* استنكر (البعض) حالة الفرح التي عايشتها جماهير القمة السودانية عقب عبورها من الدور التمهيدي على حساب فريقي عزّام التنزاني وكي ام كي ام الزنزباري حيث أطاح المريخ بالأول بثلاثية نظيفة وتجاوز الهلال الثاني رغم خسارته اياباً بهدف نظيف. * فرح الجماهير الحمراء منطقي ومقبول قياساً بالنتيجة التي انتهت عليها مباراة الذهاب وهي الخسارة بهدفين نظيفين والتي فرضت على الأحمر وضعاً صعباً وعصيباً يقتضي تحقيق الفوز بفارق ثلاثة أهداف أو هدفين نظيفين ومن ثم إنتظار ركلات الترجيح. * أضف إلى ذلك سجل المريخ التراكمي (السئ) في بطولة دوري أبطال أفريقيا خصوصاً خلال العامين الأخيرين حيث غادر في العام 2013 من دور ال 32 على يد ريكرياتيفو الأنجولي وأعقبه بخروج مرير من الدور التمهيدي أمام كمبالا سيتي الأوغندي هذا غير سجلات 2010 و2011 و2012. * نعلم أن تجاوز الدور التمهيدي لفريق بحجم امكانيات المريخ لا يعتبر انجازاً يذكر ولا حدثاً يستحق كل ذلك الصخب وسيل الإشادات التي انهمرت على لاعبي المريخ خصوصاً بعد أن أثبتوا وبرهنوا للجميع أنهم قادرين على إحداث الفوارق متى ما تطلّبت المرحلة ذلك. * ولكن عنوان الفرح المسيطر على الديار الحمراء هذه الأيام لا يقتصر على عبور عزّام (المغمور) فقط أو الخروج من نفق الدور التمهيدي المظلم إلى ساحات دور ال 32 ولكن هناك عدة أسباب جعلت أفراح الكوكب الأحمر تأتي بصورة متزايدة على غير العادة. * أولاً: تخلّى الفريق عن عادته السيئة خلال السنوات الماضية بالسقوط على أرضه وقبول (الأهداف) أمام فرق عادية كالفريق الأنجولي وكمبالا سيتي الأوغندي وليبردس الكونجولي وتجاوز فرقة عزّام بنتيجة عريضة. * ثانياً: عودة الوهج الهجومي (المفقود) لفرقة المريخ خلال المباريات الأفريقية بعد أن أودع (ثلاثة) أهداف نظيفة في شباك عزّام حيث كان آخر فوز افريقي بإستاد المريخ بنتيجة (3-0) أمام بلاتينيوم الزمبابوي في اياب دور ال 32 عام (2012). * ثالثاً: نجاح الأسماء المحترفة في (إحداث الفارق) على غير العادة حيث جاءت صناعة ثلاثية نصر السبت بأقدام (المحترفين) بعد أن صنع الغاني (كوفي) هدفين وتكفّل المصري أيمن سعيد بصناعة الثالث الذي أحرزه المحترف الكيني (وانغا). * رابعاً: استغلال المريخ للكرات العرضية والتي كانت سبباً مباشراً في تحقيق الفوز فالأهداف الثلاثة كانت نتاجاً لثلاث عرضيات متقنة. * خامساً: عودة الصخب الجماهيري لمدرجات المريخ خلال مبارياته الأفريقية وانصراف الجماهير لتشجيع لاعبيها حتى اللحظات الأخيرة من اللقاء. * سادساً: تثبيت أهميّة إشراك عناصر كانت تجد بعض (الإهمال) كالغاني كوفي والمقاتل ضفر واللذان وفقّا في المساهمة مع زملائهما في بلوغ المريخ لدور ال 32. * سابعاً: تجاوز اللاعبون الأثر النفسي السئ لخسارتين متتاليتين أمام عزّام التنزاني والمريخ الفاشر بعد أن قدموا اداءً يفوق حد الوصف لمدة تسعين دقيقة لم نشاهد فيها المريخ منذ سنوات بتلك الحيوية والإصرار. * لتلك الأسباب سعدنا بفوز الأحمر على عزّام التنزاني وعبور الدور التمهيدي (العارض) وعودة روح المريخ القتالية وتجاوز اللاعبين لهزيمة تنزانيا وإسعاد الجماهير وفتح صفحة جديدة لمقبل المشوار الذي يتزايد صعوبة بدءاً بموقعة دار جعل أمام (الأهلي شندي) ومن ثم استضافة (الأمل عطبرة) ومن بعده (كابوسكورب الأنجولي). * واقع الكرة السودانية (الأليم) يستدعي أن يفرح الهلال بتجاوز (أم كيكي) وتسعد جماهير المريخ بإسقاط (عزّام) وهو واقع لا يحتاج إلى جدال أو نقاش. * هاردلك للخرطوم الوطني خسارة (الدقيقة 93) وهى عادة الفرق السودانية المتأصّلة بالسقوط عند الخواتيم دوماً. * حاجة أخيرة كده :: من يستنكر علينا الفرح يقول المريخ والهلال بلعبوا السوبر الأفريقي كل عام !!