عام 2015 في تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم عام سيبقى خالدا في تاريخ الفيفا، ففي هذا العام قدم الاتحاد الدولي نفسه الدليل على صحة ما سطرهالصحفي العالمى ديفيد والوب عن هذا الاتحاد في كتاب اختار له عنواناغريبا ظل لافتا منذ لحظة نشره حيث ضرب رقما قياسيا في التوزيع واعيد طباعته عشرات المرات وكان ذلك عقب انتخاب جوزيف بلاتر في اول دورة له رئيسا للفيفا خلفا للمستر هافلانج الذي كان مساعدا له طوال دورته في اول معركة له مع المستر يوهانسون رئيس الاتحاد الاوربي لكرة القدم والتي شابتها الكثير من ممارسات الفساد التي أطلت برأسها ونجحت في اوساط دول التخلف على رأسها امريكا الجنوبية وافريقيا والآسيوية والتي برز فيهايومها سوق السماسرة علنيا فكان ان سمى والوب كتابه الذي اصدره بعد فوز بلاتر الذي احتل كرسي الرئاسة منذ ذلك الوقت وحتى اليوم والذي سماه (HOW THEY STOLE THE GAME) ( كيف سرقوا اللعبة ) وظل هذا السؤال لغزا كبيرا وان اوضح صاحبه ان اللعبة سرقت بالفساد ولم يتردد في ان يلمح لبعض مظاهره في الكتاب. اليوم وبعد ان بقى بلاتر رئيسا للفيفا منذ انتخابه لخمس دورات حتى انفجار الازمة الحالية لتكتب نهاية آخر دورة في خمسة ايام في عام2015 اليوم لاول مرة توفرت الاجابة على السؤال الاكثر اهمية : (WHY THEY STOLE THE GAME) (لماذا سرقوا اللعبة) وجاءت الاجابة ان اللعبة سرقت لان الفيفا اصبحت واحدة من اكثر المنظمات العالمية ان لم تكن اكثرها ثراء بعد ان هيمن بلاتر ومعاونوه على كل مصادر العائد من البث والاعلان وغيرها والتي ظلت شأناً خاصاً بالاتحادات الاعضاء تاريخيا الا انه احكم قبضته عليها الا انه وفر لقيادات الاتحادات التي يعتمد عليها ما يضمن لها مصالحها الشخصية في شراكة واسعة لتأمين موقعه فضمن لها نصيبها من التسهيلات والاغراءات بمختلف الطرق ووفر لها الحماية في ادارة شئونها الذي يوفر لها مصالحها الشخصية باعفائها من تطبيق القوانين حتى اصبحت الفيفا في نهاية تحت قبضة عصابة متمددة الاطراف لتصبح في نهاية امر عصابة قابضة على اهم تنظيم رياضي في العالم. لهذا فان الفيفا اليوم بعد ان تكشف ملف الفساد واصبح محل تحقيقات ومساءلات قضائية في دائرة الفساد والتحقيقات حتى طالت بلاتر نفسه واغلبية قيادات الفيفا ولجانها ولم يخلو يوما والا تتسع دائرة الاتهامات ولكن ولان فاقد الشئ لا يعطيه فان اصلاح الفيفا يبدو مستحيلا من داخل المؤسسة يؤكد هذا مايدور من صرعات داخلها حتى ان الصراع اليوم بلغ بين بلاتر ولجنة الاخلاق والقيم ذروته وهي توصي بايقافه من العمل وهو يرفض توصيتها بعناد ويصر ان يبقى في موقعه بل ولا يتردد المقربون منه ان يلمحوا الى انه قد يبقى في موقعه رغم استقالته ورغم الدعوة لانعقاد جمعية عمومية في فبراير القادم لانتخاب بديل له وهو في ذات الوقت يتهدد انه اذا لم يظهر بديل له يثق في كفاءته وقدرته فانه قد يقررالبقاء في منصبه وهو ما فعله حتى بعد تقديم استقالته وماكان له ان يتخذ هذه المواقف المتناقضة الا لانه يعلم حقيقة اغلبية الاتحادات القيادات التي تشكل اغلبية الفيفا وهي طوع يده بما يملكه من معلومات ومستندات عنها لانها ظلت شريكة له ومنتفعة معه الامر الذي يعني انه لا أمل في اصلاح الفيفا من داخل تكوينها المؤسسي الفاسد الحالي لان فاقد الشئ لا يعطيه، فاغلبية الاتحادات التي تمثل اكثرية الاصوات في الفيفا هي نفسها ضالعة في ملف الفساد في الفيفا وبلاتر قابض على كروتها في يده مما يعني انها صاحبة مصالح اصبحت مهددة بفقدها والكلمة عند بلاتر. اذن الفيفا اصبحت بحاجة لمن يشيعها لمثواها الأخير لانه يستحيل اصلاحها من داخل مكوناتها الحالية واغلبيتها ضالعة في الفساد ومستفيدة منه حتى لم تعد لوائح الفيفا وقيمها الاخلاقية قوام المؤسسية فيها وانما حماية العصابات التي انتشرت فيها لها مصالح مشتركة مما يفشل اي اصلاح من الداخل و يبقى السؤال: هل نتوقع تدخل مؤسسات دولية مسئولة عن القيم والاخلاق على مستوى العالم فتتدخل بما لها من صلاحيات خاصة وانها هي التي توفر لها الحماية عالميا لتعيد بناء هذه المنظومة من جديد وتقذف بكل دواخلها الفاسدة ام الحال سيبقى على ما عليه حتى لو غير الاشخاص فالتغيير المطلوب ثوري شاملي من الجذور.