أزمة خطيرة ومستفحلة تعيشها الصحافة الرياضية في السودان سواء في الصحف الرياضية المتخصصة او الصفحات الرياضية في الصحف السياسية بل وفي مواقع النت العديدة ولعلها ازمة اكثر خطورة من التعصب في ابداء الرأي بعد ان صبغته الوان الكتاب ولكن مفهوم ان يخالف الكتاب المنتمين للون بعينه في ابداء الرأي لان الرأي شأن خاص بصاحبه ولكن ان تختلف الصحف في الخبر فهذا ما لا يمكن فهمه او القبول به لان الخبر في قيم الصحافة ومهنيتها مقدس لايجوز اخضاعه للرأي لان الخبر معني به مصدر معين هو مصدره الرسمي والوحيد لهذا يبقى الخبر في كل الحالات لا يخضع او يفترض الا يخضع للونية الكاتب او الصحيفة الامر الذي يجعل من هذه الظاهرة الغريبة في الصحافة الرياضية السودانية جريمة و امر بالغ الخطورة طالما انه ليس رأياً يسمح بالاختلاف حوله او تلونه بلون كاتبه او الصحيفة التي تنشره. ثلاثة ايام قضيتها وانا انقب في كل الصحف الرياضية عبر موقع النت في القاهرة وانا ابحث عن هوية خبر ظلت الصحف تتناوله ولا تزال حتى اليوم وعجزت تماما ان اصل لحقيقة الخبر والذي يتعلق بتقديم ضباط مجلس ادارة المريخ لاستقالتهم ويضاعف من خطورة هذا الخلل الاخباري انه يهيمن على الصحافة وعلى الأوضاع داخل المريخ في وقت تبقت فيه ايام لمواجهة المريخ لفريق الترجي التونسي في لقاء صعب بكل المقاييس لقاء الخصم التونسي فكيف في هذا الظرف يصبح خبرا يصعب معرفة حقيقته في هذه الفترة الحرجة ويحمل كل هذه التناقضات في هذا التوقيت. * هل حقا قدم ضباط المريخ استقالاتهم ولمن قدمت ومتى قدمت وماهي ردود الفعل فيها من الجهة التي قدمت لها وكلها وقائع لايجوز للصحف ان تختلف حولها لان كل منها له مصدر واحد لاغير له ولكني اعترف وربما اكون جاهلا او عاجزا رغم مراجعتي كل الصحف وما نُشر حول هذا الامر فشلت في أن اعرف الحقيقة التي لم تتفق حولها صحيفتان حتى ان كانت منحازة لهذا او ذاك فكل ماينشر بل وبنفس الصحيفة ومن يوم لآخر يأتي متناقضا وهو مالا يمكن فهمه اذا كانت الصحافة ملتزمة بصحة الخبر من مصدره ما لم تكن هذه المصادر نفسها مسئولة عن هذه التناقضات بتعدد التصريحات والتناقضات. * وكيف تكون الصحف رجعت لمصدر الخبر وهي تأتي بوقائع متناقضة ومتعارضة مع انها منسوبة لنفس المصدر. * فلقد جاء في بعض الصحف ان وزير الرياضة بالولاية الاستاذ بله اكد انه تسلم الاستقالة الا انه ليس الجهة المختصة للنظر فيها وفي صحف اخرى انه أكد تسلمه الاستقالة والآن يفاوض من اجل تعيين لجنة تسيير لم تخلو من الترشيحات ثم يرد في صحف اخرى انه أحال طلب الاستقالات للمفوضية الولائية لانها جهة الاختصاص ثم تنشر صحف اخرى ان المفوضية الولائية تؤكد انها لم تتسلم من الوزير اي استقالات كما انه لا يعرف هل قدمت هذه الاستقالات اليوم ام انها كانت حبيسة ادراج الوزير؟ ولماذا اذن يُفرج عنها اليوم في هذا التوقيت رغم خطورته والمريخ مواجه بمباراة فاصلة؟ * وصحف اخرى تنشر انه ليس هناك استقالات قدمت للوزير وآخرون ينشرون انها استقالات قديمة وبعضها يشير إلى ان رئيس المريخ وحده هو الذي تقدم باستقالته فكيف لكل هذه التناقضات تتداولها الصحف خبريا ومصادرها واحدة ومعروفة والتي يشترط الرجوع اليها مما يؤكد ان هذه الصحف لا تأخذ الخبر من مصدرها الصحيح او ان هذه المصادر تضلل الصحافة لهذا اصبح الخبر مصدرا للتناقضات وهو ليس رأيا يبديه كاتب او صحيفة حتى يلونه بلونه ايا كان اللون ولا ادري لماذا صمتت الوزارة وتأخرت في اصدار التوضيح الذي تضمنه بيانها الذي صدر مؤخرا واكدت فيه ان الوزير ليس جهة مختصة وانه احال طلب الاستقالات للمفوضية(هذا اذا لم يصدر نفيا للبيان). * ولا بد لي هنا ان اعيب على الاجهزة الاعلامية المرئية والمسموعة لانها الوحيدة التي تملك توضيح الحقيقة من مصادرها وقد جاءت استضافة الاستاذة ميرفت في برنامجها (البحث عن هدف) الذي شهدته صباح الجمعة متأخراً وان كشف عن الحقائق من مصادرها المفوض ورئيس المريخ الدكتور جمال الوالي ولعل توضيح جمال عن توقيت طلب الاستقالة يطرح السؤال(من الذي فتح هذا الملف في هذا التوقيت مادام الاستقالات تم تقديمها قبل فترة طويلة وظلت حبيسة ادراج المسئولين حتى يعبر المريخ لقاء الاياب امام الترجي؟) * فرفقا أيها المسئولين و الصحافة بالمريخ وبالهلال وبالكرة السودانية فكفاية وكفاية كفاية.