية، مؤكدا أن التحدث عن الأداء والمستوى الذي قدمه لاعبينا لن يفيد في شيء فالنتائج لا تعترف بالأداء ومنتخبنا الوطني كان يحتاج للنتيجة أكثر منه للأداء, ومن هذا الحديث يتضح أن العشري يسعى بشتى السبل للوصول لتدريب المنتخب المصري الأول وحال حقق مطلبه فسيتذر بلا تردد للأحمر وسيقرب حسام البدري من تدريب المريخ وإن لم يتحقق مبتغاه وذهبت الفرصة لحسام البدري فسيعود العشري من جديد إلى العرض المقدم من المريخ وسيقبل به لينال فرصة الظهور مجدداً في دوري الأبطال.