المريخ يتأهب لإعادة الفرحة للكرة السودانية أمام حامل اللقب غارزيتو يختار تشكيلته بعيداً عن المفاجآت ويلعبها بتوازن وائل السر يتعامل المريخ مع مباراته في العاشرة من مساء اليوم بالقلعة الحمراء أمام وفاق سطيف ضمن الجولة الرابعة لمرحلة المجموعات بدوري الأبطال باعتبارها طريق لاتجاه واحد لأن أي نتيجة خلاف الفوز من شأنها أن تدخله في حسابات بالغة التعقيد في رحلة البحث عن بطاقة الترشح إلى نصف النهائي بعد أن تأهل اتحاد العاصمة رسمياً مستفيداً من الفوز الذي حققه على مولودية العلمة أمس الأول لذلك فإن الفريق الفائز في مباراة اليوم سيصبح المرشح الأقوى لمرافقة الاتحاد وبالتالي لا يرغب غارزيتو في أن يكون فريقه بعيداً عن هذا السباق. بدنياً استطاع غارزيتو أن يحضّر فريقه بشكل أفضل من وفاق سطيف الذي لم يجد مدربه خير الدين مضوي خياراً أفضل من التوجه إلى القاهرة لتحضير فريقه في ظل انتهاء الدوري الجزائري قبل انتهاء مرحلة المجموعات وهي الخطوة التي جعلت كل الأندية الجزائرية تعاني بدنياً أمام المريخ لذلك يستطيع الأحمر أن يتفوق على منافسه الجزائري في مباراة اليوم حتى ولو في ربع الساعة الأخير من عمر المباراة نظراً لجاهزية المريخ التي تحققت بفضل استمرارية الدوري السوداني، فبعد عودة المريخ من الجزائر خاض مباراتين في الدوري الممتاز وكسب الأولى أمام هلال الفاشر بالأربعة ثم عاد وتعثر في الثانية بالتعادل أمام السلاطين وهو التعادل الذي رحّب به غارزيتو واعتبره بمثابة انتباهة لفريقه لأنه يفضّل أن تكون المفاجأة التي تدعو للحذر في الدوري السوداني الذي يستطيع أن يتدارك أمره في أي لحظة حتى لا تكون في دوري الأبطال لأن المفاجأة فيه تعني الوداع ولذلك تجاوز ما حدث في مباراة السلاطين بسرعة واتخذت تحضيرات الفريق في الأيام الخمسة التي أعقبت تلك المباراة طابع الجدية وفضّل إغلاق التدريبات أمام الجماهير والإعلام حتى يؤدي عمله بتركيز كبير بعيداً عن الضغوط الجماهيرية والإعلامية وبعد سلسلة من التدريبات الشاقة ظهر الارتياح الشديد على غارزيتو الذي تحدث بثقة كبيرة عن جاهزية فريقه التامة لمباراة اليوم بل ذهب لأبعد من ذلك وقال إنه يراوده إحساس قوي بأن فريقه سينتصر بنتيجة كبيرة في مباراة اليوم، غارزيتو قال هذا الحديث وهو يعلم جيداً أنه يلعب في مواجهة حامل اللقب لكن يبدو أن ثقته الكبيرة في جاهزية عناصره جعلته يطلق هذا التصريح المثير. لا مفاجآت في التشكيلة درج غارزيتو على المفاجآت في المباريات الأفريقية لكنه اختار أن يلعب مباراة اليوم بتشكيلة متوازنة بعيداً عن المفاجآت وبالتركيز على العناصر الأكثر جاهزية والتي تتيح له تقديم مباراة جيدة أمام فريق لا يُستهان به، ففي حراسة المرمى اجتهد مدرب الحراس نيكولاس حتى يجهّز جمال سالم الذي خضع لراحة سلبية ليوم إضافي بعد أن تأخر في العودة من يوغندا عقب المشاركة مع منتخب بلاده أمام الأولمبي المصري وأخضعه لبرنامج ضاغط كانت نتيجته أن أصبح سالم في كامل جاهزيته لتأمين عرين الفرقة الحمراء في مباراة اليوم بصورة ممتازة، واحتفظ غارزيتو بالتشكيل الثابت في المنطقة الخلفية مع التركيز على نصب مصيدة التسلل لإيقاف خطورة هجوم وفاق سطيف الذي يركّز على الكرات المعكوسة والضربات الثابتة لتسجيل الأهداف برغم المخاطر الكبيرة التي تترتب على تلك الطريقة في ظل استهداف التحكيم الأفريقي للمريخ والمخاوف الكبيرة من التحكيم الغاني الذي سيدير مباراة اليوم، ويركّز غارزيتو على ثنائية أمير كمال وعلاء الدين بقدرتها على التفاهم في نصب المصيدة بطريقة محكمة إلى جانب مصعب عمر ورمضان عجب على الأطراف حيث قامت أطراف الفرقة الحمراء في جميع المباريات الأفريقية بأدوار كبيرة في دعم الجانب الهجومي مع الإسهام المقدر في تأمين المنطقة الخلفية. وسط متوازن ركّز غارزيتو في خط الوسط على عناصر تقوم بدور كبير في ممارسة اللعب الضاغط واستعادة الكرة بسرعة عند فقدانها، فبخلاف كوفي الذي يركّز غارزيتو على ميزاته الهجومية وقدراته في صناعة اللعب وتنفيذ الضربات الركنية بصورة مثالية وكذا الحال في الضربات الثابتة والكرات المتحركة من الجهة اليسرى اختار أن يكون الثلاثي الآخر يمزج بين الواجبات الدفاعية والإسهامات الهجومية، فالنيجيري سالمون أصبح يسهم في تسجيل الأهداف عبر الضربات الرأسية ويكفي أن آخر هدف أفريقي سجله المريخ في مرمى ذات المنافس الذي يواجهه اليوم يحمل توقيعه مثلما يحمل بصمة كوفي المميزة، وركّز غارزيتو في التدريبات الأخيرة على المصري أيمن سعيد ليس في جانب ممارسة اللعب الضاغط وكسب الكرات المشتركة فحسب بل في جانب دعم بكري المدينة بالتمريرات الطويلة من الوسط إلى عُمق الهجوم خلف المدافعين للاستفادة من سرعته الفائقة في حين يعتبر الواعد شيبون من الخيارات المفضلة لغارزيتو لأنه يسهم في صناعة اللعب وتسجيل الأهداف ويقوم بأدوار كبيرة في المطاردة واستعادة الكرة وبالتالي فإن غارزيتو لديه ثقة كبيرة في قدرة خط وسطه على منح التفوق للمريخ في مباراة اليوم. ثنائية المدينة وديديه في قمة الجاهزية لهز الشباك سيمضي غارزيتو قدماً في الاعتماد على ثنائية بكري المدينة وديديه في المقدمة الهجومية برغم أن الأخير لم يقنع الجماهير بعد بأحقيته في أخذ موقعه في التشكيل الأساسي ولكن مباراة اليوم ستكون فرصة مثالية أمام ديديه ليثبت قيمته الحقيقية كلاعب صاحب قدرات جيدة وخبرات طويلة وإن لم يستفد من الفرصة لن يبقى كثيراً في الملعب في وجود خيار جاهز بتميز أوكراه الذي يعتبر من أفضل اللاعبين في الفرقة الحمراء في الفترة الأخيرة حيث يتميز أوكراه على ديديه بدقة متناهية في اختتام الهجمة وسرعة فائقة يمكن أن تمثل الثنائية المطلوبة مع بكري المدينة والذي يعول عليه غارزيتو كثيراً لحسم مباراة اليوم باستخدام سرعته الفائقة في الانطلاق بالكرة حتى يصل إلى شباك الوفاق برغم أن العقرب ظل يتعرض لرقابة لصيقة في جميع المباريات الأفريقية للمريخ. ضفر.. أوكراه.. والمعلم خيارات جاهزة في انتظار الفرصة يتميز المريخ بتوافر خيارات جيدة على مقاعد البدلاء تستطيع إعادة الفريق للطريق الصحيح حال تعرض لأي هزة أثناء المقابلة خاصة في خط الوسط الذي يوجد به أحمد ضفر وهو في كامل جاهزيته حيث يرغب في الحصول على الفرصة حتى يستعيد وضعيته في التشكيل الأساسي بعد أن كان وحتى وقتٍ قريب النجم الأبرز في وسط الفرقة الحمراء وهناك أوكراه والذي يعتبر النجم الأول في كل التدريبات والمباريات الأخيرة وهناك ايضاً عمر بخيت الذي ابتعد عن المشاركة لعدم اكتمال جاهزيته لكنه خضع لتدريبات عنيفة ساعدته في الوصول إلى درجة ممتازة من الجاهزية تكفل له الظهور بشكل ممتاز حال احتاجه الفريق في مباراة اليوم. استنفار جماهيري غير مسبوق و35 ألف تيفو من الإمارات يعول المريخ كثيراً في مباراة اليوم على المساندة الجماهيرية التي رجّحت كفته في جميع المباريات الأفريقية التي خاضها بإستاده حيث شهدت الفترة الأخيرة عمليات استنفار لا مثيل لها وسط جماهير المريخ حتى يحشد 50 ألف متفرج لمباراة اليوم وبادرت الروابط بتجهيز معدات التشجيع في حين وفّرت رابطة الإمارات عدد 35 ألف تيفو لمباراة اليوم على غرار ما حدث في المباراة الأفريقية أمام مولودية العلمة حيث أكد علاء الدين حسين عبد الماجد رئيس الرابطة إن هذا أقل ما يمكن تقديمه للمريخ حتى يتمكن من تخطي عقبة وفاق سطيف في مباراة اليوم ومواصلة مشواره بقوة في دوري أبطال أفريقيا وأكد علاء الدين أنه سيدخل عبر المقصورة الماسية اليوم لشراء بطاقة بقيمة مليون جنيه دعماً منه لمسيرة الأحمر الأفريقية إلى جانب بطاقة أخرى لصديقه عبده الشيخ لاعب المريخ السابق.