حفل يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين بلقائين من العيار الثقيل في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا حيث استضاف يوفنتوس الإيطالي ريال مدريد الإسباني حامل اللقب بينما حل بايرن ميونخ الألماني ضيفاً (خفيفاً) على برشلونة الإسباني أمس الأول في لقاء إنهيار الدقائق الأخيرة. * اليوفي أو (السيدة العجوز) كان بمثابة (كوميديا) القرعة حيث تسابقت معظم الصحف العالمية والمواقع الإلكترونية على السخرية من (البيانكونيري) وقللت من فرصه في القدرة على مواجهة الريال أو البايرن أو البارسا. * وخلافاً لتلك السخريات كان الإيطالي كارلو انشيلوتي المدير الفني للريال أكثر واقعية عندما أفتى بصعوبة مهمة فريقه أمام اليوفي خصوصاً أن الأخير قاب قوسين أو أدنى من التتويج بلقب البطولة المحلية للموسم (الرابع) على التوالي وبالفعل عانى فريقه الأمرّين أمام المد الهجومي لمتصدّر الكالشيو وخرج خاسراً بهدف لهدفين بأقدام لاعب الريال المعار لليوفي (موراتا) والأرجنتيني (كارلوس تيفيز). * الإحتفال الصاخب الذي شهده ملعب (يوفنتوس ارينا) عقب الفوز على الملكي بنتيجة 2/1 يؤكّد قوة ثقافة الجمهور الأوروبي وارتفاع معدّل ثقته بفريقه لأن ما يهمه في المقام الأول هو كلمة (إنتصار) بصرف النظر عن عدد الأهداف المحرزة أو التي ولجت شباك فريقها. * فالمنطقي في المراحل الإقصائية هو عدم سعادة جمهور تورينو بتلك النتيجة لأن فوز الريال بهدف نظيف في مدريد يعني منح تأشيرة الخروج للبيانكونيري ولكنها كما أسلفنا (ثقافة تشجيع أوروبية) تسعد بالإنتصار وتؤمن بقدرات لاعبيها في العودة ببطاقة التأهّل. * مهمة الريال ستكون عسيرة بالبرنابيو يوم الثلاثاء القادم لأنه سيواجه أشهر مدرسة دفاعية في كرة القدم ولكن في المقابل أيضاً سيجد دفاع اليوفي نفسه أمام مد هجومي اسباني رهيب بغرض تعويض تأخّر الذهاب وحينها ستكون المتعة حاضرة بين فريق (يدافع) وآخر (يهاجم) بضراوة مع توقعنا بأن لا يخلو اللقاء من (لدغة) المرتدات. * ليلة الأربعاء بالكامب نو كانت عبارة عن (كابوس) مخيف جداً للفريق البافاري الذي دخل اللقاء مغتراً بسداسية الدور ربع النهائي في شباك (بورتو البرتغالي) مصطحباً معه ذكريات (الثلاثية النظيفة) التي اودعها في شباك البارسا خلال الموسم 2013 متوهماً بأنه سيخرج من أبناء الكتلان بنتيجة عريضة أو تعادل على أسوأ الفروض. * معظم النقاد والمحللين أجزموا بأن برشلونة (انريكي) لن يقوى على مجاراة بايرن (جوارديولا) مدعمين تلك القراءات بقوة خطوط البايرن وضعف دفاع البارسا ولكنهم تناسوا (مثلث برمودا) المكون من ميسي وسواريز ونيمار حيث بات هذا الثلاثي بمثابة الغلاف السميك الذي يغطي على جميع هنات الخطوط الأخرى. * المباراة في مجملها حملت متعة كروية منقطعة النظير واستمتعنا أيما متعة بواحدة من أجمل مباريات دوري أبطال اوروبا فما بين سطوة البايرن في البدايات وانهياره في النهايات عنوان عريض لفتى ماسي يدعى (ميسي). * آخر ثلاث عشرة دقيقة كانت كافية تماماً للإجهاز على البافاري بعد أن أطلق الارجنتيني قذيفة الهدف الأول في الدقيقة (77) ويضيف بعدها بثلاث دقائق الهدف الثاني بعد عملية (رقصة السقوط) لبواتينج الذي لم يعرف ماذا يريد أن يفعل الارجنتيني بالكرة حتى وجد نفسه يتهادى إلى الأرض والكرة تعانق الشباك. * الهدف الثالث الذي أحرزه نيمار كان بمثابة رصاصة الرحمة لفريق (يلفظ أنفاسه الأخيرة) ويبدو أن جوارديولا قد سلّم بخروج فريقه بعد تصريحه في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة بأن (الأمور باتت صعبة للغاية). * عموماً جولة الإياب ستحمل في جوفها الكثير من المفاجآت فهل سيقلب البافاري الطاولة على طريقة طوفان بورتو أم يواصل مثلث برمودا ابتلاعه للخصوم؟ وفي الجانب الآخر هل تستعيد السيدة العجوز شبابها أمام كبرياء الملوك أم هو موعد الحادية عشر؟ لننتظر المتعة. * حاجة أخيرة كده :: على ذمة خبيرة قراءة الشفايف (مولر لجارديولا هل من الممكن ان توقف هذا القرف).