في العام 2013 أصدرت اللجنة المنظمة العليا لنهائي كأس رئيس الدولة الإماراتي الذي جمع بين فريقي الأهلي والشباب وقتها قراراً يقضي بدخول الجماهير مجاناً لتظاهرة الختام والتي جاءت تحت شعار (كلنا خليفة) في إشارة واضحة لتعظيم المنافسة التي تحمل إسم رئيس الدولة. * الجامعة الملكية المغربية (الإتحاد المغربي لكرة القدم) درج خلال المواسم الأخيرة على دخول الجماهير لمباريات (نهائي كأس العرش) بالمجان رغم أنها جمعت أندية تحظى بجماهير طاغية كالرجاء البيضاوي والجيش الملكي. * الإتحاد الكويتي لكرة القدم ظل ينتهج نفس النهج في نهائيات كأس أمير الدولة بإتاحة فرصة الدخول للجماهير بالمجان أيضاً حتى يضفي على المنافسة بعداً آخر من الإثارة بحضور الجماهير. * النهج أعلاه تتبعه العديد من الإتحادات الرياضية تأكيداً لعظم منافساتها وتقديراً لجماهيرها الكروية خصوصاً عند ارتباط التظاهرة بمسمّى رئيس أو أمير دولة ناهيك عن لقاء احتفالي بذكرى (استقلال)! * الإتحاد السوداني لكرة القدم ومبدأ (خالف تذكر) الذي يعمل به ومن خلف ستار (اللجنة المنظمة لمباراة درع الإستقلال) حدد فئات تذاكر اللقاء الذي سيجمع بين المريخ والهلال على شرف المناسبة أي (الاستقلال) والتي قام بتحويلها إلى (قمة الاستغلال). * فئات التذاكر جاءت على النحو التالي المقصورة 100 جنيه – الوسطى 80 جنيه – الجانبية 50 جنيه الشعبي العلوي 30 جنيه - الشعبي الأرضي 20 جنيه ويبدو أن الاصرار على اقامة القمة الاحتفائية نابع من مغزى (العائد المادي) وليس احتفالاً بمناسبة قومية مرّ على تاريخها أكثر من ثلاثة أسابيع. * المباريات التي تقام على شرف مناسبة قومية يكون المغزى الاساسي منها ايصال رسالة ضمنية للمجتمع في قالب رياضي بفكرة محددة وترتيب مسبق سواء على صعيد منشط كرة القدم أو الأنشطة الأخرى. * كمثال قريب افتتحت أمس الأول بطولة كأس العالم لكرة اليد تحت ضيافة قطر وحمل الحفل الإفتتاحي رسالة واضحة المعالم مفادها (الطفل والتشجيع على ممارسة الرياضة) بطريقة نموذجية ومبتكرة. * إضافة لذلك فإن عائدات تذاكر مونديال اليد ستذهب جميعها لمؤسسة التعليم فوق الجميع لدعم مشروع (علم طفلاً) وهي رسالة بالغة الأهمّية أوصلها القطريون للجميع مستغلين استضافتهم للتظاهرة. * ياترى ما هي الرسالة التي يريد الاتحاد العام لكرة القدم ايصالها من خلال مباراة درع الإستقلال؟ هل نبذ التعصّب؟ أم نبذ العنصرية والنعرات القبلية؟ أم التكاتف والعمل كيد واحدة لرفعة السودان؟ أم ماذا؟ * لا أجد أية رسالة بليغة المضمون سوى اللهث وراء (العائد المادي) من أكبر قمة جماهيرية بالبلاد فبدلاً من إكرام جمهور الرياضة بالبلاد بطرح فئات (رمزية) تعظيماً للمناسبة أقدم الإتحاد العام على ممارسة نهج (الاستغلال المقنن) لقمة (الاستقلال) لعلمه التام بأن جماهير قطبي الكرة السودانية لن تختار العزوف عن الحضور بسبب الشغف المصاحب لأولى المباريات بالموسم الجديد. * اشدنا سابقاً بمبدأ اقامة المباراة الاحتفائية ولكننا لم نتوقع أن تكون السياسة الرئيسية للقاء هو العائد المادي وليس عظمة المناسبة القومية. * اذا كان هناك تخوف سائد من حضور جماهيري كبير فإن رفع القيمة المالية للتذاكر لن يقدّم أو يؤخّر لأن جمهور القمة اعتاد أن يملأ المدرجات عند أول مران عقب فترة التسجيلات الرئيسية ناهيك عن لقاء قمة يحوي العديد من المستجدات. * حتى قمة سد مروي التي أقيمت في العام 2009 تم تحديد فئات عالية لتذاكرها وكأن مباريات القمة المرتبطة بالمناسبات القومية تُنَظّم (لجني الأموال) وليس (الاحتفال). * حاجة أخيرة كده :: 20 جنيه للشعبي الأرضي !!! وصبّة