* فشل منتخبنا الأولمبي في مواصلة صموده أمام نظيره التونسي في ذهاب تصفيات أفريقيا المؤهّلة لنهائيات الأمم الأفريقية (تحت 23 سنة) التي ستحتضنها السنغال في شهر ديسمبر القادم عقب قبوله هدفاً ساذجاً في الدقيقة (88) من خطأ دفاعي فادح بعد استبسال دام حتى الخواتيم. * صقر الجديان الأولمبي بدأ اللقاء بتماسك شديد واستطاع الحد كثيراً من اندفاع الهجوم التونسي بثبات خط الدفاع والضغط العالي الذي مارسه لاعبو خط الوسط على حامل الكرة ونجحوا إلى حد كبير في تسيير وتيرة اللقاء وفقاً لاستراتيجية الجهاز الفني الذي كان يطمح بالعودة بنتيجة التعادل على أقل تقدير أو خطف هدف من خلال المرتدات. * المثير للغضب هو قبول هدف في الدقيقة (88) من اللقاء والتي كان فيها اداء المنتخب الأولمبي يسير بإتجاه العشوائية والهرجلة الفنية وغياب تام للتنظيم الدفاعي وسرعة الارتداد الهجومي وتحديداً بدأ هذا الاداء بالظهور في ربع الساعة الأخير من اللقاء. * تلك الوضعية كانت تستوجب تدخل الجهاز الفني وتوجيه لاعبيه بضرورة الاحتفاظ بالكرة أكبر فترة ممكنة وقتل حماس المنتخب التونسي الذي ضاعف من مردوده الهجومي خلال الدقائق الأخيرة وبدا متوتراً لاقتراب النتيجة من التعادل السلبي بدلاً من (المجاراة) التي مارسها لاعبو المنتخب بدون تنظيم هجومي واضح حتى يستفيد من المساحة الخالية بين خطي الوسط والدفاع والفراغ الكبير في الجهة اليسرى للمنتخب التونسي. * الاداء في مجمله غلب عليه طابع الحماس والإصرار والروح القتالية وهى صفات نحمد الله كثيراً أنها توفرت في مستقبل الكرة السودانية الذين يحتاجون لكثير من الإهتمام والرعاية حتى يحافظوا على مستوياتهم ويشكلوا نواة أساسية للمنتخب الأول في غضون عام كأقصى تقدير. * الخسارة بهدف قاتل في اللحظات الأخيرة من المباراة لا تقدح اطلاقاً في مجهودات الجهاز الفني ولا تنقص من قدر صغار صقور الجديان الذين كانوا كباراً وهم يدافعون عن الوان الوطن بكل عزيمة واصرار. * ولكنها (أي الخسارة) يجب أن تفتح أعين الجهاز الفني بقيادة الخبير حمدان حمد والكابتن محي الدين الديبة بضرورة الإجتهاد والعمل الدؤوب لتحسين الشق الهجومي في لقاء الإياب الاسبوع القادم وترتيب أوراق الخط الخلفي بتفعيل الجانب الهجومي للأظهرة وحل مشكلة (اللعب الفردي) التي طغت على اداء معظم اللاعبين لأن الإصرار والعزيمة دون تميّز في المهارات لن يحققا نتيجة تتطلع لها الجماهير. * ظهيرا الجنب مازن شمس الفلاح ومحمد محمود لم نلحظ لهما أية فعالية هجومية ولم يقوما بالواجب الدفاعي على أكمل وجه حيث اخترق المنتخب التونسي دفاعات منتخبنا في أكثر من لقطة من ظهيري الجنب وشكّل خطورة كبيرة على مرمى الحارس المتألّق (أحمد عبد العظيم). * الفرص التي وجدها المنتخب الأولمبي كانت جميعها من (تسديدات) من خارج منطقة الجزاء وهى ميزة ايجابية أمام فريق متكتل ولكن تنظيم المنتخب التونسي كان يمكن أن يضرب عبر التمريرات البينية وتناقل الكرة بهدوء شديد بدون شفقة وتسرّع. * ما لفت نظري هى العناصر التي شاركت في توليفة المنتخب والتي خرجت بقدر كبير من عباءة (مريخ هلال) كالحارس أحمد عبد العظيم (أمبدة - الموردة) والمهاجم ماهر عثمان (أمبدة) واللذان انضما مؤخرا لهلال التبلدي. * والمدافع محمد محمود (امبده) وخالد عبد الباقي الشهير بالعلمين (الرابطة كوستي) وابراهيم جعفر (المريخ الفاشر) إضافة لنجوم الرديف في المريخ والهلال (أطهر وبشه وشيبون ومازن شمس الفلاح). * الشاهد الأساسي من تلك التوليفة هو أن الدوري الرديف أفرز عناصر جيّدة شكّلت عموداً فقرياً للمنتخب الأولمبي وحققت نتائج جيّدة كالوصول لكل الألعاب الافريقية بالكونجو (لأول مرّة) وهو ما يعظّم من مسؤولية الإتحاد العام لتطوير هذه المنافسة. * التعويض متاح جداً في لقاء الإياب على استاد الأبيّض (الفأل الحسن) واقصاء المنتخب التونسي يحتاج لعمل متواصل وتركيز شديد. * حاجة أخيرة كده :: هل يحتاج المنتخب الأولمبي لمستشار فني (أجنبي)؟