مدرب الترجي أحدث نقلة كبرى في فريقه وفرنسي الأحمر أعاده للواجهة أفريقياً الكوكي: غارزيتو يتمسك بأسلوبه الهجومي ولا يدرس المنافس جيداً وجوزيه معلم في قراءة الخصوم وليد الطاهر الرهان الأكبر في المريخ اليوم لم يعد على اللاعبين بل على المدير الفني الفرنسي غارزيتو الذي استطاع خلال وقت وجيز أن يحدث نقلة كبرى في مستوى الفرقة الحمراء وأن يعيد الفريق إلى الواجهة أفريقياً بعد سلسلة من النتائج السيئة للفريق أفريقياً حتى أصبح مرشحاً للتأهل على حساب الترجي، وفي الجانب الآخر استطاع البرتغالي جوزيه وفي غضون ثلاثة أشهر أن يعيد فريقه للسير على الطريق الصحيح فأصبح رهان الجماهير التونسية لإعادة الفريق للألقاب الأفريقية، وعبر هذه المساحة ترصد الصدى ملامح المواجهة المحتدمة اليوم بين فرنسي المريخ وبرتغالي الترجي مع رأي تونسي من مدرب على معرفة جيدة بغارزيتو وجوزيه كما سنطالع كل ذلك عبر السطور التالية. عندما جاء غارزيتو السودان لأول مرة لتدريب الهلال لم تجتهد الصحافة في البحث والتنقيب عن سيرته الذاتية لأن أي مدرب ينال شرف قيادة فريق أفريقي للحصول على لقب دوري الأبطال والظهور معه في كأس العالم للأندية تصبح سيرته الذاتية معروفة للكافة وبالتالي أمضى غارزيتو فترة جيدة مع الهلال أهّلته لخوض تجربة جديدة في الدوري السوداني عبر ألوان مختلفة فتولى قيادة المريخ في هذا الموسم وسط مخاوف عُقدة الخروج المبكر من دوري الأبطال لكن غارزيتو الذي يثق كثيراً في نفسه وينقل ثقته هذه لعناصره استطاع أن يقود المريخ لتجاوز أكبر المطبات في دوري الأبطال بتخطي عقبة الدور التمهيدي برغم أن المريخ كان مرشحاً للمغادرة على خلفية خسارته لجولة الذهاب أمام عزام بهدفين دون رد وأحدث غارزيتو نقلة كبرى في مستوى الأحمر ونتائجه مستفيداً من الدفعة المعنوية الهائلة التي تحققت له بعد تخطي عقبة عزام بثلاثية نظيفة في الخرطوم وبفضل تلك الدفعة الهائلة تخطى المريخ عقبة كابوسكورب وأصبح مرشحاً لتخطي الترجي. أبرز كروته لكل مدرب كروت رابحة لا يفرّط فيها ويراهن عليها في أصعب المباريات، وبرغم أن بكري المدينة لم يكن ضمن خيارات غارزيتو في فترته الأولى مع الهلال لكنه أصبح الآن خياره المفضل الذي لا يعتمد عليه في تشكيله الأساسي فحسب بل في حسم أكبر المباريات مثلما يركّز أكثر على الغاني كوفي الذي منح الجانب الأيمن في الفرقة الحمراء قوة هائلة ومن أبرز عيوب غارزيتو التي يتخوف منها الكثيرون في مباراة اليوم الاندفاع الهجومي الذي يأتي في بعض المباريات دون تحسّب لخطورة المنافس وعندما يتعلق الأمر بفريق كبير مثل الترجي فإن غارزيتو بكل تأكيد يبقى مُطالباً بتغيير هذه الطريقة حتى لا يصيبه الفريق التونسي في مقتل ويقضي على آماله في التأهل من جولة الذهاب. برتغالي الترجي.. نجاحات تتحدث عن نفسها في الجانب الآخر نجد أن المدرب البرتغالي جوزيه دي مورايس صاحب الثلاثة أشهر في الترجي استطاع أن يحدث نقلة كبرى في مستوى ونتائج عملاق باب سويقة حيث تولى المهمة بصورة رسمية في العاشر من فبراير من العام الحالي وما كان لجوزيه أن ينال فرصة تدريب الترجي في هذا التوقيت الصعب لولا أن لديه تجربة سابقة وناجحة مع الترجي امتدت لست سنوات وخلال وقت وجيز أحدث جوزيه نقلة كبرى في مستوى ونتائج الترجي على صعيد دوري الأبطال والدوري المحلي في تونس وبدأ الترجي بسرعة فائقة في استعادة كل ميزات الفريق المرعب الذي كان دائماً ما يكون مرشحاً للظفر بلقب دوري الأبطال وأصبح جوزيه محل ثقة كبيرة لإدارة الترجي وجماهير النادي على أمل أن يحقق الحلم الكبير في قيادة الترجي لتحقيق لقب دوري الأبطال. أبرز كروته لجوزيه أكثر من كرت رابح يعول عليه في مباراة اليوم ويأتي في مقدمتهم النجم الكبير أسامة الدراجي الذي ساعد الحظ السعيد لجوزيه في عودة هذا اللاعب لمستواه المعروف فضلاً عن وجود المحترف النيجيري الخطير ايدوك والغاني المرعب افول والكاميروني نيانغ، وأصبح هذا الرباعي يمثل مصدر القوة الهجومية الضاربة للترجي التي يحاول جوزيه أن يغطّي بها على مشاكل كبيرة يعاني منها فريقه في المنطقة الخلفية لكم سعى لحلها دون جدوى فأصبح يراهن على سلاح الهجوم خير وسيلة للدفاع. احترام كبير لفرنسي المريخ أول ما تحدث عنه جوزيه في الفريق الذي سيواجهه اليوم مديره الفني حيث تحدث عن الخبرات الأفريقية الطويلة لغارزيتو والأسلحة الهجومية الناجعة لهذا المدرب ووضح أن جوزيه يحترم غارزيتو كثيراً ويتحسب جيداً لتكتيكاته لذلك حرص على دراسة طريقة اللعب التي يعتمد عليها المريخ حتى يتمكن من الحد من خطورة عناصره مع الاجتهاد من أجل الوصول لشباك المريخ حتى يحقق تطلعاته في الفوز بنتيجة جيدة تسهّل من مهمة فريقه في جولة الإياب. لغة النصر حاضرة هنا وهناك قبل سفر بعثة الترجي للخرطوم تحدث جوزيه عن الهدف الذي يسعى لتحقيقه في مباراة اليوم وطالب بتحقيق الفوز وقال إن التعادل يبقى مرفوضاً مشدداً على ضرورة أن يقاتل فريقه من أجل تحقيق نتيجة الفريق برغم معرفته بخطورة المريخ في المباريات التي يلعبها على أرضه، وفي الجانب الآخر خاطب غارزيتو لاعبيه في الفندق وأكد لهم أنهم أمام فرصة تاريخية لتخطي الترجي ذهاباً وإياباً إن ركّزوا على تنفيذ التكتيك الذي وضعه للمباراتين. الابتعاد عن التشكيلة الثابتة في كل المباريات سِمة مشتركة للبرتغالي والفرنسي من أبرز أوجه التشابه بين غارزيتو وجوزيه اعتمادهما على سلاح الهجوم الكاسح بصورة جعلت كرة الفريقين مُمتعة للقاعدة الجماهيرية العريضة التي تناصر المريخ في أمدرمان والترجي في تونس وهناك ميزة الاعتماد على عدد كبير من العناصر في المشاركة في المباريات بصورة ألغت ما يُسمّى بالتشكيلة الثابتة التي لا يغيّرها المدرب في كل الظروف حيث جعل جوزيه كل العناصر الموجودة في كشف الترجي ضمن خياراته الأمر الذي جعل الترجي لا يتأثر بغياب الدراجي وكروز ونيانغ وافول وبن شريفيه والبيجاوي واعتبر محبو الترجي هذه الميزة بالتحديد بأنها أحد أكبر علامات النجاح للمدرب البرتغالي، وعندما تولى غارزيتو تدريب المريخ وظل يؤدي كل مباراة بتشكيلة مختلفة وطريقة لعب جديدة ضاقت الجماهير ذرعاً بما أسمته تنظير المدرب الفرنسي الذي لا ينتهي لكن سرعان ما أدركت الجماهير أن تلك الطريقة هي كلمة السر في النتائج المميزة التي حققها الفريق في دوري الأبطال بعد أن أصبح مستوى المريخ لا يتأثر بغياب أي لاعب. محمد عثمان الكوكي: غارزيتو مميز بسلاح الهجوم الكاسح لكنه لا يدرس الخصوم عقد التونسي محمد عثمان الكوكي مدرب المريخ السابق الذي يشرف على تدريب نجم المثلوي في الدوري التونسي مقارنة بين المدربين غارزيتو وجوزيه بحُكم أنه واجه المدربين عبر تجربتين في السودان وتونس وأشار الكوكي إلى أن غارزيتو مدرب متميز جداً وصاحب خبرات أفريقية نوعية ولديه طريقة لعب هجومية ممتعة فضلاً عن قدراته كمدرب مُحنّك لديه خبرة كافية لإدارة أصعب المباريات لكن الكوكي عاد وأشار إلى أن أبرز نقاط ضعف غارزيتو تتمثل في أنه يلعب بأسلوبه الهجومي في كل الظروف دون المراعاة لجوانب القوة والضعف في المنافس وأشار الكوكي إلى أن غارزيتو لديه أكثر من كرت رابح يمكن أن يمثل مصدر مشاكل حقيقية لدفاع الترجي مثل بكري المدينة الذي أحدث نقلة كبرى في الأداء الهجومي للمريخ إلى جانب الغاني السريع المهاري كوفي وأحمد الباشا اذا حكّم غارزيتو صوت العقل وعرف قدر هذا اللاعب الذي يعتبر الأميز على الاطلاق ليس في المريخ فحسب بل في الدوري السوداني بصورة عامة. مدرب المريخ السابق: جوزيه يتفوق على غارزيتو بدراسته الجيدة للخصوم انتقل محمد عثمان الكوكي بعد ذلك للحديث عن البرتغالي جوزيه دي مورايس مدرب الترجي وقال إنه يتميز على غارزيتو بأنه يتعامل مع المنافس حسب قوته ونقاط الضعف الموجودة فيه وتوقع أن ترجّح هذه النقطة بالتحديد كفته على غارزيتو وأضاف: ما أعلمه أن الترجي درس المريخ جيداً وتابع العديد من مبارياته ورصده من كل النواحي وأصبحت كل صغيرة وكبيرة عن المريخ بطرف جوزيه وبالتالي يستطيع أن يضع التشكيل المناسب والخطة التي تمكّنه من الخروج بنتيجة طيبة، وعن الكروت الرابحة التي يعول عليها جوزيه في مباراة اليوم قال الكوكي: بالتأكيد النجم الكاميروني نيانغ لاعب مميز جداً ويصنع الفارق واذا لم يسيطر الأحمر على تحركاته سيعاني بشدة من قدراته الهجومية الكبيرة وهناك ايدوك وافول والدراجي الذي أصبح في أفضل حالاته، وعدّ الكوكي إهمال جوزيه لعلاج المشاكل الدفاعية الكبيرة التي يعاني منها فريقه أحد أبرز نقاط ضعفه. القوة الهجومية الضاربة للفريقين ستجعل مباراة اليوم ممتعة قال الكوكي إن هناك ميزة مشتركة بين غارزيتو وجوزيه تتمثل في المغامرة الهجومية دون أي خوف من تبعات الطريقة الهجومية الأمر الذي جعل الترجي يعاني من مشاكل كبيرة في خط دفاعه وكذا الحال بالنسبة للمريخ وأضاف: في ظل تميز الفريقين هجومياً ومعاناتهما من مشاكل كبيرة في خط الدفاع أتوقع أن يسجل المريخ وأن يسجل الترجي ايضاً في مباراة اليوم وأن يستمتع الجمهور الغفير بمباراة رائعة جداً وفي النهاية المدرب صاحب القراءة الذكية هو من سيكسب مباراة اليوم وتابع حديثه: الترجي مميز في الجانب التكتيكي والذهني أما المريخ فيعتمد على سرعة فائقة ومهارة عالية مع كرة جماعية ذات طابع هجومي وبالتالي الكفة متقاربة جداً وحظوظ الفريقين متساوية في الترشح للمرحلة المقبلة.
