تراوري ليس أولهم لكن أخطرهم.. والحضري فصول من الأزمات في أربعة أعوام الهلال عانى مع ايكانغا وكيبي سار على خُطاه لم تكن التصرفات التي تبدر من المالي محمد تراوري مهاجم المريخ الحالي الأولى من نوعها على صعيد المحترفين الأجانب وإنما كان هناك العديد من الأجانب الذين مروا على ناديي القمة ولم يتركوا سوى المشاكل في فتراتهم مع العملاقين منذ أن بدأت القمة التعاقد مع اللاعبين على الكنغولي زولو مع الهلال والمغربي سعيد الزنزوني الذي لعب للمريخ أولاً والهلال ثانياً وهناك ايضاً الغيني ايكانغا محترف الهلال السابق، أما كان أكثر اللاعبين الأجانب إثارة للمشاكل والأزمات كان الحارس المصري عصام الحضري الذي أثار المشاكل مع ناديه المريخ طوال الأربع سنوات التي قضاها في الفرقة الحمراء، وهناك ايضاً العديد من الأمثلة من محترفين أجانب انتدبتهم القمة لتقديم الإضافة لها على الصعيد الأفريقي لكنهم كانوا عكس ذلك تماماً بل أثاروا العديد من المشاكل والأزمات مع ناديي الهلال والمريخ في السابق. لم تكن المشاكل والأزمات التي أثارها تراوري في مشواره مع الهلال كفيلة بلفت انتباه إدارة المريخ إلى أن هذا اللاعب مخزن أزمات جاهز قابل للانفجار في أي لحظة، ولم تستغرق إدارة الهلال الكثير من الوقت حتى تتخلص من تراوري بعد أن أثار أكثر من أزمة ولكن إدارة المريخ ظنت أن تراوري لاعب جيد وصاحب قدرات عالية وأن كل مشاكله مع الهلال سببها المال وعندما يوفّر له المريخ كل المبلغ المتفق عليه سيكون اللاعب أكثر انضباطاً وقدرة على الإجادة والتألق ولكن مجلس المريخ اكتوى بنيران تمرد تراوري الذي لا ينتهي فأثار من الأزمات والمشاكل ما كان يكفي لإنهاء تعاقده من أول موسم لكن مجلس إدارة نادي المريخ وكلما اقتربت فترة التسجيلات ورأى أن تراوري خيار مميز وحاصل على الجنسية السودانية سرعان ما يتراجع عن خطوة الاستغناء عن خدماته. أزمات حادة واستمرارية مفاجئة في هذا الموسم وصل تراوري قمة مشاكله وأزماته مع المريخ برغم أن الجميع توقّعوا من تراوري مستوىً مميزاً وانضباطاً عالياً بحُكم أن الفرنسي غارزيتو المدير الفني للفرقة الحمراء الذي قدم تراوري للدوري السوداني سيتولى تدريب المريخ لكن حدث العكس تماماً عندما انفجرت الأوضاع بصورة عاصفة بين المهاجم المالي المتمرد والفرنسي الصارم الذي لا يجامل مطلقاً في الانضباط، وبرغم أن الإدارة حاولت التدخّل أكثر من مرة لإقناع غارزيتو بالسماح لتراوري بالمشاركة لأن المريخ يعاني بشدة من ظاهرة ضياع الفرص السهلة الا أن غارزيتو كان أكثر تشدداً في عدم مشاركة تراوري حتى لو أدى ذلك لخروج المريخ من دوري الأبطال، وكان تراوري ينتظر تعثر الفرقة الحمراء أفريقياً حتى يجد غارزيتو نفسه في صدام مع المجلس بسبب إهماله لتراوري لكن المهاجم المالي خسر رهانه لأن غارزيتو نجح في حل أزمة التهديف بتوظيف المدافع أحمد ضفر بطريقة مميزة مع الاستفادة من الامكانيات الكبيرة لبكري المدينة فسار المريخ بخطوات واثقة في دوري الأبطال وأسقط كبار القارة آخرهم الترجي حتى يبلغ مجموعات الأبطال عن جدارة وتوقّع الجميع أن تشهد فترة الانتقالات التكميلية نهاية المسرحية المُملة لتراوري مع المريخ بإنهاء تعاقده أو بيعه لأول نادٍ يرغب في خدماته لكن مجلس المريخ فاجأ الجميع عندما سعى لتقريب وِجهات النظر بين تراوري والفرنسي غارزيتو وذهب لأبعد من ذلك بأن أتاح لتراوري فرصة عقد مؤتمر صحفي في المكتب التنفيذي اعتذر فيه لغارزيتو وللرئيس جمال الوالي ولجماهير المريخ وبرغم أن المجلس هلّل كثيراً لما بدر عن تراوري واعتبر أن المريخ كسب المهاجم المالي من جديد الا أن الاعتذار لم يحرّك ساكن غارزيتو الذي رفض حتى التعليق على اعتذاره وأكد أن اللاعب ومالم ينضبط لن يكون ضمن خياراته ويبدو أن غارزيتو كان واثقاً من أن تراوري لن يخذله بل سيخذل المجلس الذي سعى لإنهاء أزمته وبالفعل ضرب تراوري موعداً مع مجلس الإدارة للعودة قبل انطلاقة الإعداد بيوم حتى يسافر مع البعثة من الخرطوم إلى تونس وأخطرت الإدارة غارزيتو بالموعد الذي حدده تراوري وبالاعتذار الذي تقدم به ولكن قبل أن ينفّض الاجتماع الذي جمع غارزيتو بالوالي انتهك تراوري كل الاتفاقات ومارس أسوأ أنواع التسيب والفوضى وجعل المريخ لا يعرف المدى الزمني لعودته وبالتالي لن يستطيع المجلس أن يلوم غارزيتو لو استقبل تراوري باستبعاده مباشرةً من التحضيرات وإسقاطه من حساباته حتى نهاية الموسم الحالي والذي ينتهي معه تعاقد المريخ مع تراوري حتى تنتهي أسوأ تجارب المريخ مع المحترفين الأجانب بعد أن كلّفت صفقة تراوري المريخ الكثير من المال دون أن يجني منها غير سلسلة من الأزمات والمشاكل التي ستجعل من تراوري لاعباً غير مرغوب فيه ليس في المريخ أو في الدوري السوداني بل ستطارده سمعته السيئة أينما اتجه. تجربة مُماثلة عاش المريخ تجربة مُماثلة لتجربة تراوري مع المصري عصام الحضري، فبرغم المشاكل التي أثارها الحضري في الأهلي الذي ترعرع فيه ومن بعده الزمالك والاسماعيلي وسيون السويسري الا أن المريخ ومن باب البحث عن حارس مرمى ينهي ظاهرة اهتزاز مرماه والذي أثّر بدرجة كبيرة على نتائج الفريق محلياً وأفريقياً ركب الصعاب وتعاقد مع الحضري في صفقة ضخمة جعلت المريخ على كل لسان ولم يكتف المجلس بالمبلغ الذي دفعه للحضري بل أنهى الغرامة التي كانت تهدد مشواره الكروي بسبب ملاحقة نادي سيون السويسري له ولكن الحضري رد على المريخ وعلى مواقفه النادرة معه بسلسلة من الأزمات والمشاكل جعلت المريخ يسعى للتخلص منه بشتى السبل تارة بالإعارة وبعرضه للبيع إلى أن انتهت أربعة أعوام من الأزمات المتواصلة بين المريخ والحضري دون أن يستفيد الأحمر شيئاً من اسم الحضري الكبير ولا من قدراته كحارس مرمى جيد ولولا الخطأ القاتل الذي وقع فيه الحضري أمام ليوبار الكنغولي لاستطاع المريخ أن يحقق بطولة الكونفدرالية في حين لم يجد المريخ الحضري في العديد من المباريات الكبيرة بعكس اليوغندي جمال سالم، فبرغم أن الأخير لم يكن صاحب اسم كبير ولم يكلّف المريخ الكثير من المال لكن تجربته كانت أنجح من تجربة الحضري بكثير وساعد الفرقة الحمراء في الحصول على بطولة سيكافا وبلوغ مجموعات دوري الأبطال عن جدارة. الهلال يعاني مع ايكانغا ويكتوي بنيران كيبي لم يكن الهلال بأفضل حالاً من المريخ في مشاكله وأزماته مع المحترفين الأجانب، فإلى جانب تراوري كانت للهلال تجربة سيئة للغاية مع المحترف الغيني ايكانغا الذي لم يقدم أي مستوى فني يشفع له بل أثار سلسلة من المشاكل والأزمات في فريق الكرة ودخل في أكثر من مشكلة مع زملائه اللاعبين فأنهى الهلال مشواره على وجه السرعة لكنه انتقل من جديد لصفقة لا تخلو من المشاكل عندما تعاقد مع المهاجم البوركيني كيبي والذي كان الهلال يرغب في الاستغناء عن خدماته في فترة الانتقالات الأخيرة لولا قرار منع التجنيس حيث دخل كيبي في أكثر من مشكلة آخرها مع المدافع الشاب معتصم الذي وصل مرحلة الاشتباك بالأيدي بعدها دخل في مشاكل مع المدير الفني التونسي نبيل الكوكي والذي أبعده عن مباراة القمة أمام المريخ في ختام الدور الاول من مسابقة الدوري الممتاز.