* لم أحظى بمتابعة اللقاء الذي أجرته قناة النيل الأزرق مع زعيم أمة الهلال السيد أشرف الكاردينال عشية الخميس الماضي، ولم يتسن لي أن أتابعه إلا من خلال حلقة مسجلة، وكنت قد سبقتها بقراءة الزوايا ووقفت بين خياري الموالين للرئيس والمناهضين لوجوده وأعتقد أنني بذلك حصلت على الصورة الكاملة حين دمجت النصف الفارغ والنصف الممتليء وعرفت ما دار فيها من محاور وماقاله الكاردينال خلال الحلقة، حتى طريقة التقديم التي تعرض لها الأستاذ خالد عز الدين فمنحوني – مشكورين – رؤية جيدة لما دار...!! * أود أولاً القول إن الخطابة فن من الفنون لا يتوافر لدى الكثيرين، حتى الإعلاميين الذين تعتبر هذه مهنتهم، ولا أعفي نفسي من عجز فيها، لذلك لا يمكن أن تكون منقصة أو مذلة يمكن أن تنال من وجود أشرف الكاردينال على كرسي الرئاسة، ونقول ثانياً أنه ليس بالضرورة أن يكون الخطيب اللبق والمتمكن دائماً على حق فربما أعجز صاحب الحق والحجة أن يثبتها في وقت يكون فيه الآخر ذو لسان بليغ ويقنع القاضي بمنطقه وبلاغة لسانه فينال الحكم لمصلحته وفي ذلك قال صلى الله عليه وسلم "إنه يأتيني الخصم فلعل بعضهم أن يكون أبلغ من بعض فأقضي له..."، لذلك على الكاردينال ألا ينزعج من تغييب الموهبة هذه طالما أن لديه برنامج وهب له نفسه ووقته وماله وليدع أعماله تتحدث عنه فهي أبلغ من كل قول..!! * لم يصف الكاردينال شعب الهلال ب"قلة الأدب" ولكنه نادى في العموم بالتعامل بتأدب مع منصب رئيس النادي، وفي هذا تعميم لخطاب أي رئيس أيا كان من هو، فالمنصب عنده أحق بالتقدير والتبجيل، لأن قائد أمة الهلال ينبغي أن يجد التقدير والاحترام وحسن الخطاب إجلالاً وتقديراً لمكانته في الرئاسة وتأدباً بادب الهلال الذي يرحم الصغير ويوقر الكبير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهو ما نادت به شريعة السماء..!! * أما ما طرحه الكاردينال من مشاريع وبرامج أعتقد أنها كانت مقنعة ومتفائلة، وليس من العدل أن نحكم على الرجل في مشاريع مازالت أوراقاً وفي فترة حكم لم تتجاوز الأشهر، فإنا إن فعلنا نكون قد ظلمناه وظلمنا الهلال، بل وتجاوزنا ذلك بالعمل على تكسير المجاديف بالتخذيل المميت، وتثبيط الهمم، فلماذا لا نمنح الرجل فرصته كاملة كما فعلنا من قبل مع الأرباب صلاح إدريس والذي وعد ببنك الهلال وإذاعته واستاده الفخيم ولم نجني سوى جملة من الديون التي أرهقت كاهل الأزرق، مع الاحتفاظ له بأنه نجح في بناء فريق كرة قدم يستحق التقدير ومازال يعطي بسخاء..!! * نتمنى أن تكف المعارضة الهدامة عن ما تمارسه من ضوضاء في هذا التوقيت وهي تناقش أموراً هامشية وتمسك بالقشور في هذا الحوار الطويل، وأن تتفرغ لتسقي النبتات الإيجابية التي ظهرت في الحوار وتدعم مشوار المجلس من أجل بناء هلال مميز يحلم به الجميع، فما التمسك بالقشور هذه إلا دليل إفلاس و"بحث عن هدف" يصيب المشوار في مقتل، ومحاولات لنسف الثقة في ما أثير من قضايا، ومن حقنا أن نعشم في تنزيل ما قاله الكاردينال إلى أرض الواقع، خصوصاً وأننا نشاهد ملف التسجيلات يمضي بما كنا ننادي به في السابق من حسم مبكر..!! * ربما تقودنا الظروف إلى "مناكفة المقربين" والأصدقاء والاحباب هنا وهناك بركوب الموجة المعاكسة في المجتمعات المغلقة على أعضائها، وربما نناقش بحماس من أجل "كثافة" الآخرين في الإطار الضيق، ولكن يبقى المنطق منطقاً والحق حقاً، وربما يختلف معنا الكثيرون في رؤيتنا ولكنها ما نؤمن به ونقتنع بفكرته، وما سنسعى لندعمه حتى يقوم كما خطط له، أو نقتنع بأن الوعود كاذبات في النهاية، وحينها لكل حادث حديث..!!