* "تجد نفسك ذات حماس "تحلف يمين عرس" بترتيب تبحث عن صندوق مهم ركنته في زاوية القدم داخل مخزن "أشياءك الحبيبات" .. وتمشي "على قشر البيض" خوفا من تعثرك بشيء ما - ربما يكون عقربا ! - أو تخوفا من انزلاق قدمك بلعبة ذات "عجلات" وذلك أضعف الإيلام !.. تبعثر هذا وتفتح ذاك وتغلق تلك .. وفجأة تقع صورة ما من بين الرزم كأنما هي سقطت على عاتق ذاكرتك ! تقف حائرا وأنت تمسح عنها غبار التآلف وتحاول استعادة نفسك أمامها .. وكأنك بها سلاح ذا حدين .. كأس نصف ممتلئة بالترحاب ونصف تتمنى لو أنك تودعه من باب رأسك لتحكمه وراءه تمام الإحكام !. * عندما تكون الصورة توثيقا لحدث مبهج .. تأريخا ليوم لا تود نسيانه أبدا منذ لحظة تصويره .. تتم العودة إلى تلك الأحداث عبر الزمن بمساعدة آلة الصورة الزمنية .. كيما نشحذ بمساعدتها همم الذكريات .. نجد أنفسنا متبسمين مع كل لمحة عابرة لوجه مألوف في ألبوم الماضي .. نقلب بين صفحات أيامنا غير آسفين على أي لحظة أطرناها بأنامل الكاميرا المبدعة .. ولكن ! - ولكن هذه لم لا تدعني - عندما نكون في أوج عبثنا بأغراض قديمة .. نرتب خزانات عفى عنها الزمن .. نمسح بأكفنا على أتربة الأيام فوق "كراتين" ذكرياتنا علنا نحصيها لنتفاجأ بسقوط ألبوم يجمعنا بأناس ما عادوا معنا .. بمساحات كانت خضراء فيما مضى وباتت غابرة تقطن أركانها العناكب .. وننظر بحسد لوجوهنا تلك حين كانت متبسمة ولسان حالنا يقول :"بالله شوف كنت صغير كيف .. كنت فرحان شديد .. ما كنت عارف إن ...." ! .. "ااااااه ! - تاخد تنهيدة مشحونة بالحرقة - يحليل زمان .. وأيام زمان .. وسنين الطفولة الخالية من الهموم" .. ثم يقطع صوت حوارنا مع أنفسنا تعلق أنظارنا بذلك الوجه الطفولي الذي يقف جوارنا ولا يقطع ذياك التعلق الا دمعة أبت إلا أن تسقط على الصورة لتصنع خطا نظيفا بين غبارها ويرتفع صوت حوارك معك مرة أخرى مسائلا نفسك :"ترى لو أنه لم يمت .. هل كنا سنكون أكثر سعادة وشعورا بالطمأنينة؟!" .. تتساءل :"هؤلاء السادة والسيدات الصغار .. أين هم الآن؟ أصدقاء الطفولة الذين اجتعوا معنا في أعياد ميلادنا .. تلك الأخت المقربة من القلب .. لماذا ما عادت تهتم بأخباري كما كانت تفعل أيام الدراسة؟!" .. "تحك راسك" و"تبحت" داخل مقبرة دفنت بداخلها نفرا كثيرا لتجد نفسك - وأنت تتعمق داخلا مدافن "ناس قبيل" - قد تعثرت - شئت أم أبيت - بعقرب الوقت وهو أكثر إيلاما وربما قتلا للفؤاد ! تلدغك الدقائق الحزينة دقيقة تلي الأخرى وقد اغرورقت عيناك بالعرق وتساقطت قطرات الدموع الباردة من جبين أبى إلا أن ينحني أمام هيبة الأمس وسطوتها عليه !. * تمسك بكأس الصور وتبحث عن فرح تمتليء به .. لتصادف بحزن تفريغها للألم بجوف ذاكرتك إلى حين صدفة أخرى حزينة تجمعك مع من/ما فقدت ذات قديم .. ثم تؤكد لنفسك مرة أخرى ولو بالصور كيف أنك حين تبحث عن الفرح يصادف الحزن بحثك على غير انتظار له. * أنت غالبا ما تدخل إلى غرف التخزين بحثا عن شيء مهم لتجدك كائنات ذكرى حسبتها اقل أهمية ودسستها في مكان لا تشرق فيه الشمس داخل عقلك .. فقط لتتعثر هي بك مباغتة مسامعك بصراخ ساخر عابر لقارات المشاعر :" هه ! شوف بالله الزول النساي ده ! وييين يا عمك مشتاقين شوق السنييين ! انت جاي تفرح لي هنا كمان؟! .. أمانة مااا عندي ليك شوال دموع قاعد على قلب واطاتي متكوم حلفت ذاكرتك تشيله معاها وتخفف عني الحمولة !" .. فتصاب بهلع عاطفي ويصاب "عدم موضوعك" بهبوط حاد في السكر وتلملم شتات "محاسيسك" مصطحبا معك "شوال" الدموع آنف الذكر "انت ياااا شيال التقيلة" مما يؤدي إلى ضيق أنفاس ذاكرتك كلما صعدت السلالم .. تاركا ورائك السبب الرئيسي الذي أدخلك غرفة التخزين إلى حين تذكر جديد له وحمولة متجددة لشوالات من الذكرى والتي ربما تعمدت دسها هناك و "نسيت" أنك ستتعثر بها او تتعثر هي بك ترتيبا ما !. لو أن ما أحكي الآن صادف "شلاقتك" ذات "عدم موضوع" فيؤسفني اكتشافك الإصابة بفوبيا "الأماكن المنغلقة جواك" بهذه الطريقة ! وأتمنى لذاكرتك الشفاء العاجل.