حقيقة شخصياً أكن احتراماً خاصاً للكوتش مازدا وأثمن جهوده في المنتخب الوطني تحت ظروف قاسية لا تبشر بأي مستقبل للمنتخب تحت ظروفنا الحالية ولكم تحمل الكثير في قيادته للمنتخب ولكن كما يقولون (غلطة الشاطر بعشرة) وغلطة مازدا بمائة وليس عشراً. فقد أعلن مازدا أن عدم مشاركة المنتخب الأول في البطولة العربية يرجع الى أن لاعبي المنتخب يلعبون لأندية الممتاز لهذا شارك السودان بالمنتخب الرديف فأي حديث هذا يا مازدا وهل وقفت على ما يعنيه مثل هذا الحديث. فهل اللعب لأندية الممتاز له الأفضلية على المنتخب الوطني وألا توافقني يا كوتش أنه من مصلحة الكرة أن تواصل أندية الممتاز منافساتها بدون لاعبي المنتخب وهو ما تعمل به كل الدول التي حققت تقدماً كبيراً في تطور اللعبة. وهل كنت ستتخذ هذا الموقف لو أن المنتخب الوطني لا يقتصر أغلبية لاعبيه على الهلال والمريخ ؟ وما رأيك فيما حققه المنتخب الرديف ألا توافقني أن المستوى المتميز الذي ظهر به الرديف حيث أننا نشهد لأول مرة منتخباً سودانياً في مشاركة كهذه لا يتعرض لأي هزيمة ألا يعني هذا أن العلة في اختيار المنتخب الوطني الأول والذي يقتصر تكوينه على ناديين فشلا عبر تاريخهما الطويل أن يحقق أي منهما البطولة الأفريقية الأولى حتى خلا اسم السودان من أي رصيد في قائمة أبطال أفريقيا. ألا توافقني يا كوتش ان الطريق للمنتخب الوطني اصبح عبر بوابة الهلال والمريخ حتى أصبح سماسرة التسجيلات هم الذين يحددون لاعبي المنتخب الأول. وهل أنت بحاجة لأذكرك أن المنتخب الوطني الذي حقق البطولة الوحيدة لأمم أفريقيا سنة 70 لم يكن قاصراً في تكوينه على لاعبي الهلال والمريخ أم أنه جاء ممثلاً لغيرها من أندية الخرطوم من التحرير والنيل وبري ومن أندية الولايات. وهل أنت على قناعة بأن ناديي القمة ورغم صرفهما للمليارات في تسجيل اللاعبين هل هما حقاً يحسنون الاختيار للأفضل من اللاعبين الوطنيين بهذه المليارات أم أن المسألة وما فيها تجارة يقودها سماسرة يستغلون جهل القمة وقلة خبرتهما في الاختيار خاصة أن التسجيلات تتم بعيداً عن الفنيين. ثم ألا توافقني أن ما يؤكد ضعف القمة في الاختيار يؤكده أننا نشهد سنوياً أنهما يفسخان عقود من تعاقدوا معهم هذا الموسم قبل أن يكملوا موسمين وفي أكثر الأحيان يلعبون موسماً واحداً ثم يعودون ليتعاقدوا مع نفس مشاطيبهم للمرة الثانية بمليارات مضاعفة. ألا توافقني أن القمة تتبادل رموز الفشل من اللاعبين والذين يكلفوت المليارات حتى أصبح المحترفون يلعبون بالقمة ون تو خارج الملعب وليس داخله وطنيون وأجانب؟ قل الحقيقة يا مازدا وأنت كابتن دولي عرفتك الملاعب ألا ترى عجز القمة في الاختيار يؤكده فشلهم خارجياً لتعاقدهم مع أفشل الأجانب من الفاقد الفني والمتقاعدين والمصابين وغير المرغوب فيهم في الأندية التي تحسن الاختيار وفق الأسس الفنية ألا يكفيك يا كوتش لتقف على الحقيقة أن أندية القمة قبل أن تتعرض لغزو أصحاب المال إنهما حققوا نتائج أفضل بدون أجانب وبدون مليارات أهدرت على أفشل اللاعبين. لتحصي يا مازدا نتائج الكرة السودانية على مستوى المنتخبات الوطنية والأندية في المشاركات الخارجية في مقارنة بين ما تحقق للسودان في عهد المليارات المهدرة في القمة وما تحقق قبل أن تنفق المال بلا حدود وضوابط على المحليين والأجانب فهل لك أن تحلل لنا فنياً ما تعنيه هذه المفارقات. أما أهم ما أنتظر منك أن توضحه وأنت تطلق مثل هذا الحديث وتقول فيه إنكم قررتم ألا تشاركوا بالمنتخب الأول لأن اللاعبين يلعبون لأندية الممتاز فكيف تطلق مثل هذا الحديث ولاعبو المنتخب الرديف أنفسهم إنما يلعبون لأندية فلماذا تفرق بين لاعبي الأندية أم أن المنتخب الرديف تم اختياره من وسط الجمهور أو الرصيف. ختاماً: يا مازدا أقول لك إنه من حسن حظ السودان أن الاتحاد العام سلك هذا المنهج لأن الشواهد كلها أكدت أن المنتخب الرديف رغم كل شئ قدم عطاءً أفضل مما كان سيحققه المنتخب الأول لو شاركنا بهذا الأمر الذي يعني أننا لا نحسن الاختيار للمنتخب وأن الاعتماد على الأسماء والنجوم الذين يصنع منهم الهلال والمريخ أرقاماً عالمية في الصحافة وليس الملعب بما يصرفونه عليهم من مليارات لا لسبب إلا لأنهم يلعبون للهلال والمريخ أو بتعبير أدق إنهم يلعبون بالهلال والمريخ. ليتك يا مازدا تحكم عقلك وتوظف خبرتك ويومها يمكن أن تضع خارطة طريق جديدة تحرر فيها المنتخب وإدارة قيادته الفنية من هذا الوهم والخدعة التي يصنعها الإعلام الرياضي خدمة للإدارات وهو يجعل من نجوم من ورق سادة الكرة السودانية. ولكن هل يمكن للفسيخ أن يصبح شربات؟! وسؤالي لك يا مازدا مجدداً ومكرراً: من أين أتيتم بلاعبي المنتخب الرديف إذا كانوا لا يلعبون لأندية وإن كانوا يلعبون لأندية فلماذا لا تعاملهم بالمثل إذا كانت الأندية سواء وتأتوا لنا بمنتخب من غير الأندية عملاً بهذه النظرية.