ابد أن أشيد أولاً بالزميلة ايمان بدوي (دنيا المناشط) والتي اعترف بأنها سلطت الضوء على رياضة المعاقين بالتحقيق الصحفي الذي أجرته مع الدكتور عبدالناصر يوسف مصطفى اختصاصي العلاج الطبيعي وعضو مجلس ادارة اللجنة البارلمبية السودانية والذي أوفى في لقائه الحديث عن أهم مقومات هذه اللجنة وقبل ان أتناول فحوى اللقاء لابد من الوقوف عند ثلاث نقاط في غاية الاهمية. أولها ان مفهوم العالم الحديث للاعاقة انها لم تعد تعني انفصال المعاقين عن ممارسة الحياة الاجتماعية على قدم المساواة مع غير المعاقين حتى ينخرطوا في المجتمع ولا يعيشوا معزولين عنه لظروفهم الخاصة وهذا يحتم على كافة الاجهزة الرسمية والأهلية أن تترجم هذا المفهوم لواقع حتى ينخرط المعاقون في الحياة الاجتماعية دون أي تفرقة. وثانبا فان العالم ولترجمة هذه المفاهيم الحديثة في الرؤى تجاه المعاقين فلقد نجح العالم في ان يؤسس منظمة رياضية عالمية موازية للجنة الاولمبية الدولية والاتحادات الدولية لرعاية وتطوير رياضة المعاقين لهذا فان العالم يشهد البطولات الرياضية الاقليمية والعالمية بنفس القدر من الأهمية ويبقى على الدول ان ترتفع بمستوى اهتمامها بهذا الأمر حتى لا تظلم المعاقين من بنيها وهو ما يحتم على الدولة وعلى المؤسسات المالية المقتدرة ان تولي اهتماما زائداً بهذا القطاع لأنه الأحق بالرعاية. وثالثاً وتأكيداً لما أوردته أعلاه فلقد كانت الرياضة البارلمبية فرع هامشي من انشطة اللجنة الاولمبية الوطنية ولكن العالم تدارك هذه العلة وحول هذا المنظمة لكيان رياضي عالمي موازي للجنة الاولمبية العالمية والوطنية لهذا لم تعد فرعا من اللجنة الوطنية ولكن المؤسف ان هذا التحول المهم لم يقابل من المسئولين بالسودان بما يستحقه من اهتمام مع انه يفترض ان ينال الاولوية لما له من اعتبارات جانبية خاصة. لهذه الاسباب فانني أثمن الجهد الاعلامي الذي قامت به الزميلة النشطة ايمان بدوي (دنيا المناشط) وهي تسلط الاضواء على هذه اللجنة التي تستحق كل الرعاية والاهتمام والشكر موصول للدكتور لما قدمه من افادات. فالبارلمبية اليوم تنظم بطولتين عالميتين سنوياً صيفية وشتوية كل أربع سنوات عقب الاولمبياد الصيفي والشتوي بخمسة عشر يوما فقط وتحظى هذه البطولات باهتمام رسمي وجماهيري عالمي وتنقسم رياضات المعاقين حسب تصنيف الاعاقة (حركية وبصرية وذهنية), ولابد أن نعترف هنا بما أكد عليه الدكتور بأن اللجنة البارلمبية تعمل في صمت وبعيداً عن الاضواء (رغم ان هذا قصور من جانب الاعلام) حيث يمارس هذه الرياضات أعداد كبيرة من المعاقين خاصة في مجال العاب القوى بشقيها الميدان والمضمار بالاضافة للالعاب الجماعية مثل كرة السلة كراسي والكرة الطائرة جلوس وكرة الهدف وكرة الجرس بالنسبة للمكفوفين. كما ان اللجنة تشارك في البطولات الخارجية وحالياً تنتظرهم مشاركات هامة تأهيلية لاولمبياد ريودى جانيرو أبرزها الملتقى الدولي التاسع بتونس والملتقى الدولي بالصين ثم بطولة الدوحة وكلها مؤهلة للاولمبياد. ولكن ورغم هذا الجهد الكبير في صمت فان اللجنة تعاني من التمويل المناسب لتوفير المعدات الرياضية الخاصة بالمعاقين لارتفاع أسعارها نسبياً لخصوصيتها بالاضافة لتوفير الملاعب المناسبة ذات الطبيعة الخاصة لهذا لابد للدولة والمؤسسات المالية الخاصة أن تفي بدورها لهذه الرياضة ذات الاعتبارات الخاصة كما انني اقترح بصفة خاصة على تنظيمات المغتربين خارج السودان ان تكون لهم مساهمات سنوية لرياضة المعاقين دعماً لاخوتهم الذين تحرمهم الاعاقة من الاغتراب.