ليس هناك غير كرة القدم من يملك ان يغير مسار حياتك بأن تدخل في نوم عميق كعادتك يومياً وجيبك خالياً مهموماً بلقمة عيش لتصحو على طرقات منزلك فتجد من ينقلك لتصبح واحداً من اثرياء العالم تنام ليلتك وانت تحمل هم توفير تكلفة الهايس او المترو ان كنت في اوربا فتجد من يطرق بابك ويقدم لك مفتاح عربة من احدث الماركات ويقول لك انها لك وتريدك لاعباً في كرة االقدم. وكرة القدم هي أكثر او النشاط الرياضي الوحيد المتاح للفقراء ليمارسومها دون تكلفة حتى لو كانوا حفاة وبكرة مصنوعة من (الشراب) او قطعة قماش وفي اي ساحة خالية من الارض دون ان يتكلف من يمارسها كما انها النشاط الاشهر انتشاراً على مستوى العالم والاكثر جماهيرية. ولكنها فجأة وفي نصف القرن الأخير اكثر نشاط يمكن ان ينقل من يمتلك موهبتها من قاع الفقر لاعلى طبقة من الاثرياء لهذا فلقد نقلت العديدين من سكان الاحياء الهامشية والغارقين في بحور الفقر والعدم الى طبقة الاثرياء الذين يمتلكون افخم العمارات والفلل والسيارات الفارهة وبصورة مفاجئة لا تدانيها اي وسيلة أخرى تملك ان تنقل الفقير لساحة الاغنياء في أقل من يوم واحد يفصل بين عالم الفقر وعالم الثراء. ولقد شهد العالم نماذج من هذه الطبقة انتقلوا لعالم اثرياء العالم بشكل لافت (ومحير) ويمكن ذكر بعضهم على سبيل المثال وليس الحصر: ليونيل ميسى البرغوث الارجنتيني والذي وقفت عائلته عاجزة عن توفير تكلفة علاجه من مرض نقص الهرمون فاذا بواحد من كشافي برشلونة يكتشف قدراته فانتقل به اليوم الى طبقة اثرى اثرياء العالم. - وليس هناك اغرب من الهولندي كروييف الذي اكتشف احد مدربي نادي الاياكسي موهبته وهو في سن السادسة من العمر يلاعب علب العصير الفارغة فرعاه الاياكس قبل ان يصبح من محترفي الكرة في اوربا وفي اكبر انديتها ومالك اشهر اكاديمية رياضية. - -اما ماردونا ذاك الفتى المشاغب الذي لم يكف عن الحديث عن حياة فقره واخوته الثمانية ووالده يعجز عن توفير لقمة العيش لهم لولا كرم الفقراءعليهم بلقمة فنقلته موهبته الكروية لاثرياء العالم والان ينازع طليقته التى نهبته اكثر من خمسة ملايين دولار. - واما بيلية صاحب الالف هدف وافضل لاعب في القرن فلقد بدأ حياته معدماً وماسحاً للاحذية طلباً لقطعة خبز فانظروا كيف اصبح بين يوم وليلة من اثرياء العالم ورقما على مستوى العالم. - -واما كارلوس باكا والذي انتقل من مساعد حافلة وجامع التذاكر وصائد سمك انتقل محترفا في نادي اشبيلية بسبعة ملايين يورو وليواصل القفز لينتقل الى الروسوتيرى مقابل 30 مليون يورو. الحديث يطول والقائمة لا تسعها هذه المساحة والحديث عن السودان وكيف انتقل المحظوظون من امتلكوا موهبة الكرة من قاع الفقر لساحة من يتحدثون بالمليارات بعد ان غزا الاحتراف الكرة السودانية واصبحت هدفاً لأغنى رجال المال في عهد الارباب والدكاترة طه علي البشير وجمال الوالى والكاردينال لينتقلوا من دنيا الفقر والعدم للحديث بالمليارات والسيارات الفارهة بعد ان شهد السودان ذات الطفرة المالية في كرة القدم الاحترافية حتى اصبحت أمنية المتطلعين لمستقبل مالي اكثر من التطلع لنهل العلم الذى يبقيك عاطلاً ان لم تكن متسولا وهذا حال عمالقة الكرة في عهدها الذهبي والذين نهلوا العلم وهم غرقى في ساحة الفقر والعدم. وسبحان من يغير الانسان من حال لحال فاليوم من يملك موهبة القدم موعود بالثراء والنعيم افضل مما لو تخرج دكتوراً من افضل الجامعات حتى لو كانت جامعة الخرطوم في عصرها الذهبي بعد ان سادت العالم لغة المال ولا شئ غيره.