المشاركة في البطولة الكونفدرالية القاسم المشترك في تساقط الأندية من الدوري الممتاز الامكانيات المالية وراء عدم تأثر الآرسنال والكوماندوز بالمشاركة.. والأمل ينجو مرتين من الهبوط تمثل المشاركة في البطولة الكونفدرالية طموح جميع الأندية المشاركة في مسابقة الدوري الممتاز من أجل الحصول على شرف تمثيل السودان في البطولات الخارجية، وتتنافس كل الأندية للحصول على المركزين الثالث والرابع المؤهلين للمشاركة في البطولة بعد أن انحصرت المشاركة في دوري أبطال أفريقيا على العملاقين الهلال والمريخ، وبالمقابل لعبت المشاركة في البطولة الكونفدرالية دوراً كبيراً في تساقط الأندية من الممتاز بحيث يهبط الفريق الذي يمثل السودان أفريقياً للدرجة الأولى بعد فترة من مشاركته وتأتي مشاركته في البطولة الأفريقية وبالاً عليه وتؤدي إلى تراجع نتائجه مما يجعله يسقط في الأخير من الدوري الممتاز كما حدث مع أهلي عطبرة في الموسم المنصرم وعدد من الأندية الأخرى التي سبقته في الهبوط للأولى. الحصول على أحد المركزين الثالث والرابع المؤهلين للمشاركة في بطولة الكونفدرالية يمثل طموحاً لكل أندية الممتاز بخلاف العملاقين الهلال والمريخ واللذين يتنافسان على المركزين الأول والثاني، وتبدو الأندية حريصة على القتال والمنافسة بشدة من أجل نيل شرف السودان في البطولات الخارجية وبالمقابل جاءت مشاركات عدد من الأندية في الكونفدرالية وبالاً عليها بعد أن يتراجع المستوى وينتهي بها المقام في دوري الدرجة الأولى كما حدث مع عدد من الأندية التي مثلت السودان من قبل حي العرب بورتسودان والنيل الحصاحيصا والموردة وهلال الساحل وأخيراً أهلي عطبرة فيما تتسبب المشاركة في البطولة الكونفدرالية ايضاً في تراجع مستوى العديد من الأندية على غرار الأمل عطبرة الذي كان قريباً من السقوط من الممتاز في العام الماضي بعد أن كان شارك في العام 2012 في البطولة الكونفدرالية إلى جانب أهلي شندي الذي كان الوحيد المخالف للقاعدة بعد أن قدم مستويات مميزة في البطولة الكونفدرالية خاصة في عامه الأول والذي وصل فيه إلى دور المجموعتين من الكونفدرالية عام 2012 في حدث تاريخي واستطاع الأهلي أن يظهر ايضاً بنفس المستوى في الموسم الثاني قبل أن يخرج أمام الاسماعيلي المصري بركلات الترجيح من دور الستة عشر فيما جاءت مشاركته الأخيرة سيئة بعض الشئ وخرج من الدور الأول على يد جمعية كيجالي الرواندي. الضحية الأولى كانت الضحية الأولى للمشاركة في البطولة الكونفدرالية فريق حي العرب بورتسودان الذي مثّل السودان في البطولة الكونفدرالية عام 2009 وواجه الأهلي الليبي بيد أنه ودّع المسابقة عبر ركلات الترجيح، وبعد تلك المشاركة أظهر حي العرب بورتسودان مستويات ضعيفة للغاية ليسقط من المسابقة في العام 2011، يذكر أن حي العرب كان مثّل السودان من قبل في كأس الاتحاد الأفريقي بمسماه القديم عام 2000 وودّع المسابقة من الدور الأول بهزيمة ثقيلة امام الاسماعيلي المصري بثمانية أهداف نظيفة بالاسماعيلية وكان فضّل الانسحاب من خوض مباراة الاياب ببورتسودان. النيل الحصاحيصا جاءت مشاركة النيل الحصاحيصا للمرة الأولى في البطولة الكونفدرالية عام 2011 بعد أن حل رابعاً في الروليت العام لمسابقة الدوري الممتاز في نسخة 2010 وودّع النيل المسابقة مبكراً على يد مسيسلي الجابوني، وبعد تلك المشاركة قدم النيل مستويات ضعيفة في الدوري الممتاز وكان قريباً من الهبوط من المسابقة في العام 2013 عندما حل في المركز الثاني عشر ليحافظ على وجوده ضمن الكبار عبر السنترليق عقب تخطيه لحي العرب بورتسودان بيد أنه فشل في التماسك في الموسم المنصرم وودع المسابقة رسمياً بعد أن حل في المركز الثالث عشر. الموردة لم تُتح الفرصة لنادي الموردة لتمثيل السودان في بطولة الكونفدرالية في بمسماها الجديد لكنه ظهر في البطولات الخارجية أكثر من مرة حيث كانت مشاركته الأولى في العام 1968 وكان المشاركة الثانية في 1987 عبر بطولة الكؤوس الافريقية ومثّل السودان في دوري أبطال أفريقيا في نسختها القديمة عام 89 ومثّل السودان ايضاً في كأس الاتحاد الافريقي عام 94 وودّع من دور الأربعة على يد البن الاثيوبي وشارك في كأس الكؤوس الأفريقية عام 97 لكنه ودع المسابقة من الدور الثاني وكانت آخر مشاركة للموردة في كأس الاتحاد الافريقي عام 2002 والتي وصل فيها إلى دور الثمانية على حساب حمام الأنف التونسي قبل أن يودع المسابقة من ربع النهائي، وكانت تلك آخر مشاركة للقراقير على الصعيد الخارجي وبعدها فشل النادي في المنافسة على المراكز الأولى في مسابقة الدوري الممتاز قبل أن يودع المسابقة في نهاية عام 2013. أهلي عطبرة نجح فريق الكرة بنادي أهلي عطبرة في الحصول على المركز الرابع في النسخة الثامنة عشرة من بطولة الدوري الممتاز واستطاع أن يحصل على المركز المؤهل للمشاركة في البطولة الكونفدرالية في نسخة 2014 حيث واجه فريق ايتانشيتي الكنغولي وتعادل الفريقان ذهاباً بعطبرة بهدف لكل واياباً من دون أهداف ليودع الفريق المسابقة من الدور التمهيدي، وبعدها فشل الإكسبريس في تقديم مستوى جيد في مسابقة الدوري الممتاز في نسخته الأخيرة ليحتل المركز الثاني عشر الذي أجبره على خوض السنترليق مع مريخ كوستي صاحب المركز الرابع في الدوري التأهيلي ليخفق الفريق في البقاء في الممتاز بعد أن خسر ذهاب السنترليق بأربعة أهداف لهدف ولم يكن الفوز بهدفين نظيفين في المباراة الثانية كافياً لضمان بقائه في المسابقة. الأمل كان قريباً من الوداع بسبب الكونفدرالية يعتبر نادي الأمل عطبرة من أكثر الأندية عراقة في بطولة الدوري الممتاز حالياً حيث حافظ الفريق على بقائه في المسابقة منذ صعوده في العام 2003 ونجح الفريق العطبراوي الذي يمتاز بقاعدة جماهيرية عريضة في عطبرة في الحصول على بطاقة التمثيل الخارجي عبر الكونفدرالية مرتين حيث كانت المرة الأولى في عام 2010 وقدم فيها الفريق أفضل المستويات وكان الفريق قاب قوسين أو أدنى من الصعود لدور المجموعات على حساب شباب بلوزداد الجزائري الذي فاز على الأمل بهدفين نظيفين بعد أن كان لقاء الذهاب بعطبرة انتهى لمصلحة الأمل بهدف ونجح الأمل مرة أخرى في الحصول على بطاقة التمثيل الخارجي وشارك في البطولة الكونفدرالية عام 2012 لكنه ودّع المسابقة أمام انتر كلوب الانغولي، وبعد تلك المشاركة فشل الأمل في تقديم مستويات قوية في مسابقة الدوري الممتاز، وكان قريباً من السقوط من المنافسة في آخر موسمين حيث نجح في تأمين بقائه في المسابقة في آخر جولتين من انتهاء المنافسة في نسختي 2013 و2014. الامكانيات المالية وراء عدم تأثر النمور والكوماندوز بالمشاركة لعبت الامكانيات المالية التي تتوافر لناديي الخرطوم الوطني وأهلي شندي دوراً في عدم تأثر الناديين بالمشاركة في البطولة الكونفدرالية حيث كان الخرطوم يعتمد على رجل الأعمال المعروف مامون النفيدي في تسيير الأعباء المالية للنادي والتي تساعده على التعاقد مع أفضل اللاعبين والمدربين في الدوري السوداني قبل أن يتعاقد النادي مع جهاز الأمن والمخابرات الوطني ليكون الراعي الرسمي له مؤخراً، وعلى الرغم من أن مشاركات الكوماندوز الأربع السابقة في المسابقة لم تكن جيدة الا أن الفريق نجح في الحفاظ على وضعيته ضمن أفضل أربعة أندية في مسابقة الدوري الممتاز في العديد من المرات، وسيكون الخرطوم حريصاً هذه المرة على الظهور بشكل مختلف خاصة في ظل انتداب المدرب العالمي كويسيه ابياه مدرب منتخب غانا السابق والتعاقد مع عدد من الأسماء البارزة في التسجيلات الأخيرة، أما أهلي شندي فقبل صعوده للممتاز ظل يُحظى برعاية كريمة من رجل الأعمال والرياضي المعروف صلاح ادريس الذي وفّر كل المعينات لفريق الكرة والتعاقد مع أفضل اللاعبين الأجانب والمحليين حيث أصبح الأهلي يمثل بعبعاً مخيفاً لعملاقي الكرة السودانية الهلال والمريخ ويبدو الفريق مصمماً على الذهاب بعيداً في النسخة المقبلة من البطولة الكونفدرالية. محمد الطيب: تراجع نتائج الأندية لا علاقة له بالمشاركة في الكونفدرالية نفى الكابتن محمد الطيب مدرب الأمل عطبرة أن تكون المشاركة في البطولة الكونفدرالية من العوامل التي أدت إلى هبوط الأندية من مسابقة الدوري الممتاز وتراجع نتائجها مشيراً إلى أن هذا الأمر لا أساس له من الصحة مبيناً أن المشاركة في الكونفدرالية تساعد الأندية على اكتساب الخبرات المطلوبة على الصعيد الأفريقي تحديداً، لافتاً إلى أن السبب وراء تراجع الأندية يعود إلى الجانب الاداري المتعلق بتوفير المال من ادارات الأندية والصرف المتزايد للفريق حتى نهاية الموسم لأن البطولات الخارجية تحتاج إلى أموال ضخمة للمشاركة فيها، وأشار محمد الطيب إلى أن عدم الاستقرار الفني وابتعاد المدربين ايضاً من أسباب تراجع نتائج الأندية وأبان الطيب أن مجالس الادارات تعاني الأمرين في توفير الأموال المتعلقة بالمشاركات الخارجية ولذلك يتسبب هذا الأمر في تراجع النتائج تدريجياً حتى تتساقط الأندية من المسابقة، وشدد الطيب على أهمية أن تتوافر الامكانيات المطلوبة للأندية المشاركة خارجياً حتى تستطيع نفسها بشكل جيد في المسابقات الخارجية وضرب مثلاً بتجربة نادي أهلي شندي الذي قال إنه نجح في فرض اسمه على صعيد البطولة الكونفدرالية في وقتٍ وجيز بسبب الدعم اللامحدود الذي يجده من الأرباب صلاح ادريس الراعي الفخري للنادي. أبوعبيدة سليمان: المال وراء التراجع والسقوط من الممتاز عزا أبوعبيدة سليمان المدرب السابق للخرطوم الوطني سقوط بعض الأندية من منافسة الدوري الممتاز في الوقت الذي حُظيت فيه بفرصة تمثيل السودان خارجياً إلى عدم توافر المال المطلوب لمساعدتها في تسيير الاعباء المالية لافتاً إلى أن المشاركات الخارجية تحتاج لأموال طائلة حتى يستطيع الفريق تجهيز نفسه بشكل مثالي من اعداد وخلافه للاستحقاقات الأفريقية التي تنتظره مبيناً أن الادارات وعندما تنتهي مشاركة الفريق الأفريقية تصبح عاجزة تماماً في توفير الأموال المطلوبة لاكمال بقية الموسم التنافسي لأن المشاركة في البطولة الأفريقية تستهلك أموالاً طائلة، وضرب أبوعبيدة مثلاً بنادي النيل الحصاحيصا وقال إنه كان يجد رعاية كريمة من الفريق عبد الله حسن عيسى مبيناً أن الرجل عندما غادر النيل واتجه للعمل في مجلس ادارة المريخ تأثر دعمه للفريق مما تسبب في تراجع نتائج التماسيح وأدى في النهاية إلى هبوط الفريق من الممتاز، وذكر أبوعبيدة أن المشاركات الأفريقية تحتاج لصرف كبير لوحدها بالاضافة إلى منصرفات الدوري المحلي لافتاً إلى أن ادارات الأندية لا تعتمد استراتيجية وخطة واضحة لتسيير الأعباء المالية ولذلك تتفاجأ بالصرف المتزايد أثناء المشاركة في البطولات الافريقية. محمد عبد النبي ماو: غياب التخطيط وراء تراجع الأندية ذكر الكابتن محمد عبد النبي ماو مدرب هلال كادوقلي السابق أن غياب الاستراتجية الواضح والتخطيط السليم دائما مايقود الأندية إلى الهاوية مبيناً أن المشاركة على الصعيد الأفريقي لا تؤثر كثيراً على الأندية بقدر ما يؤثر غياب التخطيط والفكر الاداري الثاقب من إدارات الأندية وقال ماو إن مشاركة أهلي عطبرة الأخيرة جاءت عن طريق الصدفة بعد أن خدمت النتائج الإكسبريس ليحل في المركز الرابع في موسم 2013 مفيداً بأن الأهلي لم يتعامل جيداً مع حجم المنافسة التي كانت تحتاج إلى تعامل معين من الإكسبريس للظهور بشكل جيد فيها، وذكر ماو أن الإكسبريس فقد ايضاً خدماته نجمه الأول بدر الدين قلق الذي انتقل للخرطوم الوطني بنهاية الموسم وأوضح ماو أن المطالبات المالية تتضاعف عند المشاركة افريقياً مما يؤثر سلباً على النادي على كافة الأصعدة.