كم ضحكت وأنا أطالع اعلان الاتحاد السوداني برمجة الدوري هذا الموسم وهو يؤكد ان البرمجة لن تشهد اي تعديلات وتأجيلات ولكن كما قيل ونشهد كل المواسم الرياضية (من نسى قديمه تاه) فلقد توالت التعديلات والتأجيلات مع ان الظروف التي أملت هذه التأجيلات معروفة مسبقاً حيث ان مباريات المنتخب الاولمبي بمراحلها المختلفة معروفة مسبقاً عند وضع البرمجة ومشاركات الاندية في البطولات الافريقية معروفة مسبقا بكل مراحلها التي تقتضيها التصفيات فما هو الجديد. ولكن وكما يقولون (كله كوم وما حدث اليوم كوم تاني) فلقد خرج الاتحاد هذه المرة بتعديلات مفاجئة وغير متوقعة ودون تمهيد ومفجعة في حق بعض الاندية المشاركة في تصفيات البطولات الافريقية وفي مواجهات بالغة الاهمية بل ومصيرية تحدد مسيرة هذه الاندية في البطولات الافريقية. فلقد أصدر الاتحاد وبصورة مفاجئة تعديلاً في برنامج الدوري في جولته العاشرة لدوري سوداني الممتاز وقدعلل هذه التعديلات بسبب مشاركة المنتخب الاولمبي في التصفيات الافريقية لبطولة كل الالعاب الافريقية 2015 بالكنجو برازفيل لأهمية مباراته كما جاء في تقريره لاداء المنتخب الاولمبي مباراة الاياب أمام المنتخب الاولمبي لجنوب افريقيا والتي يؤهل الفوز فيها للنهائيات مباشرة ولضرورة قيام معسكر خارجي له واداء مباراة ودية لهذا أجرى هذا التعديل المفاجئ وغير المبرر والمخالف في بعض الحلات للقانون. والسؤال هنا: ألم يكن الاتحاد ملماً بموقف المنتخب الاولمبي وهل هي مفاجأة طرأت حتى تبرر للاتحاد هذه الهرجلة ؟ فالاتحاد ملم منذ البداية بكل هذه الوقائع والحيثيات فما هو الجديد الذي تفاجأ به حتى يفاجئ بقراراته الآخرين ويربك حسابات أندية هي ايضاً في حالة (ستاند باي) للمواجهات الافريقية وتعد نفسها لذلك بعلم الاتحاد ووفق برمجته ودون تناقض معها الأمر الذي يحمل الاتحاد مسئولية هذا العبث الاداري. أولاً فلقد ترتب على هذا التعديل انه يسلب نادى أهلي شندي حقا كفله له القانون والذي يمنحه خمسة أيام في حالة مشاركته في التصفيات خارج ارضه فكيف للاتحاد ان يصادر عنه هذا الحق ويبرمج له موعد مباراته أمام الخرطوم الوطني خلال الفترة التي كفلها له القانون الامر الذي دفع بأهلي شندي ان يرفض اداء المباراة ويتمسك بحقه القانوني الذي كفلته له اللائحة وهو يعد نفسه للسفر خارجياً وفي توقيت لم يكن يتعارض مع برمجة الدوري قبل هذا التعديل المفاجئ خاصة وان النادي اعد نفسه للسفر في اليوم الذى حدده الاتحاد لاجراء مباراة الخرطوم الوطني كما ان المباراة نفسها تلعب في مدينة شندي فكيف للاتحاد ان يجهد الفريق على هذا النحو في يوم سفره وفي يوم مخالف للائحة..؟ ومن جهة أخرى فالخرطوم نفسه يرفض هذه الهرجلة لعدم تسلمه خطاب من الاتحاد بتعديل الموعد مما يخل ببرنامج اعداده كما حدده المدرب الاجنبي. أما المريخ فهو الآخر وحسب تصريح أمينه العام ان التعديل المفاجئ ادخل المريخ في حرج بالغ لبرمجة مباراته أمام الاسود في الثلاثين من هذا الشهر رغم علم الاتحاد وموافقته المسبقة بالتزام الفريق مع نادي سانت جورج الاثيوبي وفي توقيت كان في انتظار تسلم التذاكر والتأشيرات مما أجبر المريخ للاعتذار عن هذا الموقف الحرج بجانب حرمان هذا التعديل المفاجئ للمريخ من اداء مباراة اعدادية هامة مع فريق افريقي بقوة سانت جورج الاثيوبي بجانب ما سببه هذا الموقف من عدم مصداقية للمريخ مع الاتحاد الاثيوبي ونادي سانت جورج. فلماذا هذه الفوضى والى متى يواصل الاتحاد هذا التخبط..؟