حجوج: إداريو المريخ يلوحون بالاستقالة وقت الشدة ويربطون الكرفتات عندما تظهر رحلة خارجية سيد سليم: محسن سيد لا يوجه ولا يترجم ولا دور له في الجهاز الفني وليد الطاهر فقدان المريخ لثماني نقاط من جملة ست مباريات لعبها الفريق في مسابقة الدوري الممتاز أمر لم يحدث للفرقة الحمراء في السنوات الأخيرة, فالمريخ الذي وصل مرحلة أن ينهي الدوري بحاله دون أن يتذوق طعم الهزيمة على نحو ما فعل في آخر نسخة من الممتاز عاد في أول ست مباريات لعبها ليخسر مرتين وليتعادل مع أهلي الخرطوم وهي نتائج بكل تأكيد لا تشبه المريخ ولا تفسير لها غير أن ما يحدث في المريخ الآن يتحدث عن خلل صريح يفرض على المجلس واللاعبين والجهاز الفني أن يقابلوا تلك الحقيقة المرة بشجاعة بما يؤدي لتجاوز تلك المشاكل وعودة المريخ للسير على الطريق الصحيح, ولأن الأزمة المريخية ذات طابع فني وإداري كان لنا هذا الاستطلاع مع أصحاب الخبرة الإدارية والفنية في تحليل عميق يكشف تفاصيل ما يحدث في الفرقة الحمراء. في البدء تحدث لنا القطب المريخي عمر حجوج نائب أمين خزينة نادي المريخ السابق والذي رأى أن الإعداد الضعيف أحد أهم أسباب الإخفاق, وأضاف: مشكلة المريخ مشعبة وحتى الآن لم يقدم الفريق العرض المقنع ولعل هذا ما يؤكد أن المعسكر الإعدادي الذي أقامة الفريق في مصر وقطر كان معسكراً ترفيهياً لا أكثر وبالتالي لم يستفد منه المريخ فكانت النتائج السيئة التي لم تحدث للأحمر من قبل بعد أن خسر ثماني نقاط في الممتاز وقبل الخسارة بهدفين في دوري الأبطال من فريق متواضع مثل عزام التنزاني الذي كاد أن ينهي مشوار المريخ الأفريقي عند محطة الدور التمهيدي, وتابع حجوج: هناك ثغرات واضحة في دفاع المريخ وهذه ليست المشكلة, المشكلة أن الجهاز الفني يكابر وينفي وجود أي مشكلة في الدفاع فتهتز الشباك من جديد بأخطاء دفاعية ساذجة, ورأى حجوج أن المجلس وفر المال للفريق ولكن لم تكن هنالك رقابة على المعسكرات، منوهاً إلى أن الهزات الإدارية قصمت ظهر الفريق, وأضاف: من غير المعقول أن يخرج نائب رئيس النادي ويلوح بالإستقالة والفريق أمامه مواجهة حاسمة كانت أمام عزام وكاد هذا التصريح الكارثي أن ينهي مشوار المريخ الأفريقي لولا أن الجماهير الحمراء لم تعره التفاتة وتصدت بنفسها لمعركة عزام وحسمتها بنجاح فعاد من توعد بالاستقالة ليمارس عمله بعد التأهل وكأن شيئاً لم يكن, وأردف: لولا أن المريخ يمتلك جماهير تموت عشقاً في حب الأحمر (لكال الرماد حماد)، وأكد حجوج أن ما قدمه جمال الوالي للمريخ لا ينكره إلا مكابر بيد أنه عاد وشدد على أهمية ألا يكتفي الوالي بالدعم المادي فقط وأن يتابع كل الملفات بنفسه وأن يكون في قلب الحدث تماماً مثلما فعل في مباراة عزام, وشن حجوج هجوماً لاذعاً على لاعبي المريخ وقال إن غرور اللاعبين وتسيبهم مع ضعف الإعداد كان العامل المباشر في إخفاقات الفرقة الحمراء في الدوري الممتاز, وأبدى حجوج أسفه لفشل المجلس في حسم فوضى المالي تراوري وقال إن هذا اللاعب يذهب متى ما شاء ويعود وقت ما يريد دون أن يجد من يردعه ويوقفه في حده, وأضاف: ليس هذا فحسب, تراوري يعود من منازلهم ليشارك على حساب لاعب مجتهد ومنضبط فيتسبب في إحباطه ويشارك ليقدم مستوىً متواضعاً ويكفي المالي تراجعاً أنه لم يسجل أي هدف مع المريخ حتى الآن في الدوري الممتاز ولا في دوري الأبطال وخلص حجوج إلى أن علة المريخ الأساسية إدارية في المقام الأول وفنية في المقام الثاني هذا إلى جانب عدم استشعار نجوم الفريق للمسؤولية وغياب الروح القتالية وراء الخسارة وقال إن من يتحدثون عن أن ما يحدث للأحمر سوء طالع لا أكثر واهمون لأن سوء النتائج له أسبابه الواضحة التي تحتاج لمن يواجهها بشجاعة, وشدد حجوج على أهمية أن يحاسب المجلس نفسه قبل أن يحاسب اللاعبين على إخفاقاتهم المتواصلة, وراهن حجوج على أن المريخ لن يستطيع الذهاب بعيداً في دوري الأبطال ما لم يغير المجلس طريقة (رزق اليوم باليوم), وأضاف حجوج: الغريب في الأمر أن الإداريين الذين يهددون بالاستقالات وقت الشدة كلما ظهرت سفرية خارجية للمريخ (لبسوا البدل وربطوا الكارفتات) وحزموا حقائبهم للسفر ونقول لهم كفاية مهرجانات وسياحة الوقت للعمل, وأكد عمر حجوج ان عدم الاستقرار الإداري والتلويح بالاستقالة يؤثر على اللاعبين والجهاز الفني والجماهير، وإذا أراد المجلس أن يستقيل عليه الانتظار حتى نهاية الدورة الأولى أما إن اختاروا المواصلة فعليهم بالعمل باجتهاد ودون تهديد بالاستقالات ووقتها لن يجدوا إلا كل دعم ومساندة من الجماهير الحمراء. سيد سليم: غاريزتو لن يحل أزمة التهديف ومحسن سيد لا دور له في الجهاز الفني انتقلنا بعد ذلك بالحديث مع الكابتن سيد سليم مدرب المريخ الأسبق والذي قدم جملة مسببات لتعثر الفرقة الحمراء في الدوري الممتاز وقال: تابعت مباراة المريخ وأهلي شندي ومستوى اللاعبين كان ممتازاً سواء الأجانب أو المحليين ولكن بدون نتائج، أهلي شندي أحرز هدفاً في الدقيقة السابعة من الشوط الأول وحتى الدقيقة 90 لماذا لم يسجل المريخ؟ هذا يعني إن هنالك هرجلة وعدم تنظيم .. ما هي خطورة أهلي شندي؟ لم يفعل أي شيء سوى ثلاث هجمات، وهنالك شيء مفقود في المريخ أقولها بكل صراحة غارزيتو لا يعرف شيء أسمه انسجام, المريخ فاقد الاتصال بين اللاعبين، رغم أنه يمتلك لاعبين أصحاب قدرات عالية ولكن بدون تنظيم, وأضاف سيد: غارزيتو لديه أوهام أن المريخ والهلال يمكن أن يهزما كل فرق الدوري الممتاز بأي لاعبين, ولا أدري لماذا لم يتعظ من مباراة مريخ الفاشر؟ غارزيتو يهدي النتائج للخصوم, وقطع سيد سليم بحاجة المريخ إلى جهاز فني مقتدر مبيناً أن الأحمر يمتلك عناصر على درجة عالية من التميز لكن تنقصهم السرعة المطلوبة, ومضى سيد سليم: أريد أن أسأل غارزيتو ماذا كان يلعب بكري المدينة أمام أهلي شندي؟ مرة نشاهده في الطرف ومرة مهاجم ومرة نشاهده يستخلص الكرة في الدفاع، وأكد سيد سليم أن الخسارة سببها غارزيتو وقال: هذا المدرب لم ولن يحل مشكلة ضياع الفرص, المريخ يحتاج مراجعة في كل خطوطه وهنالك مجاملة في التشكيلة وخير دليل على ذلك أنه أشرك علي جعفر بعد أن حطمه المذيع معنوياً في مباراة عزام الأولى وغارزيتو جنا على علي جعفر بإشراكه ولا أدري لماذا لم يشرك ضفر في قلب الدفاع؟ هل أراد أن يتفلسف ويشركه كطرف أيمن, وانتقد سيد سليم عدم استشارة المجلس للفنيين من أبناء النادي الذين يمكن أن يعينوا المجلس على كشف مسببات الإخفاق, وأضاف: هذا المجلس يريد أن يهيمن على كل شيء ولا يريد أن يشاورني, اللاعبون يؤدون كيفما يشاءون لأنهم لا يخافون من المدرب وغارزيتو بدون شخصية، وعلى الجهاز الفني أن يسأل نفسه لماذا خسر؟ وأكد سيد سليم أن مجلس الإدارة لن يستطيع محاسبة اللاعبين لأنه مضغوط ولأنه من أتى باللاعبين والجهاز الفني, وأضاف: المريخ بلا قائد داخل الملعب والمدرب من يصنع اللاعب القائد أنا صنعت عاطف القوز وسامي عز الدين وبدر الدين بخيت وجمال أبوعنجة وكمال عبد الغني، كلهم قادة داخل الملعب، في إحدى المباريات كنت أريد استبدال اللاعب نزار خليفة فترجوني سبعة من لاعبي المريخ وقالوا لي أترك نزار دقائق في الملعب فتركته وتحدث معه لاعبو المريخ وقبل أن أصل للدكة سجل نزار هدفاً وبعدها أحرز الثاني لأن هنالك اتصال بين اللاعبين داخل الملعب, وقال سيد إنه لا يعرف بالضبط ما هو دور محسن سيد في الجهاز الفني بالمريخ؟ وأضاف: محسن سيد لا يفعل أي شيء ولا يقوم بإيصال المعلومة للاعبين ولا يوجه. عبد المجيد جعفر: تلويح المجلس بالاستقالات أكبر مهدد لاستقرار المريخ قال الكابتن عبد المجيد جعفر مهاجم المريخ السابق أن كل فرق الدوري الممتاز تلعب حتى تكسب والمريخ يدخل إلى أي مباراة من أجل الفوز لذلك لا نستطيع أن نجزم أن هناك أخطاء فنية لأن الجهاز الفني هو الأقرب للاعبين والخسارة واردة في كرة القدم سواء داخل الأرض أو خارجه, ورأى عبد المجيد أن المريخ غير محظوظ لأنه لعب مع أهلي شندي بعد مباراة عزام ومعلوم للجميع أن الآرسنال فريق طموح وينافس أفريقياً ومعظم لاعبيه سبق لهم أن لعبوا في صفوف العملاقين, وأضاف: إذا تحدث مجلس المريخ عن الاستقالات خلال الفترة الماضية فإنه يتحمّل مسؤولية الخسارة, اعتقد أن أكبر خطأ ارتكبه المجلس الحديث عن الاستقالات في هذا التوقيت, وهذا ما يوحي للجميع أن مجلس المريخ هرب قبل أن يدخل دور ال16 أوالمجموعات وهل هنالك أحد أجبر أعضاء المجلس على الترشح في الانتخابات الماضية؟ ولماذا الاستقالة في هذا التوقيت لأن أي عضو يستقيل في هذه المرحلة لا نستطيع أن نصف استقالته بشيء غير الهروب الكبير. جمال الوالي صاحب إمكانات مادية وفكرية لكن هل ترشح ليستقيل؟ أكد عبد المجيد جعفر أن استقالة مجلس الإدارة لا تعني نهاية الدنيا بالنسبة للمريخ مؤكداً أن المسيرة الحمراء ماضية سواء أن واصل هذا المجلس المشوار أو اختار الرحيل, وأضاف: جمال الوالي رجل محبوب من الجميع ونثق في إمكانياته المالية والفكرية ولكن هل جاء من أجل أن يستقيل؟ المجلس لم يكمل عامه الأول فكيف يلوّح بالاستقالة رغم أنهم جاءوا عبر الجمعية العمومية ووجدوا المساندة فلماذا الاستقالة؟ وأكد عبد المجيد أن المجلس إذا برر موقفه في الاستقالة بأنه يتعرض لضغوط من المعارضة فإن هذا لا تفسير له غير أن المجلس لا يثق في نفسه وبالتالي يبقى غير مؤهل للصمود حتى وإن كانت المعارضة في أضعف حالاتها. وأضاف عبد المجيد: نحن في بداية المشوار فكيف لمجلس المريخ أن يرفع الراية البيضاء, علة المريخ في التلويح بالإستقالات وإذا لم يحسم هذا الأمر سيفقد المريخ الكثير, أعرف تماماً ان حديثي لن يجد القبول من البعض لأنه ساخن ولكن هذه هي الحقيقة فلا مصلحة لنا مع أحد ومصلحتنا هي المريخ وأي شخص لديه رأي آخر يمكن أن ينتقد ويتقدم به.
