لم يأت الحبيب مزمل ابو القاسم بأي جديد، وهو يدافع عن مدرب المريخ الفرنسي غارزيتو، رداً على ما اثرناه حول تواضع قدراته في هذه المساحة. عندما انتقدنا غارزيتو وقلنا انه مدرب متواضع القدرات، استندنا على تجاربه الفاشلة مع الهلال أولا، ثم مع المريخ في الوقت الحالي. وحتى اللقب القاري الذي أحرزه مع مازمبي، تحقق كما قلنا بمساعدات قيمة من رئيس النادي كاتومبي الذي يملك نفوذاً واسعاً في الكاف كما هو معروف. لم نشعر بأي تميز للمريخ في هذا الموسم تحت قيادة غارزيتو ، سواء كان في الدوري المحلي او دوري أبطال افريقيا. ما حققه غارزيتو مع المريخ في تسعة أشهر وبصلاحيات واسعة يتواضع بشدة مع ما حققه الوطني برهان تية في ثلاثة أشهر فقط. قاد برهان تية المريخ للفوز بلقب بطولة سيكافا 2014، وبامكانات محدودة جدا، واستطاع ان يخلق من الفسيخ شربات في تلك البطولة. ما يتقاضاه غارزيتو وابنه المدلل يساوي عشرين ضعف ما كان يتقاضاه برهان تية، ومع ذلك لا يزال الفارق شاسعاً بين بصمة المدربين. في الدوري الحالي فرط المريخ في الصدارة لاكثر من ثلاث مرات، وتعرض للخسارة ثلاث مرات ايضاً، وهو أمر لم يتعرض اليه المريخ قريباً. وفي دوري الابطال، لم يظهر الفريق بشخصية البطل حتى الآن، رغم مكابرة ناس مزمل، ووصوله لهذه المرحلة جاء كما هو معروف بمساعدة الحكام. منح الحكام الافارقة المريخ ست ضربات جزاء منذ مشاركته في الدوري التمهيدي، منها ضربتين في مباراة واحدة وهو رقم قياسي أيضا.ً استشهدنا بما كتبناه حول تواضع قدرات غارزيتو بما خطه يراع الزميل مأمون ابوشيبة خريج الجولوجيا والذي وضح ان قراءته للمباريات افضل من المتخصص غارزيتو . في يوم مباراة المريخ والأمل حذر ابو شيبة غارزيتو من مغبة اللعب بالصف الثاني، ومن خطورة فريق الأمل عندما يلعب في عطبرة. لكن الفرنسي لم يهتم بما كتبه الجيولوجي، فدفع الثمن غالياً، وخسر بهدفين نظيفين كانا قابلين للزيادة لولا لطف الله وعنايته. حوبة المدربين الكبار، تأتي كما هو معروف يا مزمل وقت الشدائد، والأزمات، وليس في وقت الرخاء وجاهزية كل اللاعبين. الخسائر الثلاث التي تعرض لها المريخ في دوري هذا الموسم: من أهلي شندي ومريخ الفاشر، وأمل عطبرة، جاءت لعدم قدرة غارزيتو على توظيف البدلاء. مدرب الهلال الكوكي الذي لا يزيد عمره، عن عمر ابن غارزيتو ، الا بسنة او سنتين، نجح في قيادة الهلال بصفوف غير مكتملة. قدم الكوكي للهلال الوجوه الجديدة صهيب وبشة الصغير ومحمد محمود، والصيني ووليد علاء الدين ووليد الشعلة، فماذا قدم غارزيتو للمريخ يا مزمل؟ عندما قلنا ان غارزيتو أضاع على الهلال فرصة الفوز بلقب بطولة كأس الاتحاد الافريقي عام 2012، انطلقنا في ذلك من القوة التي كان يملكها الهلال في ذلك الوقت مقارنة بتواضع منافسيه. كان بالامكان أن يعمل غارزيتو على المحافظة على الفوز الذي حققه على دجولبيا المالي في الخرطوم بهدفين نظيفين ويتأهل للنهائي. لكنه بدلاً من ان يفعل ذلك لعب بطريقة مكنت الماليين من الوصول الى شباكه مرتين، ليعادلوا النتيجة، ويفوزوا بضربات الجزاء في نهاية المطاف. لا دجولبيا المالي ولا ليبوبار الكنغولي الذي فاز باللقب في ذلك العام، كانا أفضل من الهلال، سواء على مستوى العناصر او المجموعة. الاعتقاد بأن غارزيتو كان يعمل في اجواء غير مثالية بالهلال في ذلك الوقت، ويتعرض لحرب شرسة، لا يمنحه حق التميز او يجعل منه مدرباً ناجحا.ً غارزيتو هو من سمم الاجواء بنفسه في ذلك الوقت، لأنه كان قد أوصى بشطب هيثم مصطفى، لأن الأخير كان لا يلتزم بتوجيهاته. ان كان غارزيتو يملك قليلاً من الكياسة وسعة الافق، لما أمر بشطب هيثم او فرط فيه، حيث كان ينبغي عليه ان يتعامل مع حالته بحكمة. المدربون الكبار يظهرون في الأوقات الصعبة، ويمتصون الصدمات بحكمة، ويتجاوزون عن بعض الهفوات للمصلحة العامة. لم يقدر غارزيتو تاريخ هيثم في الهلال، ولم يراع للجوانب النفسية التي كان يعاني منها جراء استبعاده عن التشكيلة، فاستغل الصلاحيات الواسعة الممنوحة له من الادارة، واقتص من اللاعب بطريقة صبيانية. غارزيتو (ح) يرجع بيتو يا مزمل. آخر الكلام بضربة جزاء من خيال الحكم الدولي معتز عبدالباسط سجل المريخ الهدف الاول في شباك الخرطوم الوطني مبكراً، واتبعه بهدف ثان ضمن به النتيجة والنقاط. صحيح ان المريخ ظهر بشكل مغاير عما كان عليه في مباراة الأمل وقدم مباراة جادة، لكن الخرطوم الوطني لم يك يستحق الخسارة. تجاهل معتز احتساب ضربة جزاء واضحة لفريق الخرطوم في الشوط الاول، كان يمكن ان تغير من سير المباراة، وأنقذ المصري سعيد هدفاً مضموناً للوطني. تلاعب هجوم الخرطوم بدفاع المريخ في كثير من الأحيان، وشكل خطورة على مرماه لكن المعز كان صاحياً، وقدم مباراة كبيرة. يبدو ان الحملة التي قادها إعلام المريخ ضد الحكام الوطنيين اتت أكلها، بدليل ان الدولي معتز عبدالباسط منح المريخ ضربة جزاء غير مستحقة وصرف أخرى للخرطوم. عدوى ضربات الجزاء انتقلت من المباريات الافريقية للمباريات المحلية، وربنا يستر على الهلال من مباراته المقبلة مع المريخ. ان لم تتخذ ادارة الهلال الاحتياطات اللازمة، وتحمي فريقها من مخطط المريخ الساعي الى استعادة الصدارة والفوز بالدوري، عن طريق (البلنتيات) فانها ستدفع الثمن غالياً. تسامحت جماهير الهلال عن ظلم الحكم الذي ادار مباراة الفريقين في الكونفدرالية قبل سنوات رغم احتسابه لضربتي جزاء من خياله، لكنها لا يمكن ان تتسامح مرة أخرى مع أي ظالم. وداعية : الظلم ظلمات.