تحدث السيد جمال الوالي رئيس نادي المريخ للإذاعة الرياضية قبل أيام عن عدم تناسب إيرادات النادي مع صرفه، وألمح بصورة مبطنة إلى عدم مساهمة الأقطاب في دعم ناديهم، ودعاهم إلى دعم الأحمر بالمال. * كتبنا كثيراً عن مخاطر الاعتماد على الأفراد في تمويل المريخ، وقلنا إن اكتفاء الميسورين من بني الأحمر بالفرجة على رئيس النادي وهو يتحمل العبء الضخم وحده غير مبرر. * * هناك من يزعمون أن الوالي مرتاحٌ للوضع الحالي، لأنه يرغب في احتكار تمويل المريخ كي ينفرد بالقرار. * ذلك ادعاء تكذبه الحقائق الماثلة، والتي تؤكد أن رئيس المريخ الحالي كان أول من ابتدع أسلوب نفرات المساهمة الجماهيرية، ونظم العديد منها على مدار السنوات التي قاد فيها النادي. * فتح الوالي باب المساهمة للأقطاب والميسورين ولم يستثنِ حتى المشجعين الغبش، وابتدر عهده بنفرة بناء المقصورة، وقاد العديد من النفرات بنفسه، وحث فيها على المساهمة بالتبرعات العينية والمادية. * ذاق الوالي قبل غيره مرارة اعتماد النادي على جيبٍ واحد، ودفع عشرات المليارات. * ونشهد له أنه لم يحسب على المريخ دَيناً، ولم يمسك عليه سنداً، ولا تذمر من تمويل النادي بالمال في أي يومٍ من الأيام. * وبسبب سخائه مع المريخ، واجتهاده لتجميل واقعه، وسعيه إلى إعادة صياغة منشآته، وحرصه على تقوية فريقه وتحسين صورته محلياً وخارجياً أحبته جماهير المريخ، وبادلته وفاءً بوفاء. * ومع ذلك كله نقول إن اكتفاء الأقطاب وحتى بعض أعضاء المجلس بالفرجة وكف الأيادي عن الدعم واقع غير مقبول، يجب تغييره على الفور. * في التسجيلات الأخيرة للمريخ تحمل رئيس النادي حتى كلفة أرانيك تسجيلات اللاعبين. * بل إنه كثيراً ما يتولى دفع كلفة تسيير التدريبات. * مجلس الإدارة مطالب بالاجتهاد لاستحداث مصادر دخل جديدة، تجعل مساهمات الوالي محصورةً في الملفات الكبيرة، وتجنبه عنت الصرف اليومي على النادي. * وقد اقترحنا قبل فترة أن يبادر المجلس بإعداد قائمة ذهبية للمساهمين، عبر تبرعات تصاعدية، يدفع فيها كل قطب بحسب قدرته. * تحمس الأخ خالد شرف الدين أمين مال المريخ للمقترح، وشرع في تنفيذه بواسطة الأخ صلاح حمزة الذي تفنن في ملاحقة المساهمين، وبرع في استخلاص التبرعات من المقترين. * وللحق نقول إن عدداً مقدراً من أقطاب المريخ بادروا بالمساهمة، وتبرعوا للمريخ بسخاء، ثم بردت حماسة الأخ خالد شرف، وتجمدت الفكرة النيرة. * لذا نناشد أمين المال أن يحيي التجربة ويفعِّلها، ويحث الأقطاب على دعم النادي بالمال، ويلح في ذلك لأنه لا يطلب دعماً لنفسه. * كما نطالبه المسارعة بتكوين شركة المريخ التي ستتولى إدارة فريق الكرة، تنفيذاّ لاشتراطات الفيفا الخاصة بنيل رخصة الأندية المحترفة. * المريخ الرائد ينبغي أن يسبق الجميع لنيل رخصة الأندية المحترفة من الكاف والفيفا، لاسيما وأن تطبيق اشتراطات دوري المحترفين ستبدأ من الموسم المقبل. * ابتداءً من موسم 2013 لن ينال أي نادٍ لا يطبق متطلبات التحول إلى عالم الاحتراف الكامل شرف المشاركة في البطولات الخارجية. * وبذلك الشروع في تكوين شركة المريخ أمراً لا مفر منه مطلقاً. * المال عصب الحياة، واستمرار المريخ في الاعتماد على رجلٍ واحد في تمويله يشكل خطراً بالغاً على مسيرة النادي، حتى ولو كان الرجل المعني هو جمال الوالي بكل سخائه المدهش مع ناديه. * نحب جمال الوالي بسبب حبه للمريخ، وتقديراً لسعيه المستمر لرفعة النادي، ولأنه كان أكثرنا تعبيراً عن حبه للمريخ بماله. * لكن الأشخاص زائلون، والكيان باقٍ. * جمال الوالي لن يستمر أبد الدهر في قيادة النادي، مع أمنياتنا له بموفور الصحة وطول العمر. * عليه يصبح الاجتهاد إلى توفير مصادر دخل ثابتة وبعيدة عن مساهمات الأفراد واجباً ملحاً، وضرورة لا غنى عنها لأي مؤسسة. * ليس بالتصفيق وحده يحيا المريخ. * الجود بالمال يمثل أرفع مراتب الانتماء والعشق الحقيقي للزعيم. * فعِّلوا الجماهير وأشركوا الأقطاب وابتكروا مصادر دخلٍ إضافية للنادي عبر مشاريع استثمارية مدروسة بعناية، واشرعوا في تكوين الشركة الخاصة بالنادي كي تتولى إدارة الفريق تنفيذاً لتوجيهات الفيفا، وسعياً إلى توفير المال اللازم لتمويل النادي الكبير. آخر الحقائق * مبادرة الزملاء في صحيفة الزعيم بتفجير القضية تحسب لهم وليس عليهم، والتنبيه إلى الخطأ مكسب للصحافة الرياضية وليس منقصةً لها! * وصف الشقيق محمد سيد أحمد الخطأ الفاحش الذي ارتكبه الاتحاد بالمشاركة مع لجنة المنتخبات الوطنية وإداريي المنتخب بأنه (عادي)، واستغرب الضجة المثارة حوله! * إذا كان إشراك لاعب موقوف في تصفيات أكبر بطولة كروية على مستوى العالم عادياً، فما هو غير العادي إذاً يا صديقي؟ * حديث محمد سيد أحمد عن أن المسئولين عن المنتخب متطوعون ولا يتقاضون أموالاً لذا لا يجب أن يُساءلوا على أخطائهم مثير للسخرية! * هاجم الجكومي نفسه الأستاذ محمد الشيخ مدني ولجنته وقال إنهم ارتكبوا أخطاء تستوجب محاسبتهم! * وتعهد بإقصاء أبي القوانين من المجتمع الرياضي بسبب الأخطاء التي ارتكبتها لجنة الاستئنافات المركزية! * هل يتقاضى رئيس وأعضاء اللجنة المذكورة أموالاً من الاتحاد؟ * هل يتقاضى محمد الشيخ وأعضاء لجنته أموالاً من الاتحاد؟ * ألا يعملون بالمجان؟ فلماذا يرغب الجكومي في محاسبتهم؟ * أليسو بشراً والبشر خطاءون (كحال رئيس وأعضاء لجنة المنتخبات وأعضاء الجهاز الإداري للمنتخب)؟ * من أخطأوا بإشراك مساوي الموقوف ليسو أنبياء! * وأبو القوانين كذلك ليس نبياً يا الجكومي! * الجكومي يهدم منطقه بنفسه، وينقض غزله بيديه. * الحديث عن حدوث (خطأ عادي) لتبرير كارثة إشراك مساوي الموقوف غير مقبول على الإطلاق. * كما أن توابع الخطأ لم تنته بعدم تقديم زامبيا لشكوى ضد السودان كما يعتقد الأخ محمد! * لن يستطيع مازدا إشراك مساوي في أي مباراة مقبلة للمنتخب الوطني إلا إذا أقدم الاتحاد السوداني على مخاطبة الفيفا معترفاً بالخطأ وطالباً تصحيح وضع اللاعب! * هذا إذا لم يبادر الفيفا بمعاقبة اللاعب والاتحاد السوداني من تلقاء نفسه. * هذه الكارثة القبيحة لا يمكن أن تحدث حتى في فرق الروابط، ناهيك عن منتخب وطني يتبع لاتحاد عريق تأسس قبل 76 عاماً من الآن، ولم يحدث أن اقترف مثل هذا الخطأ الفاحش إلا في مباراة زامبيا! * لم ننصب المشانق لمن أخطأوا. * طالبنا بمحاسبتهم، ومعاقبة المقصرين وإبعاد من يجهلون اللوائح المنظمة للبطولات الخارجية عن تكوين لجنة المنتخبات الوطنية والجهاز الإداري للمنتخب. * الحصول على اللوائح المذكورة لا يتطلب مهارات استثنائية لأنها متوافرة في موقعي الفيفا والكاف بالمجان. * حديث محمد سيد أحمد عن أن الكاف مشارك في الخطأ يشير إلى عدم درايته بلوائح الكاف والفيفا! * صحيح أن الكاف درج على تنبيه الاتحادات بأسماء اللاعبين الموقوفين قبل المباريات. * لكن لائحته لا تلزمه بذلك، بل تحمّل الأندية والمنتخبات كامل عواقب مشاركات لاعبيها. * ننصح الجكومي بمراجعة لائحتي الانضباط الخاصتين بالفيفا والكاف قبل أن يفتي بما لا يعلم! * أخطروك أو ما أخطروك المسؤولية مسؤوليتك! * حاسبوا من تلاعبوا بمنتخب السودان وأساءوا لسمعة الاتحاد بإشراك لاعب موقوف في تصفيات المونديال. * الاجتهاد لتغطية الفضيحة بالحديث عن (خطأ عادي) غريب على الجكومي الذي تزعم مجموعة قوية سعت إلى تصحيح مسار الاتحاد، ومحاربة الأخطاء عبر مذكرة العشرة الشهيرة! * من كان يدعو إلى تصحيح الأخطاء تحول إلى السعي لتجميلها بمبررات واهية. * آخر خبر: (مساوي قيت).. والصمت الرهيب!