شاء قدر الله الذي لا راد لقدره انس او جان والذي يعطي بلا طلب ويأخذ متى شاء ان أنعم عليك ابنتي سيرام بشرف ان تكوني أول من اختاره الى جواره من الاسرة لمغادرة هذه الدنيا الفانية التي لا يعرف ولاتها الرحمة لدنيا الخير والرأفة فى رحاب الله سبحانه تعالى لأنك الأكثر حاجة للرحيل بسبب ماعانيتيه منذ المولد وحتى الرحيل عبرمسيرة أربعين سنة لم تذوقي فيها متعة الحياة من القساوة التي حاصرتك بلا رحمة وظلت تتصاعد منذ المولد حتى بلغت المستحيل وانت زوجة وانت مريضة فكانت رأفة الله بك ان يأخذك الى جواره هي الملاذ ليسعدك ويكتب لك نهاية هذا الملف الطويل من المعاناة . نعم ابنتي سيرام تمذقت قلوبنا وذرفت دموعنا واهتزت اركان بيتنا وهى تفتقد ركناً مهماً من أركانه وشاركنا حزنا عليك كل الاهل والاحبة والاصدقاء والمعارف وغير المعارف فلحظة الفراق قاسية لا تعرف غير حديث العاطفة والدموع ولكن عندما تحدث العقل ادركت رأفته سبحانه وتعالى بك والا فكيف لك ان تواصلي مسيرة الحياة بلا كلى وبلا قدرة على تحمل الغسيل وكيف لك ان تتذوقي طعماً للحياة ولو لحظة واحدة تحت هذا الواقع المرير لهذا كانت رأفة الله العلي القدير بك وهو ينقذك من هذا المصير ويأخذك لجواره لتعيشي آمنة سعيدة فى رحاب رحمته جل جلاله فالشكر لك سبحانك وانت تتولاها بعطفك ورحمتك. والشكر له ان لم يستجب لدعائنا ليبقيك بيننا ويشبع عاطفتنا وهو يعلم انك لن تذوقي طعماً للحياة ولو للحظة بعد ان بلغت بك مرحلة المعاناة المستحيل فكان جل جلاله سبحانه وتعالى رحيما بك وهو يكفيك شر المعاناة وينعم عليك برعايته فى رحاب دنياه الخالدة التي لا تعرف الظلم. فسيرام لمن لا يعرف من الاهل والأحبة والاصدقاء والمعارف عاشت منذ المولد تعاني من صغر الحجم وقلة الوزن حتى انها لم تزيد عن الثلاثين كيلو وهي في سن الاربعين وانها بعد زواج بلغ العشرين عاما عانت فيها ما لا يتصوره عقل حيث انها فرض عليها بفعل فاعل الا يكون لها جنين يزين حياتها بشقاوته وصراخه وضحكته ليكون صديقا وأليفا لها كما عانت من الظروف التي حكمت زوجها ان يجمع بينها وزوجة ثانية بحثاً عن الجنين رغم انه هو الذي رفض لها ان يكون لها جنين طوال سنوات بحجة انه لايريد جنيناً لايملك القدرة لاعاشته ولما بلغ القدرة تزوج من ثانية بحثا عن جنين بعد ان فقدت هى الفرصة مما أزمها نفسياً وضاعف من معاناتها ثم تصاعدت معاناتها لتعاني من ضمور في الكليتين لتخضع للرعاية الطبية والرقابة اليومية لثماني سنوات ظلت ملازمة للعلاج والحالة تزداد سوءً حتى بلغت الفشل الكلوي والحق لله والامانة تقتضي ان الطاقم االطبي يقيادة الدكتوراحمد المصطفى اخصائى الكلى بالقاهرة انه وطاقمه قاموا بأكثر من اللازم وان الجسم تقبل الكلى بنجاح تام الا ان سحب المناعة من الجسم الذي تحتمه زراعة الكلى افرز وضعاً غير متوقع وغير مرئي بسبب ضعف صحتها حيث نشطت كل الخلايا الجرثومية التي كانت خافية داخل الجسد بعيداً عن الوسائط الطبية والتي هاجمت القلب والضغط والكبد والصدر والأخير كان أخطرها حتى أجبرنا للتضحية بالكلى لانقاذها الا انها لم تتحمل الغسيل حتى يكتمل العلاج لتبلغ طريقاً مسدوداً مؤلماً حيث انها لن تتحمل الغسيل لضعف قوتها الجسمانية مما يجعل حياتها مستحيلة تحت هذا االواقع لهذا كان رحيلها رأفة بها من الله سبحانه وتعالى ووضع حدا لعذابها وهذا من لطف الله لعبده وقت المحنة فكان عطوفا بها رغم قساوة رحيلهاعلينا نحن أهلها وأحبتها. والتحية والتقدير مضاعفة للدكتور احمد المصطفى اخصائي الكلى والذي فاجأنا بأنه تحمل تكلفة اسبوعين قضتها في الانعاش رغم ارتفاع تكلفتها ولم يفكر فى استغلال الموقف مادياً كما نشهده في مستشفياتنا في السودان حيث تحرص مستشفيات الربح الفاحش على استنزاف واستغلال المريض من أجل مزيد من المكاسب المادية دون ان تقدم له خدمة علاجية بعد ان اصبح العلاج في عرفهم تجارة لتحقيق مزيد من الارباح مع سوء الاشراف الطبي بكل مكوناته دون رقيب على حساب الضحايا دون واعز من ضمير او رقيب يحاسب. والشكر موصول لكل من شاركنا بمشاعره ودعائه لها بالشفاء في المساجد وأجهزة الاعلام ولكل من ساهم معنا بجهده وماله وآخر دعوانا ان يرحمها الله وان يعوضها رحلة العمر القاسية والا يريكم مكروهاً وينعم عليكم بالصحة والعافية. ورسالتى اليك ابنتى سيرام: 0ستبقي بيننا ما بقينا فالله أعطى وأخذ وإنا جميعاً اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.