يعانق هلال الأبطال اليوم جماهيره الوفية عندما يلتقي الاهلي الخرطومي مساءً، ضمن الجولة ال 12 لدوري سودان الممتاز لكرة القدم. يدخل هلال السودان اليوم المباراة بمعنويات عالية بعد ان عاد من الكنغو بنقاط مباراة سانغا في ذهاب دور ال 16 لدوري ابطال افريقيا. ويسعى الفريق الازرق إلى ارضاء جماهيره، باداء مقنع وفوز مستحق على الفرسان يضمن له استرداد الصدارة التي ذهبت أمس مؤقتا للمريخ. لم يكن بامكان المريخ الجلوس على الصدارة ولو مؤقتاً، لولا الهفوة التي وقع فيها الهلال قبل السفر الى الكنغو، حينما تعادل أمام مريخ كوستي 1/1 بالخرطوم. لكن يحسب للفريق الأزرق انه صحح تلك لهفوة وقدم مباراة تكتيكية أمام الرابطة التي تتفوق على المريخ فنياً وعناصرياً، وفاز بهدف مساوي المبكر. مساوي الذي حسم مباراة رابطة كوستي، كرر نفس السيناريو في ملعب الموت وقضى على آمال جماهير سانغا بهدفه الرأسي قبل نهاية المباراة بست دقائق. مساوي رد على الذين تطاولوا عليه وطالبوا المدرب باراحته وابعاده عن التشكيلة لمجرد انه أخطأ في مباراة، او مباراتين، دون ان يدركوا القيمة الفنية لهذا الفتى. أمثال مساوي لا يمكن التفريط فيهم او ابعادهم عن المباريات لمجرد وقوعهم في خطأ، لأن ما يكتنزونه من خبرات وتجارب، يصعب تعويضه في بدائلهم. يحسب لمدرب الفريق التونسي نبيل الكوكي انه اعتمد على نجوم الخبرة في مباراة سانغا كالكاميروني مكسيم ومساوي وكاريكا ونزار وبشة وكيبي وسيمبو. كما يحسب له اجادته قراءة الميدان في الشوط الثاني، (شوط المدربين)، وشجاعته على منحه فرصة اللعب لاربعة من اللاعبين الشباب. الكرة التي قدمها الهلال في الشوط الثاني أمام سانغا في الكنغو أكدت بأن الهلال كسب مدرباً متميزاً، وكل ما نرجوه ان يمنح الفرصة الكاملة. قد يتعثر الهلال اليوم أمام الأهلي او امام هلال الفاشر، او في اي مباراة أخرى، وهذا طبيعي ، لكن ينبغي ان لا يتم ربط النتائج بمصير المدرب. الأندية الكبيرة، هي التي تصبر على المدربين، وتمنحهم الفرصة الكافية قبل ان تتخذ اي قرار بشأنهم، وهذا ما نرجوه من ادارة الهلال. ينبغي على مدرب الهلال ولاعبيه ان يدركوا بأنهم لن ينازلوا الاهلي لوحده، وانما سيواجهونه والمريخ، وغيره ممن لا يطيقون رؤية الهلال مكتملا. ولذلك يجب ان يكون التركيز شديداً في الميدان خلال ال 90 دقيقة، لحسم المباراة، واسترداد الصدارة حتى لا يخرج الشمات من جحورهم. صحيح انه لا توجد مقارنة بين الهلال، المتصدر ، والأهلي أول الطيش، لكن الاهتمام الزائد لابو الهل بمباراة سانغا المقبلة، واصابة بعض لاعبيه قد يؤثر على الاداء. آخر الكلام طبيعي ان تضع قرعة بطولات الاتحاد الافريقي (الكاف) الفرق الاقل قيمة فنياً في طريق الاقوياء، والعكس هو الصحيح، وهذا أمر معمول به في كل الاتحادات القارية. احتل الهلال المركز الرابع افريقياً في آخر تصنيف للفيفا، بينما جاء المريخ في المركز ال 12، فهل كان المريخاب يريدون من الكاف ان يساوي بين الفريقين؟. وكما هو معلوم فان القرعة تجنب دائماً الفرق الكبيرة ملاقاة بعضها البعض في الادوار من التمهيدي وحتى مرحلة المجموعات لضمان المزيد من الاثارة. ولما كان الهلال مصنفاً ضمن الفرق الكبيرة، كان طبيعي ان تجنبه القرعة ملاقاة فرق كبيرة مثله، كالترجي او الأهلي المصري، او المغرب التطواني. قدر المريخ انه صنف مع الضعفاء ، وملاقاته للترجي أمر لا علاقة له بالاستهداف كما يصور البعض، وانما حدث بناء على نتائجه في السنوات الأخيرة. كثيرون يعتقدون أن الكاف تعاطف مع المريخ ، ومهد له طريق الوصول الى دور ال 16 عندما وضعه أمام فرق مغمورة في الدور التمهيدي ودور ال 32. لكن يبدو ان معاناة المريخ في تجاوز تلك الفرق، ووصوله لدور ال 16 بالعافية، عكس الهلال، جعل كتاب المريخ يصورون لجماهيره انه مستهدف. عندما يتأهل المريخ لدوري المجموعات هذا العام ، وينافس على التأهل لنصف النهائي، والنهائي، وقتها يمكن أن يضمن تصنيفاً أفضل قبل قرعة الموسم المقبل. وداعية: الاستقالة أجبن وسيلة للهروب من الواقع المكتوب. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته