أخطأ حافظ عبد الغني في التصرف وسكرتير لجنة التحكيم لم يوفق في التفسير صلاح استند على المادة (12) "الأخطاء والسلوك" بينما الحالة ضمن المادة (5) "إتاحة الفرصة" أحدثت الحالة الجدلية في مباراة هلال الأبيض والهلال العاصمي التي أدارها الحكم حافظ عبد الغني والمتعلقة بالمخالفة التي ارتكبها مدافع الهلال عمار الدمازين مع لاعب هلال الأبيض خارج منطقة الجزاء، وقرارالحكم بإعطاء الصالح وصافرته المتسرعة قبل أن تخرج الكرة للتماس ومكان استئناف اللعب.. أحدثت جدلاً كبيراً وسط الحكام والمتابعين، وتلقى خبير التحكيم فيصل سيحة استفسارات كثيرة حول هذه الحالة ولهذا طلبت منه (الصدى) أن يقدم شرحاً كاملاً حول هذه الحالة ورأيه في تصريحات سكرتير لجنة التحكيم فكانت هذه الحصيلة. قال سيحة: لقد رأيت أن أقوم بتوضيح الرأي القانوني في الحالة التي حدثت في مباراة هلال الأبيض مع الهلال العاصمي والتي أقيمت في منافسة الدوري الممتاز بالأبيض يوم 30/1/2016م لقد أطلعت بعد ذلك على تصريح الأخ صلاح أحمد محمد صالح سكرتير لجنة الحكام الذي أدلى به إلى صحيفة الجوهرة الرياضية بتاريخ 1/2 يفسر فيه الحالة ويدافع عن حكم المباراة وقد جاء فيه ما يلي: إن الحكم المساعد قام بإخطار حكم الوسط بأن صافرته التي أطلقها قد سبقت خروج الكرة من خط التماس وبالتالي فإن اللعب لن يستأنف برمية التماس بعد إنذاره لمدافع الهلال العاصمي بل بركلة حرة غير مباشرة وكان ذلك قراراً صحيحاً من الحكم، وقد استند الأخ صلاح على ذلك بما جاء في المادة (12) من قانون اللعب المتعلقة بالأخطاء وسوء السلوك وقد أوضح سكرتير لجنة الحكام نص المادة التي تقول (إذا أوقف الحكم اللعب للإنذار يستأنف اللعب بركلة حرة غير مباشرة ضد اللاعب الذي تم إنذاره، ولو سلمنا جدلاً بصحة كلام الأخ صلاح فإنه لم يفيدنا من أين ستنفذ الركلة، هل من مكان المخالفة أم من مكان توقف اللعب لأن حكم المباراة قد قام بتنفيذ الركلة الحرة الغير مباشرة من مكان الكرة عند ايقافه للعب وليس من مكان حدوث المخالفة التي أعطى بموجبها الصالح (مبدأ اتاحة الفرصة) لفريق هلال الأبيض وللتذكير فإن المخالفة عبارة عن فاول (حالة لعب بتهور) ارتكبه مدافع الهلال العاصمي عمار الدمازين مع أحد مهاجمي هلال الأبيض وكانت المخالفة خارج منطقة جزاء الهلال العاصمي في مواجهة المرمى وعلى بعد حوالي 10 أمتار خارج منطقة الجزاء، على كل حال فإن الإجراء الذي اتخذه حكم المباراة الدولي حافظ عبد الغني كان خاطئاً وكذلك تصريح الأخ سكرتير لجنة الحكام.. واليكم التفسير والرأي القانوني لهذه الحالة التي نص عليها قانون لعبة كرة القدم في المادة (5) حكم المباراة في باب التوجيهات والتعليمات صفحة (73) في كتاب قانون اللعبة لعام 2015م/2016م تحت مسمى (إتاحة الفرصة – Advantage) وهو كما يلي: يمكن للحكم تطبيق مبدأ اتاحة الفرصة كلما تم ارتكاب أي مخالفة أو خطاء ويجب على الحكم مراعاة الأحوال التالية في حالة تطبيق مبدأ اتاحة الفرصة "اعطاء الصالح". * اتخاذ القرار بتطبيق مبدأ اتاحة الفرصة أو ايقاف اللعب. * درجة المخالفة فإذا كانت المخالفة خطيرة جداً وتستحق الطرد فيجب على الحكم ايقاف اللعب وطرد اللاعب إلا إذا كانت هناك فرصة تالية لإحراز هدف. * المكان الذي ارتكبت فيه المخالفة فكلما كانت المخالفة قريبة من مرمى الفريق المنافس فإنها يمكن أن تكون أكثر فعالية. * فرصة الهجوم المباشر والواعد (Promising Attack) على مرمى الفريق المنافس. * ظروف المباراة. إن القرار بالمعاقبة على المخالفة الأساسية يجب أن يتخذ خلال عدة ثواني "ثانيتين إلى ثلاث ثوانٍ" فإذا كانت المخالفة تستحق الإنذار فيجب إشهار البطاقة الصفراء عند أول توقف للعب وبالرغم من ذلك فإنه يوصي بأن يقوم الحكم بإيقاف اللعب في الحال وانذار اللاعب، وإذا لم يقم الحكم بمنح الإنذار عند أول توقف للعب فإنه لا يمكن منح الإنذار فيما بعد. ومن هذا السرد فإن الحكم لا يمكنه أن يوقف اللعب مطلقاً بعد تطبيقه مبدأ إتاحة الفرصة إلا عند أول توقف للعب أو عندما يوقف الحكم اللعب بسبب أي مخالفة أخرى قد تم ارتكابها. وبالرجوع إلى قرار الحكم الذي اتخذه فإنني أعلم بأن الحكم عندما اطلق صافرته لم يكن يعني ايقاف اللعب وإنما الإعلان عن توقف اللعب اعتقاداً منه بأن الكرة قد خرجت من الملعب إلا إن لسوء بخته فإن الكرة لم تكن قد خرجت بعد عند إطلاقه لصافرته مما يعني إيقافه للمباراة، وعندما أراد أن يستأنف اللعب بعد إنذاره مدافع الهلال العاصمي عمار الدمازين فوجئ بمساعده الدولي هيثم النور يفيده بأنه قد اوقف اللعب قبل خروج الكرة من الملعب حيث إن الإجراء الطبيعي في هذه الحالة هو استئنافه برمية تماس في حالة أن الكرة قد خرجت من الملعب قبل إطلاق الحكم لصافرته، وهنا تشابه البقر على الحكم فلم يدري الكيفية التي سيستأنف بها اللعب فما كان منه إلا أن وضع الكرة التي كانت بين يديه قرب خط التماس ومن المكان الذي خرجت منه الكرة محتسباً ركلة حرة غير مباشرة ضد فريق الهلال العاصمي والقرار الصحيح الذي كان من المفترض على الحكم اتخاذه هو: طالما أن قانون اللعبة لا يسمح لحكم المباراة إيقاف اللعب بعد منحه مبدأ اتاحة الفرصة "الصالح" وطالما أن الحكم قد أخطأ في تطبيق القانون بإيقافه للمباراة فإنه كان عليه استئناف اللعب باسقاط الكرة مكان الكرة عند توقف اللعب أي من المكان الذي نفذ فيه الحكم الركلة الحرة غير المباشرة، إن هذا الأمر برمته تسبب فيه حكم المباراة بإطلاقه لصافرة خاطئة أراد أن يعلن بها إيقاف اللعب بعد أن اعتقد بأن الكرة قد خرجت من الملعب في حين أن خروج الكرة من الملعب يعني توقف اللعب تلقائياً ولا يتطلب ذلك إطلاق صافرة "شفت يا عزيزي حافظ الصافرة الخاطئة عملت شنو؟" ولأنك حكم دولي ويهمني أمرك فأرجو أن لا تأخذ هذا الأمر بأنه فيه انتقاص من شأنك فعليك أن تسمع كلام البيبكيك وليس كلام البيضحكك، ففي حالة أبسط من حالتك هذه سبق أن قام الاتحاد الأفريقي بمعاقبة أحد حكامنا الدوليين بالإيقاف لمدة ستة أشهر. أما لو عدنا لتصريح الأخ صلاح سكرتير الحكام وهو يعتبر من أميز محاضري الحكام ولديه إلمام كبير بقوانين اللعبة إلا أنه يا أخ صلاح لكل جواد كبوة وأود أن أقول له إنه ليس هناك في المادة (12) الأخطاء وسوء السلوك التي أشرت إليها ما ينطبق على هذه الحالة فقد جاء فيها تحت بند الركلة الحرة الغير مباشرة (Indirect Free kick) في كتاب قانون اللعبة عام 2015-2016م باللغة الإنجليزية صفحة (38) ما يلي: (إذا ارتكب اللاعب أي مخالفة أخرى لم يرد ذكرها في المادة (12) من قانون اللعبة والتي تم بموجبها ايقاف اللعب لإنذار أو طرد اللاعب فإنه يتم لعب الركلة الحرة غير المباشرة من مكان حدوث المخالفة) فهل قام الحكم بتنفيذ المخالفة من مكان حدوثها؟ وهل المخالفة التي ارتكبها مدافع الهلال العاصمي كانت تستحق ركلة حرة غير مباشرة؟ فلقد شاهدنا الفاول الذي ارتكبه مدافع الهلال العاصمي عمار الدمازين والذي أعطى فيه الحكم الصالح وهو "حالة لعب بتهور" فهل لو اوقف الحكم اللعب في حينها كان سيحتسب ركلة حرة غير مباشرة أم ركلة حرة مباشرة نتيجة حالة اللعب بتهور التي أتى بها عمار الدمازين. إن هذه المادة يا عزيزي صلاح تتحدث عن حدوث مخالفة لم يرد ذكرها في المادة (12) الأخطاء وسوء السلوك ولكن المخالفة التي نحن بصددها قد ورد ذكرها في القانون وبالتالي فإن هذا النص الذي ذكرته ليس لديه اي علاقة بالقرار الخاطئ الذي اتخذه حكم المباراة. أتمنى أن أكون قد أوضحت الأمر حتى لا يحدث أي لبس للحكام مستقبلاً بعد أن وصلتني العديد من الاستفسارات بخصوص هذه الحالة خصوصاً من الحكام.
