العقرب.. لدغة قاتلة في أصعب مباراتين بعيداً عن الديار دشّن أهداف المريخ الأفريقية وأجبر الترجي على البقاء في منطقته الدفاعية عندما تمتلك مهاجماً بمواصفات وقدرات بكري المدينة يصبح من حقك أن تفكر في البطولات والألقاب الخارجية، فقد كان العقرب كلمة السر في المشوار الأفريقي الناجح للمريخ بعد أن جعل بصمته لا تغيب في كل المواعيد الكبيرة التي احتاجه فيها المريخ، فحتى عندما لم يسجل في شباك الترجي في مباراة الأمس أبى هدف أحمد ضفر الا وأن يحمل بصمته الخاصة والمدهشة ليكون بذلك قد أدلى بدلوه في وصول فريقه إلى مجموعات الأبطال. لم يتوقع المريخ أن يجني ثمار الصفقة الضخمة التي أبرمها مع المهاجم الأول في السودان بكري المدينة بهذه السرعة، فغالبية الانتقالات التي صاحبتها ضجة كبرى وإثارة وصراعات وأزمات كانت تنتهي إلى فشل ذريع أو تحتاج إلى بعض الوقت حتى تحقق النجاح مثل صفقة فيصل العجب لكن بكري المدينة تخطى كل العقبات والمتاريس من أول وهلة وقدم مستوىً مدهشاً مع المريخ لم يقدمه حتى في تجربته السابقة مع الهلال بعد أن وجد في القلعة الحمراء المناخ المناسب للإبداع والإجادة فلعب كما لم يلعب من قبل وقدم عصارة موهبته الفذة لمصلحة المريخ في أصعب المباريات في البطولة الأفريقية، ولعبت جماهير المريخ دوراً كبيراً في تألق بكري وعودته لمربع التميز بسرعة بعد أن توقّف عن الإرسال ولم يسجل في جميع المباريات التي خاضها المريخ في مسابقة الدوري الممتاز. أول هدف أفريقي في وقتٍ غابت فيه أهداف بكري المدينة حتى في مباريات الدوري الممتاز اختار العقرب أن يلدغ في الوقت الذي يحتاجه فيه الأحمر فحمل أول الأهداف الأفريقية للفرقة الحمراء في دوري الأبطال نكهة المدينة المميزة عندما نجح في خطف هدف السبق في شباك عزام التنزاني في مباراة تعتبر الأصعب بالنسبة للمريخ في مشواره الأفريقي لأنه كان وقتها مُطالباً بتسجيل ثلاثة أهداف دون أن تهتز شباكه وهي أقل من المعادلة التي فشل فيها الترجي بالأمس لكن هدف بكري المبكر في شباك عزام سهّل تلك المهمة الصعبة فجاء ضفر ومن بعده وانغا ليتأهل الأحمر إلى الدور الأول عن جدارة. تأهل صعب من لواندا مهمة أخرى لا تقل صعوبة عن ملحمة عزام كانت تنتظر بكري المدينة في لواندا عندما غادر الأحمر إلى هناك بحظوظ وافرة لخطف بطاقة الترشح إلى مجموعات الأبطال بعد أن تفوق في جولة الذهاب على كابوسكورب الأنغولي بهدفين دون رد لكن الفريق الأنغولي كشّر عن أنيابه في جولة الإياب ونجح في خطف هدف السبق وأصبح يبحث عن هدف آخر يعادل به نتيجة مباراة الإياب وهنا تجلت عبقرية بكري المدينة الذي سجل الهدف الأجمل على الاطلاق بالنسبة للفرقة الحمراء في دوري الأبطال عندما ارتد المريخ بهجمة سريعة وصلت إلى بكري فانطلق بسرعة فائقة ليتخطى ثلاثة مدافعين من كابوسكورب ويضع الكرة في المرمى عن جدارة مسجلاً الهدف الذي كان بمثابة رصاصة الرحمة الأخيرة للفريق الأنغولي وبالتالي لم يشفع له الهدف الثاني الذي سجله في تلك المباراة ليعود الأحمر إلى الخرطوم ببطاقة الترشح إلى دور الستة عشر. بصمة حاضرة في تونس أثار بكري المدينة مخاوف جماهير الفرقة الحمراء عندما تغيّب عن التدريبات التي أجراها المريخ في تونس وكان اللاعب يعاني من إصابة في العضلة تكتّم عليها الجهاز الطبي حتى لا يثير مخاوف جماهير المريخ وحتى لا يكشف موضع إصابة أهم لاعبيه فيدفع لاعبي الترجي لاستهدافه وتصفيته حتى يغادر الأحمر دوري الأبطال، وبعد مجهود طبي خارق قام به أحمد العابد اختصاصي العلاج الطبيعي بالمريخ الذي قام بدوره بكل احترافية وجهّز بكري المدينة ليلعب في مواجهة أبناء جلدته فكانت بصمة العقرب كالعادة حاضرة في المباراة عندما تبادل الكرة بصورة مدهشة مع أحمد ضفر أكثر من مرة وقدم له هدية غالية كان من الطبيعي الا يرفضها ضفر فسجل منها الهدف الغالي الذي أصاب الترجي في مقتل وأصبحت مهمته عسيرة لأنه وقتها أصبح مُطالباً بتسجيل ثلاثة أهداف وهي عددية كبيرة من الصعب أن تتحقق للترجي الذي كان يلعب بتحفظ كبير لأنه يخشى في أي لحظة أن يرتد بكري المدينة أو راجي بالهجمة فتصبح المهمة أكثر صعوبة ولولا المناوشات الهجومية الخطيرة التي قام بها بكري المدينة والذي كان قريباً من تسجيل هدفين لولا تألق الحارس بن شريفية لكان الترجي في وضعية هجومية تمكّنه من القضاء على فارق الهدفين والوصول إلى المجموعات ليكون بكري بذلك قد لعب دوره على أكمل وجه في وصول المريخ إلى مجموعات الأبطال عن جدارة.