بأقل مجهود، وبدون خسائر، تجاوز الهلال أمس ضيفه الرابطة كوستي بهدفين نظيفين، سجلهما محمد بشير بشة ونزار حامد ضمن الجولة 23 لدوري سوداني. حسم الهلال المباراة في الشوط الأول، ووضع النقاط الثلاثة في جرابه، موسعا الفارق بينه والوصيف إلى ست نقاط مؤقتا. لعب الهلال بحذر شديد أمام الذئاب خوفا من تعرض لاعبيه للإصابة قبل معركة سموحة المصيرية بالاسكندرية في ال 12 من سبتمبر المقبل. لكن المبالغة في الحذر، واللعب بتراخ أمام مرمى الرابطة أضاع على الفريق فرصة تسجيل فوز تاريخي في الدوري. أهدر فيصل موسى ضربة جزاء للهلال احتسبها الحكم في الدقيقة الثانية من المباراة، واضاع بقية زملائه عشرات الفرص المضمونة. المصيبة أن الهلال أخفق في كسر مصيدة التسلل التي نصبها دفاع الذئاب وخصوصا في الشوط الثاني، فوقع لاعبوه في شراكها أكثر من عشر مرات. لم يستفد اللاعبون من خبرتهم الطويلة في الملاعب لتغيير طريقة لعبهم المكشوفة، ولم يتحرك مدربهم نبيل الكوكي، لتبديل تكتيكه. المستفيد الاول من هذا الوضع كان فريق الرابطة الذي نجح مدربه محمد الطيب في الحد في خطورة الهلال الهجومية والخروج بهزيمة خفيفة. كان من الممكن ان يسجل فريق الرابطة هدفين على الأقل في مرمى الهلال، لولا ان (عارضت) الأخير انابت عنه في كرتين خطرتين. وفي المقابل أنابت عارضة وقائم الذئاب في التصدي، لثلاث صواريخ هلالية عابرة على مدار الشوطين. غاب عن تشكيلة الهلال الاساسية مساوي وسيسه بسبب الاصابة وكاريكا لسفره الى السعودية، والبرازيلي اندر زينهو والغاني نيلسون. البدلاء كانوا في المستوى المطلوب، خاصة المدافع مالك الذي واصل تألقه اللافت منذ مشاركته أمام مازمبي بجوار مساوي في قلب الدفاع. عاد اتير توماس لمتوسط الدفاع في غياب مساوي، ولعب أمس بعقل كبير ، وشكل ثنائيا متفاهما مع المدافع الصلب مالك. استحق نزار نجومية المباراة، اذ سجل هدفا جميلا، وعانده القائم في تسجيل هدف آخر من التصويبة القوية التي نفذها من خارج الصندوق. دفع الكوكي بالمهاجم البوركيني بوبكر كيبي في الشوط الثاني بعد غيبة بعد أن تعافى من الاصابة كبديل لفيصل موسى. ومنح الفرصة للمهاجم الوطني محمد عبدالرحمن في الشوط الثاني ايضا، لإدخاله في اجواء المباريات قبل الدفع به في دوري الابطال. حصل وليد الشعلة على بطاقة صفراء مجانية، حيث تعمد الخروج من الملعب عند استبداله بمحمد عبدالرحمن بطريقة لا تليق به ولا بالهلال. اذا كانت ادارة الكرة اوصته بتعمد نيل بطاقة صفراء، او كانت الفكرة منه شخصيا ، كان يجب ان يكون اخراجها بافضل من ذلك. الهلال فريق كبير، ونجومه ينبغي ان يكونوا كذلك ،ومحاولة تضييع الوقت أمام الرابطة بالطريقة التي شاهدناها لا تليق. آخر الكلام ما زالت قناة النيلين تواصل الاستخفاف بمشاهديها ومتابعي مباريات الدوري، رغم الوعود الكثيرة من ادارتها بتحسين خدماتها. اخفقت القناة أمس في نقل الشوط الاول لمباراة الهلال والرابطة بسبب اختفاء الصورة بين كل دقيقة ودقيقة. وتكرر المشهد قبل ايام خلال مباراة الهلال والاهلي مدني في الكاملين، حيث غابت الصورة منذ الدقيقة 20 من الشوط الاول ولم تعد مرة اخرى. الفشل الذي ظل يصاحب نقل المباريات المهمة في الدوري ينبغي ان يقابله وضوح من ادارة القناة، حول حقيقة ما يجري فيها. ان كانت المشكلة ادارية فلا بد ان يحدث التغيير وباسرع وقت، وان كانت فنية، فيجب على مدير القناة التقدم باستقالة فورية. كفاية عذاب يا ناس النيلين. شن اعلام المريخ هجوما لاذعا على مدير الاذاعة الرياضية الدكتور يوسف السماني لمجرد انه تمنى فوز الهلال بكأس افريقيا في حضرة رئيس النادي. لم يرتكب السماني جرما، او يأتي ببدعة حينما تمنى فوز الهلال بكأس افريقيا في نهاية لقائه المباشر مع الكاردينال، لان ذلك يعتبر من اصول الضيافة ،وابجديات اكرام الضيف. كان الأمر سيتكرر، وكان السماني سيتمنى ايضا التوفيق للمريخ والفوز بالكأس الافريقية لو كان ضيفه رئيس المريخ جمال الوالي في اذاعته. بنفس منطق ومفهوم اعلام المريخ، كان يمكن لاعلام الهلال ان يرد بالمثل ويشن حملة قوية ضد شركة طيران صن اير. نشرت الشركة المذكورة اعلانا رسمياً في بعض الصحف، هنأت فيه المريخ بالتأهل لدور الاربعة وتمنت فوزه باللقب الافريقي. فعلت شركة الطيران ذلك، كرد جميل لرئيس المريخ، الذي استأجر واحدة من طائراتها لنقل المريخ الى الجزائر بمبلغ كبير. لم يعترض اعلام الهلال على اعلان الشركة الداعم للمريخ ، ولم يتهمها بمعاداة الهلال، لان مثل هذه الاشياء تعد عادية في عالم البزنس. كل ما في الأمر ان السماني رد الجميل للكاردينال، لقبول الأخير أن يكون ضيفا له في اذاعته المسموعة على نطاق واسع، فتمنى لفريقه التوفيق. الانشغال بالقضايا الانصرافية والسعي لتضخيمها، ومهاجمة الآخرين بدون مبررات موضوعية، من اجل لفت الانتباه، امور لا يقدم عليها الا الصغار. وداعية : هل سيتمدد الفارق ام سيبقى على الثلاثة؟.