* نعلم يقيناً أن العمل في الأندية الجماهيرية يزخر بالضغوط، ولا يخلو من المنغصات. * لكن ما يحدث للفرنسي غارزيتو في المريخ يفوق طاقة احتمال البشر. * الضغوط تحيط بالمدرب من كل جانب. * ضغوط إدارية وإعلامية وجماهيرية، وضغوط (خفية) ممن يفترض فيهم معاونة الفرنسي. * غارزيتو ليس مدرباً هاوياً، والضغوط ليست جديدة عليه. * عندما عمل في الهلال واجه حرباً شرسة من أنصار هيثم مصطفى، وصلت حد الإساءة له والهتاف ضده أثناء المباريات الرسمية، وملاحقته بالبلاغات. * مع ذلك تحملها وأفلح في قيادة فريقه للوصول إلى دور الأربعة في البطولة الكونفدرالية. * العامل المهم الذي ساعد غارزيتو على احتمال الضغوط والتغلب عليها هو مساندة مجلس البرير له، ودعمه في مواجهة الحملة الشرسة التي شنها عليه أنصار البرنس. * في المريخ لم يتوافر لغارزيتو الدعم الذي ناله من مجلس الهلال، لأن مجلس المريخ ظل يضغط على المدرب مثل الآخرين، بالحديث المستمر عن الاستقالة، وكثرة الاجتماعات الناقدة!! * كثيرون يرددون حديثاً فضفاضاً عن أن غارزيتو فشل في تثبيت التشكيلة. * منطقهم ضعيف، وقد رد عليه غارزيتو بمنطق قوي، وقال إنه يلعب ببرمجة مضغوطة، بمعدل مباراة كل أربعة أيام، واعتماده على مجموعة قليلة من اللاعبين سيؤدي بهم إلى التعرض للإصابات، مثلما حدث للهلال. * لام كثيرون غارزيتو لأنه لم يلعب بتشكيلة عزام أمام أهلي شندي، ولم يقدروا ظروف الإصابات التي تعرض لها عدد من اللاعبين قبل مباراة النمور، وعلى رأسهم جمال سالم وعلاء ورمضان وراجي. * مع ذلك كله نقول إن الحديث عن أن غارزيتو لا يلعب بتوليفة ثابتة ليس صحيحاً في مجمله. * في الحراسة اعتمد غارزيتو على جمال سالم في كل المباريات المحلية والإفريقية، ولم يخرجه من التشكيلة إلا في مباراة أهلي شندي، والسبب معلوم للكافة، ومفاده أن الحارس تعرض إلى الإصابة أثناء فترة الإحماء. * في خط الدفاع اعتمد غارزيتو على أمير كمال باستمرار، وأشرك مصعب عمر في الظهير الأيسر بانتظام، ولم يبعده إلا عندما أصيب. * عدم تثبيت لاعب بجوار أمير في قلب الدفاع مبرر لأن غارزيتو جرب علي جعفر ولم يمنحه ما يريد، وجرب الريح علي فجرى عليه ما جرى على علي جعفر، وجرب مالك خلال فترة الإعداد ولم يقنعه، فلم يجد بداً من المغامرة بإشراك علاء الدين في قلب الدفاع في لقاء الإياب مع عزام، وتكللت مغامرته بالنجاح. * الفرنسي ليس مسئولاً عن عدم قيد مدافع أجنبي متميز، بدلاً من (ردم) الأجانب في خطي الوسط والهجوم. * في الطرف اليمين جرب غارزيتو بلة جابر ولم يقنعه، فأشرك رمضان عجب في أهم مباراة وأفلح في تقديم المستوى المطلوب امام عزام، وكان من أبرز نجوم المباراة. * في خط الوسط المهاجم مارس غارزيتو مبدأ المداورة في المشاركة لأن الخط المذكور مزدحم باللاعبين الجيدين، ومع ذلك ثبت فيه جابسون وراجي ودفع بأوكراه وكوفي في أهم مباراة. * في خط الهجوم جرب غارزيتو كل الأسماء المتاحة له ولم تقدم المطلوب، ولم تفلح في معالجة ظاهرة إهدار الفرص السهلة في كل المباريات. * جمال سالم.. أمير كمال.. مصعب عمر.. رمضان عجب.. علاء الدين.. جابسون.. راجي.. بكري المدينة ووانغا ظلوا أساسيين في معظم المباريات التي خاضها المريخ في عهد غارزيتو. * الباشا.. ضفر.. كوفي.. أيمن سعيد.. تراوري.. أوكراه.. علي جعفر.. الريح علي.. وانغا.. عنكبة وبلة جابر شاركوا في عدد مقدر من المباريات. * نتساءل: هل يعني تثبيت التشكيلة الاعتماد على أحد عشر لاعباً في كل المباريات بغض النظر عن مدى جاهزيتهم للعب؟ * مطلوب من مجلس المريخ أن يحمي مدربه، ويمنحه فرصة كافية قبل أن يحكم له أو عليه. * ومطلوب من جماهير المريخ أن تدعم الفرنسي، وتصبر عليه حتى يستبين أمره. * البدايات دائماً صعبة. * كما أن دوري الموسم الحالي مختلف، إذ لم ينج فيه أي فريق من التعثر. * حقق الهلال ثلاثة تعادلات ونال الدفرة المعتادة في مباراتي النسور والميرغني، وتعثر النمور بالخسارة أمام أهلي الخرطوم ومريخ الفاشر، وتعثر الخرطوم بثلاثة تعادلات أمام الهلال وأهلي مدني وأهلي الخرطوم وبالخسارة أمام الرابطة. * هناك من يرون في المريخ فريقاً خارقاً ينبغي ألا يتعثر مطلقاً! * دعوا غارزيتو يعمل بهدوء يا صفوة!! * ثقوا في الفرنسي وادعموه ولن يخذلكم. آخر الحقائق * الانتقادات المبطنة التي يوجهها محسن سيد لغارزيتو غير مقبولة. * حديث محسن عن أن استبدال تراوري بضفر في مباراة عزام تم بطلب من الباشا والمعز غير مقبول، لأنه يحوي إشارة سلبية مفادها أن التبديل الذي قلب مسار المباراة ومنح المريخ ورقة التأهل لم يتم بأمر غارزيتو. * علماً أن الفرنسي لم يكن ملزماً بقبول استشارة الباشا والمعز، حتى ولو كانت رواية محسن صحيحة. * غارزيتو رئيس الجهاز الفني للمريخ، ومحسن مطالب باحترام رؤية وقرارات رئيسه المباشر. * جماهير المريخ واعية بما يكفي لتعلم أن التعجل في تقييم المدربين أضر بالمريخ ولم ينفعه. * في عهد الفرنسي الخبير صار المريخ يلعب كرة هجومية ممتعة. * ويصل إلى المرمى يغزارة ويصنع عشرات الفرص. * غارزيتو ليس ملاماً على إخفاق المهاجمين في ترجمة الفرص السهلة التي تسنح لهم. * وليس مسئولاً عن أخطاء فردية ساذجة وقع فيها مدافعون وتسببت في هز الشباك الحمراء. * وليس مسئولاً عن استهداف الحكام للأحمر. * البدايات صعبة، والأجواء التي يعمل فيها المدرب لا تساعده على الإبداع. * أخشى أن يقنط الفرنسي ويرحل، ليخسر المريخ مدرباً كبيراً منحه شكلاً هجومياً افتقدناه منذ سنوات. * الدوري ملحوق.. المهم كابو سكورب. * حسناً فعل مجلس المريخ وهو يسمى الأخ حسن يوسف مديراً للكرة. * سندعمه بقوة.. ونساند الفرنسي الخبير. * مدربو المريخ يلعبون ضد الخصوم والحكام في الدوري السوداني. * أدعو الأخ أحمد النجومي لمراجعة أشرطة مباريات فريقي المريخ والهلال في الدوري الحالي ليرى العجب. * رفض الحكم المعز أحمد احتساب ركلة جزاء واضحة ارتكبها أحد مدافعي أهلي الخرطوم مع رمضان عجب المنفرد بالمرمى الخالي، وتسبب قرار الحكم في تعثر المريخ بالتعادل امام الأهلي. * رفض الحكم الدولي صديق الطريفي احتساب ركلة جزاء لا تفوت على أعمى للمريخ أمام أهلي شندي. * في مباراة المريخ ومريخ الفاشر احتسب المساعد الدولي مصطفى تسللاً على بكري المدينة من كرة وصلت مهاجم المريخ من رمية تماس!! * في مباراة الهلال والنسور تغاضى الحكم الفاضل عبد العاطي عن ركلتي جزاء واضحتين لفريق النسور، كانت أولاهما تتطلب إشهار البطاقة الحمراء للمدافع السيراليوني ديفيد سيمبو. * في مباراة الميرغني والهلال رفض حكم الصالات المعز أحمد احتساب ركلة جزاء واضحة للميرغني في الحصة الأولى، ونقض هدفاً صحيحاً للمراغنة في الحصة الثانية! * هذا الدوري الموبوء بالانحياز لا خير فيه. * لولا استهداف الحكام لكسب المريخ أربع نقاط إضافية! * الترتيب الحالي للدوري ليس حقيقياً، لأنه تم بأمر الحكام. * علماً أن ذلك يتم كل عام. * مطلوب من لاعبي المريخ أن يقهروا الحكم قبل الخصم في كل مباراة! * تساؤل النجومي عن أن لاعبي المريخ فشلوا في التسجيل خلال 93 دقيقة فماذا كانوا سيفعلون في آخر دقيقة مثير للسخرية. * لو طبقنا نظرية النجومي الجديدة فسيتعين على الفيفا إلغاء الوقت المحتسب بدلاً من المبدد نهائياً! * الما سجل في التسعين دقيقة ما بسجل في الوقت الضائع! * أو كما قال النجومي. * آخر خبر: حماية المعلم غارزيتو من شرور المتشنجين مسئولية جماهير المريخ قبل المجلس.
