لا يمكن ان يكون التوقيت الذي صدرت فيه قرارات لجنة الاستئنافات، التي منحت المريخ نقاط مباراة هلال كادوقلي واعادت له مباراة الامل في عطبرة، قد حدث بالصدفة. سرعة النظر في استئناف المريخ، واصدار القرارات في غياب عدد من الاعضاء المهمين، تم بليل بهيم، وهو أمر ستكون له عواقب وخيمة، على الوسط الرياضي باسره. نتوقع ان تلجأ الاندية المتضررة من القرار الى التصعيد، ومناهضة كل ما صدر من لجنة الاستئنافات، حتى ولو ادى الامر الى انسحابها من كل المنافسات ان لم تجد الانصاف. تعمدت لجنة الاستئنافات (الحمراء) اصدار القرار في هذا التوقيت لانها تعلم انه سيخدم المريخ، ويحبط الهلال قبل ايام من مباراتيها في دوري الابطال امام مازمبي والاتحاد. لكن فات عليها ان الهلال صاحب الخبرات العريضة في اللعب الافريقي والذي يدرك مغزى واهداف مثل هذه الاساليب، لا يمكن ان يقع ضحية لها. خدمة المريخ وقائد مسيرته عند قادة الاتحاد ولجانه المختلفة اهم من تطبيق العدالة، ولا بماذا نفسر ما حدث ليلة أمس الاول من لجنة الاستئنافات؟. التوقيت الذي صدرت فيه القرارات من شأنه ان يسبب ازمة كبرى في الوسط الرياضي ، ويقود الى فوضى قد يصعب السيطرة عليها. بيان الهلال الذي اصدره أمس اكد انه في قلب المعركة رغم انه كتب بلغة باردة لا تتناسب مع حجم الجرم الذي ظل يرتكبه قادة الاتحاد بحقه وحق الاندية الاخرى. اعتمدت لجنة الاستئنافات في قرارها حول اعادة مباراة الامل كما علمنا لمستند صادر من ناد ولم يكن موثقا من اتحاد القضارف حول عقوبة اللاعب عمر عثمان. واعتبرت هلال كادوقلي مهزوما رغم علمها ان لاعبه تونغ طوك تم قيده كلاعب سوداني قبل اكثر من عام، وحتى لو كان هناك خطأ فانه يسقط بالتقادم. المادة واضحة وصريحة.. في البند (أ) وهي تنص على أن (المخالفة) وهي (تسجيل اللاعب) قد مضى عليه أكثر من سنة من تاريخ المباراة (مثار الشكوى) فان نتيجة المباراة لا تتغير. كتب مزمل ابو القاسم أمس وقال ان قضية لاعب هلال كادوقلي لا دخل للقواعد العامة بها وانه تحكمها اللائحة الدولية فقط. وهذا كلام تنقصه الدقة طبعا. القضية فيها جانب دولي وآخر محلي. الدولي يخص اللائحة الدولية وهو المتعلق بالانتقال عبر السستم، واذا ثبت ان اللاعب فعلا لاعب مريخ الرنك وله عقد ساري المفعول يصبح بالتالي تسجيله لهلال كادوقلي لاغ، والعقوبات المترتبة على ذلك سواء كانت عليه هو، أو على هلال كادوقلي أو اتحاد الكرة السوداني تحددها الفيفا حسب التحقيق ونتائجه. ما حدث من لجنة الاستئنافات أمس يؤكد بما لا يدع مجالا للشك انها لم تكن امينة في تعاملها مع القضية، وانها كانت تهدف فقط لخدمة المريخ. لكن ذلك كما قلنا قد يفجر الاوضاع في الساحة الرياضية، وينذر بشر مستطير، اذا لم يتعامل قادة الاتحاد بحكمة ويوفقوا هذه المسخرة بابراز المستندات التي اعتمدت عليها لجنة المسابقات في رفضها للشكوتين الى لجنة الاستئنافات عند طلبها فحص القرار. اني ارى تحت الرماد وميض نار. آخر الكلام الأحداث التي فجرتها لجنة الاستئنافات ينبغي ان لا تشغل الهلاليين عن مباراة فريقهم المقبلة امام الاتحاد الجزائري الاحد بعد المقبل. يحتاج فريق الهلال في المرحلة الحالية الى جهود كل ابنائه، من اجل تجهيزه الى المعركة المقبلة في ذهاب نصف نهائي دوري ابطال افريقيا. نتيجة مباراة الذهاب في الخرطوم هي التي ستحدد موقف الفريق من البطولة، ولذلك ينبغي على ادارة الهلال ان لا تهمل هذا الجانب على حساب القضايا الاخرى. صحيح ان ما يحدث من قادة الاتحاد ولجانه المختلفة تجاه الهلال، يستحق ان يواجه بقوة وحسم، لكن ذلك لا ينبغي ان لا يكون على حساب الفريق. الانتصار الحقيقي على اتحاد القدم ولجانه المنحازة للمريخ يكون بالاهتمام بفريق الكرة، وتهيئته لمباراتي الاتحاد في نصف النهائي بالصورة المطلوبة. ثم التنسيق مع الاندية المتضررة من قرارات لجنة الاستئنافات ومع تجمع اندية الدوري الممتاز، لاتخاذ القرارات التي تحفظ هيبة وعدالة المنافسة. ادارة المريخ التي فشلت في اعداد فريقها للمنافسات المحلية، للدرجة التي جعلته يخسر اربع مباريات في دوري هذا الموسم تريد ان تفوز بالدوري بالفهلوة. ومع ذلك نجد من يساعدها على ذلك، في اعلى سلطة رياضية بالبلاد، بل ويحرضها على تقديم الشكاوى، حتى يتسنى لها منحهم نقاطا غير مستحقة كما يحدث الآن. وداعية : بالتوفيق للأسياد أمام النمور. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته