لن تكون مهمة الهلال امام الامل سهلة، عندما يلتقيه اليوم في عاصمة الحديد والنار ضمن الجولة السابعة عشرة لدوري سوداني الممتاز لكرة القدم. نتوقع ان يعاني الفريق الازرق في عطبرة ، اذا لم يمنح لاعبوه ومدربه المباراة حق قدرها، ويلعبوها بنفس الروح التي خاضوا بها مباراة مازمبي. الانتصار في مباراة اليوم يصبح ضروريا، بل وهاما ، لان اي شيء غير ذلك ، قد يبدد مساعي الفريق الراغب في المحافظة على لقب الدوري. في حال الخسارة او التعادل مع الأمل سيتسع فارق النقاط الى اربع او خمس نقاط، لصالح المريخ المتصدر حاليا وبالتالي تصعب مهمة المحافظة على اللقب. لكن الفوز سيبقي على فارق النقطتين المؤقت، الى حين البت النهائي في مباراة المريخ مع الأمل التي تقرر ان تعاد بقرار من لجنة المسابقات. صحيح ان المريخ يعاني في عدد من خطوطه، وقابل للخسارة في اي مباراة، لكن الدعم اللوجستي الذي يجده من قادة اتحاد القدم والحكام قد يمنحه نقاطا لا يستحقها. بفضل هذا الدعم اللوجستي، سُمح للمريخ باشراك لاعبه بكري المدينة امام الامل، رغم ان اللاعب كان قد اعتدى على الحكم في المباراة التي سبقتها (اهلي شندي). ليس هناك اتحاد يحترم نفسه، يمكن ان يسمح للاعب اعتدى على حكم بالمشاركة في مباراة دون عقاب، الا اذا كان قادة هذا الاتحاد يشجعون على الفوضى. لا نريد لسيناريو مباراة الاهلي شندي التي انتهت بالتعادل السلبي قبل السفر الى الكنغو ان يتكرر اليوم امام الامل، ولا نرغب في مشاهدة المزيد من الفرص المتطايرة. في لقاء النمور تسيد الهلال المباراة بنسبة زادت عن السبعين في المائة، ووجد مهاجموه عشرات الفرص، لكنهم لم يستفيدوا من السيطرة ولا من الفرص الثمينة. وحتى ضربة الجزاء المستحقة التي احتسبها حكم مدني المتميز محمود شانتير في الشوط الثاني للمباراة اهدرت بواسطة المهاجم البرازيلي جوليام. الجديد في هلال اليوم كما هو متوقع سيكون في مشاركة الرسام البرازيلي اندرزينهو لأول مرة منذ انضمامه للفريق الازرق في التسجيلات الماضية. ونأمل ان يظهر اللاعب بالمستوى الذي عرف عنه، ويعطي انطباع جيد للجماهير الهلالية التي ستنتظره، وان يكون بحجم الضجة التي اثيرت حوله. نتوقع ان يمنح الكوكي الفرصة كاملة لبعض اللاعبين الذين لم يشاركوا في مباراة مازمبي او الذين شاركوا في جزء منها، كوليد علاء الدين واطهر والصيني والجزولي. قناعتنا في ذلك ان مباريات الدوري ستكون كفيلة باعداد البدلاء بالصورة المطلوبة، قبل الدفع بهم في المباريات الافريقية، وقت الضرورة، لان المشوار طويل ويتطلب اعداد (فريقين). آخر الكلام حسم مجلس ادارة الهلال الجدل الذي كان يدور في الجهاز الفني بين المدير الفني نبيل الكوكي والمدرب العام مصطفى النقر باعفاء الاخير من منصبه. الخطوة الادارية رغم أنها جاءت متأخرة، الا انه سيكون لها دور ايجابي في استقرار الفريق مستقبلا، فما كان يحدث بين الكوكي والنقر، كان يمكن ان ينسف كل الجهود التي بذلت. النقر يعد واحد من ابناء الهلال المخلصين الذين خدموه لاعبا واداريا ومدربا، وهو من الذين يحملون شهادات متقدمة في علم التدريب، وإقالته لا تعني انه مدرب فاشل. كان لابد للادارة أن تتخذ قرارا حاسما حول التضارب الذي كان يحدث بين النقر وخالد بخيت في المسؤوليات، وبينه والمدير الفني في الترتيبات. وكان عليها ان تغلب مصلحة الفريق ، فرأت ان ذهاب النقر هو الانسب والافضل، لكن ذلك لن يقلل من قيمة النقر كمدرب متميز، او يعني عدم حاجة الهلال اليه مستقبلا. ونحن على ثقة من ان ادارة النادي بقيادة الكاردينال، لن تفرط في ابناء الهلال المؤهلين بهذه السهولة كمصطفى النقر، ونثق في انها ستقوم بوضعه في المكان المناسب. والهلال في حاجة لخدمات النقر ، المدرب والتربوي ، سواء في جهاز الاشبال والبراعم، او مع شقيقه الفاتح في الفرق السنية والشباب والرديف. الدعم المقدر الذي قدمه جهاز الامن والمخابرات لفريقي الهلال والمريخ بمبلغ ملياري جنيه بالقديم، يؤكد تفاعل الجهاز مع الاندية التي تمثل السودان خارجيا. وهو أمر ينبغي ان يقابل بمزيد من البذل والعطاء من الناديين الكبيرين، في مشوارهما الافريقي حتى يحققا آمال وتطلعات جماهيرهما بالتأهل لنهائي البطولة. فرح المريخاب فرحا شديدا بتصدر فريقهم للمجموعة الاولى لدوري الابطال بعد نهاية الجولة الاولى، وبدا للبعض وكأنه قد تأهل لنهائي البطولة. هذا الفرح الطاغي يؤكد عدم ثقة المريخاب في قدرة فريقهم بمواصلة المشوار والتأهل لنصف النهائي خصوصا وانهم فازوا على فريق هابط للدرجة الثانية. عكس الهلالاب الذين قابلوا تعادل فريقهم مع مازمبي خارج الديار بنوع من العقلانية، رغم ان التعادل خارج الديار ومع فريق مرشح يعد انتصارا في عرف البطولة. وداعية : من يضحك أخيراً يضحك كثيراً. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته