نجح التطواني المغربي في انتزاع ثلاث نقاط غالية من فم الأسد الازرق عندما فاز عليه أمس في أم درمان بهدف دون مقابل جاء من ضربة جزاء مشكوك في صحتها، واحيا أمله في المنافسة على بطاقة الصعود لنصف النهائي. وعرف الفريق المغربي كيف يحافظ على فوزه المبكر رغم الهجوم العنيف الذي مارسه الهلال على مرماه طيلة الشوطين، وحتى ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم للهلال في وقت مناسب في الشوط الثاني صداها حارس المرمى. لم يكن الهلال سيئا، ولم يكن يستحق الخسارة عطفا على المستوى الذي قدمه والفرص الكثيرة التي خلقها والتي ضاعت اما بسوء الطالع أو لعدم التقدير السليم للمهاجمين، اولتألق دفاع وحارس الفريق المغربي. وللتأكيد على تفوق الفريق الأزرق، نذكر بأنه كسب أكثر من عشر ضربات ركنية مقابل واحدة، وأكثر من ثلاثة اخطاء بالقرب من خط ال 18، إضافة إلى عدم تعرض مرماه للخطر ما عدا في مرات قليلة، فضلاً عن أن نسبة استحواذه على الكرة زادت عن ال 65%. لكن مع ذلك نقول إن الطريقة التي لعب بها مدرب الهلال ساعدت المغاربة في الخروج بهذه النتيجة غير المتوقعة، والمفاجأة للكثيرين ، حيث اعتمد على الهجوم من العمق في اغلب الاحيان، الأمر الذي سهل من مهمة دفاع تطوان. ويبدو أن اختيار المدرب للهجوم بهذه الطريقة نابع من كون ان ظهيريه(سيسيه وفداسي) يفتقدان لخاصية عكس الكرات المضبوطة أمام ال 18، وافتقاده أيضا للهداف الذي يجيد الألعاب الهوائية والرأسية. اجتهد كاريكا في الهجوم لكنه لم يجد المساندة اللازمة من زميله صلاح الجزولي الذي كان تائها في أغلب أوقات المباراة، ولم نشعر بوجوده إلا في الدقائق الأولى عندما صوب كرة ارضية قوية مرت بجوار القائم. أخطأ المدرب نبيل الكوكي في إشراكه للبرازيلي اندرزينهو من البداية، حيث كان من الأفضل ادخاره للشوط الثاني، والبدء بنيلسون، لأن البرازيلي بنيته الجسمانية ضعيفة ولياقته محدودة. اشراك اندرزينهو حرم الهلال من تقدم أحمد بشة الذي يعتبر العقل المفكر في صناعة هجمات الفريق، مع تميزه بخاصية التسجيل من الكرات التائهة داخل الصندوق والتي لم يفلح أحد في الاستفادة منها رغم كثرتها. لم يقدر الكوكي خطورة الفريق المغربي الهجومية رغم أن الكثيرين حذروه منه، ورغم علمه بأنه كان يفتقد لأهم أربعة عناصر في مباراة الذهاب بالمغرب، ومع ذلك تغافل عن ذلك، فاستقبلت شباكه هدفاً مبكراً فشل في تعويضه. نجح مهاجم الفريق المغربي في التمثيل على الحكم بسقوطه داخل الصندوق بدون سبب، فاحتسب الأخير ضربة جزاء لا وجود لها، ويبدو أن الرجل شعر بعقدة الذنب فحاول أن يعوض للهلال فمنحه ضربة جزاء مشكوك ايضا في صحتها. النتيجة العادلة للمباراة هي فوز الهلال بثلاثة أهداف دون مقابل، لكن ماذا نقول مع المجنونة التي قالت كلمتها ومنحت المغاربة فوزا لا يستحقونه، وثلاث نقاط لم يكن يحلمون بها ولا في الخيال. ما زال الهلال في المنافسة، وفرص صعوده الى نصف النهائي ما زالت قائمة، وبإمكانه رفع رصيده إلى ثماني نقاط في الجولة المقبلة أمام مازيمبي في الخرطوم، ونعتقد بأنه مؤهل لتحقيق الفوز. لا نحسب أن الحظ والحكام سيقفون مرة أخرى ضد الهلال في معركة الغربان، كما حدث أمس أمام التطواني، ولذلك ننبه اللاعبين ومدربهم أن لا يقفوا عند هزيمة الأمس طويلاً وعليهم أن يتجاوزها بأسرع وقت. وعلى الجماهير الهلالية والإعلام الأزرق ان يواصلوا دعمهم لهذا الفريق الذي ما زلنا نعول عليه آمالا كبيرا في تحقيق الكثير لهذا الوطن الغالي وإهدائه كأس دوري الأبطال. علينا ان نعترف بأن كرة القدم نصر وهزيمة، فالذي يفرح بالنصر عليه أن يتقبل الهزيمة، والفرق الكبيرة لا تتأثر بهزيمة عابرة أو نتيجة غير متوقعة، خصوصا إذا كانت في بداية الطريق ولا تؤثر على موقفه في المنافسة. صحيح أن المغرب التطواني دخل المنافسة، بعد أن تساوى مع الهلال في النقاط (خمس لكل منهما) لكن مهمته في الصعود ستكون أصعب من الهلال، لانه سيلتقي بمازيمبي في الكنغو، بينما سيلعب الهلال مع الغربان في أم درمان. نراهن على ان التطواني لن يتمكن من زيادة رصيده لأكثر من ثماني نقاط، على اعتبار انه سيخسر من مازيمبي ويكسب سموحة، بينما فرصة الهلال في رفع رصيده إلى 11 نقطة واردة، بالفوز على مازيمبي في الخرطوم وسموحة في الاسكندرية. المنافسة على لقب دوري الأبطال يتطلب عملاً شاقاً وجهوداً مضنية، والطريق إلى اللقب ليس مفروشا بالورود، ولذلك ينبغي على إدارة النادي أن تحرص على الوقوف مع اللاعبين وأن ترفع من معنوياتهم حتى يستردوا وعافيتهم، ولحمايتهم ايضا من الحملات الجائرة التي نتوقع ان تبدأ من اليوم وتتصاعد في الأيام المقبلة. الوقوف مع اللاعبين في الفترة المقبلة مسؤولية أي هلالابي على وجه البسيطة، لان أقلام الحقد والتشفي لن تدعهم في حالهم وستحاول النيل منهم واحباطهم والتقليل من المجهود الجبار الذي بذلوه في مباراة أمس. دعم الفريق والوقوف معه في هذه المرحلة هو السبيل الوحيد لحمايته من مخطط الحاقدين الذي يهدف لإبعاد الهلال من هذه البطولة بأي ثمن. يجب علينا أن نتقبل الهزيمة بصدر رحب، وأن نبعد عن الانفعالات، واتخاذ القرارات المرتجلة، حتى لا نفقد المزيد من المباريات. وننتظر من الجهاز الفني بقيادة الكوكي ان يعمل على دراسة الأسباب التي جعلته يفقد مباراة مهمة وفي ملعبه وأمام جمهوره حتى لا تتكرر مرة اخرى. وداعية : هاردلك يا هلال. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته