البلجيكي يفضّل الرهان على عناصر أخذت فرصتها كاملة ولم تصب أي نجاح كمال عبد الغني: لو اعتمد المريخ على أمير وعلاء وضفر سيؤمّن المنطقة الخلفية بصورة مثالية التيجاني محمد أحمد برغم أن دفاع الفرقة الحمراء لم يتعرض لاختبار حقيقي حتى الآن لأن الفريق لم يجد معاناة كبيرة في كسب غالبية المباريات التي خاضها المريخ في مسابقة الدوري الممتاز الا أن ثمة مشاكل حقيقية في المنطقة الخلفية للفرقة الحمراء بدأت تثير المخاوف مع اقتراب موعد الاستحقاقات الأفريقية للمريخ والتي ستكشف الدفاع أكثر لذلك ينتظر الكثيرون أن يتحرك المدرب البلجيكي بجدية أكبر لحل تلك المشاكل بدلاً عن الرهان الخاسر على بعض العناصر التي جرّبها غيره من المدربين ولم تحقق النجاح المطلوب. التجريب والاختبار في دفاع المريخ لم يبدأ مع وصول المدرب البلجيكي لوك ايمال بل خاض الفرنسي غارزيتو المدير الفني السابق للمريخ نفس التجربة واختبر غالبية الخيارات المتاحة في المنطقة الخلفية وبعد سلسلة من التجريب والاختبار وصل إلى قناعة تامة بأن العناصر الموجودة في دفاع المريخ لا تستطيع تأمين المنطقة الخلفية بما يكفي لخوض غمار المنافسات الأفريقية فوجد نفسه مجبراً على التوليف واستطاع أن يحقق فيه نجاحاً لا تخطئه العين بعد أن كان يعتمد على أمير كمال إلى جانب علي جعفر في متوسط الدفاع ثم تحول للريح علي واستمرت الأخطاء وكأن شيئاً جديداً لم يحدث وبعد سلسلة من التجريب والاختبار أعاد غارزيتو علاء الدين يوسف لمتوسط الدفاع إلى جوار أمير كمال وأعاد رمضان عجب من الوسط المتقدم للطرف الأيمن وكانت النتيجة مدهشة وأصبح المريخ ينعم باستقرار لا مثيل له في المنطقة الخلفية لدرجة أن المريخ وفي سبع مباريات أفريقية خاضها على ملعبه لم تستقبل شباكه سوى هدف وحيد في ظاهرة تؤكد أن الدفاع الأحمر كان في أفضل حالاته ولعب دفاع المريخ دوراً مؤثراً في وصول الفرقة الحمراء إلى نصف نهائي الأبطال ولولا النقص الحاد الذي عانى منه المريخ في الجانب الهجومي لما وجد الأحمر أي صعوبة تذكر في الظفر بلقب دوري الأبطال لكن خيارات المريخ وبسبب المعارك التي خاضها غارزيتو مع عدد من العناصر جعلت الأحمر لا يمتلك أي خيار في الهجوم غير بكري المدينة الذي لعبت المباريات الأخيرة تحت تأثير الإصابة وكانت الثغرة الوحيدة في خط الدفاع والتي أدت لانهيار الحلم الأفريقي هي الجهة اليسرى لأن مصعب عمر وبرغم تميزه في الأدوار الهجومية لكنه لم يستطع القيام بالدور الدفاعي كما ينبغي وبالتالي استغل مازيمبي ثغرة الجهة اليسرى ذهاباً واياباً ووصل إلى شباك المريخ أربع مرات وأنهى المشوار الافريقي للفرقة الحمراء، اللافت في الأمر أن فترة الانتقالات الرئيسية انتهت دون أن يؤمّن المريخ الجهة اليسرى ودون أن يتعاقد مع أي لاعب محلي أو أجنبي لتأمين تلك المنطقة التي كانت السبب المباشر في خروج الفريق من البطولة الأفريقية. ايمال.. إصرار غير مبرر على جعفر لم يحدث البلجيكي لوك ايمال تغييراً كبيراً في المنطقة الخلفية واختار الاعتماد على نفس العناصر التي كان يعتمد عليها الفرنسي غارزيتو حيث أشرك مصعب عمر في الجهة اليسرى ورمضان عجب في الجهة اليمنى ولم يخرج الأخير من تشكيلة البلجيكي الا لعامل الإصابة والآن وبعد أن أصبح العجب جاهزاً يتوقع أن يعود لأخذ موقعه في التشكيل الأساسي، وفي متوسط الدفاع اتفق لوك ايمال مع غارزيتو في الاعتماد على أمير كمال لكنه اشترك معه في نفس الخطأ الذي عالجه غارزيتو لاحقاً بالاعتماد على علي جعفر في متوسط الدفاع، وبرغم أن مباريات الممتاز لا تعتبر مقياساً عادلاً لاختبار تميز المدافعين لأن المريخ يلعبها دون ضغوط تذكر من المنافسين سوى بعض الهجمات المرتدة الا أن أخطاء علي جعفر كانت واضحة للجميع الا للمدرب البلجيكي الذي مضى قدماً في رهانه على هذا اللاعب وفي دفاعه المستميت عن جعفر وبالتالي لم يعتمد على الخيار الذي لجأ إليه غارزيتو مؤخراً بإشراك علاء الدين يوسف في متوسط الدفاع إلى جوار أمير كمال لكن ومهما كان من أمر رهان البلجيكي على علي جعفر في النهاية سيعود مجبراً لخيار علاء الدين يوسف أو ضفر في متوسط الدفاع لأن المباريات الأفريقية كفيلة بكشف المستور وتوضيح حقيقة العناصر التي يتمسك بها البلجيكي. فرصة ماثلة لاستقرار الدفاع ستكون فرصة لوك ايمال كبيرة في إعادة ترتيب أوراق الفرقة الحمراء حتى يظهر دفاع المريخ في أفضل حالاته في المباراة المقبلة أمام أهلي الخرطوم وكان بامكان ايمال أن يفعلها في مباراة أمس الأول أمام النيل عندما خرج علي جعفر مصاباً لكنه لجأ لخيار أسوأ عندما اعتمد على المدافع الغاني كريم الحسن البعيد عن المشاركة والذي أثبت أنه لا يستطيع المشاركة في المنطقة الخلفية للفرقة الحمراء حيث كان بامكان لوك ايمال أن يحول ضفر إلى متوسط الدفاع إلى جوار أمير كمال مع إشراك عطرون كبديل في الجهة اليمنى، واذا كان البلجيكي يعتقد أن عطرون مازال بحاجة للمزيد من الإعداد حتى يقحمه في التشكيل الأساسي يمكن أن يستفيد من عودة رمضان عجب الذي تألق بشكل لافت في مران الأمس حتى يشركه في الطرف الأيمن على أن يحول ضفر لمتوسط الدفاع إلى جوار أمير كمال وعندما يعود علي جعفر للمشاركة سيكون البلجيكي قد وقف على الفارق الكبير في المستوى الفني بين ضفر وجعفر لأن الأول وبرغم مشاركته في الطرف الأيمن كان يتحمل العبء الأكبر في خط الدفاع ويتولى مسئولية تصحيح أخطاء دفاع الفرقة الحمراء. كمال عبد الغني: لابد من عودة ضفر للدفاع قدم كمال عبد الغني أحد فرسان جيل مانديلا وصفة ناجعة لحل المشاكل العديدة التي يعاني منها المريخ في المنطقة الخلفية حتى يظهر الدفاع الأحمر في أفضل حالاته في البطولات الأفريقية وقال إن دفاع المريخ في الأسابيع الأولى من الممتاز وبرغم أن الأحمر لم يتعرض لاختبار حقيقي لكن ظهرت فيه مشاكل عديدة وكان البطء الواضح طابع الأداء في المنطقة الخلفية التي كانت آمنة في الموسم الماضي بفضل اعتماد غارزيتو على ثنائية علاء الدين يوسف وأمير كمال في متوسط الدفاع وأضاف: التغيير في هذه المنطقة خطير للغاية وبالتالي غالبية المدربين يفضّلون الاعتماد على نفس العناصر التي تشارك في متوسط الدفاع من باب أهمية الانسجام والتفاهم بين هذا الثنائي ولذلك كان الواجب يفرض على البلجيكي أن يعتمد على ثنائية أمير وعلاء مع إشراك ضفر في الجهة اليمنى والتأمين على وجود مصعب في الجهة اليسرى وبالتالي كان يمكن لهذه العناصر أن تؤمّن دفاع المريخ بصورة تصعّب مهمة كل المنافسين في اختراق الدفاع الأحمر وأضاف: صحيح أن شمس الفلاح اجتهد كثيراً لكن الحق يقال ضفر أكثر تميزاً لأن هذه الوظيفة تحتاج للاعب بخبرات وقدرات أحمد ضفر، وأفاد كمال عبد الغني أن المريخ في الأصل لم يكن يعاني من أي مشكلة في المنطقة الخلفية بل كان فقط بحاجة لدعم الجهة اليسرى لذلك فإن التجريب والاختبار والبداية من الصفر مع قدوم المدرب الجديد أمر غير مبرر لأن الدفاع في الموسم الماضي كان العامل الأساسي في وصول المريخ لنصف نهائي الأبطال وبالتالي لا يوجد ما يجعل المدرب البلجيكي يرجع إلى ذات الخيارات التي اعتمد عليها غارزيتو في البداية ثم عاد وتراجع عنها لاحقاً. كمال عبد الغني: تحويل كريم الحسن للوسط يرسم أكثر من علامة استفهام قال كمال عبد الغني إن الغاني كريم الحسن لم يجد الفرصة الكافية للحُكم عليه بعد أن ظهر كبديل في مباراة النيل لكنه عاد وأشار إلى أن تراجع المدرب على وجه السرعة عن قرار مشاركته في متوسط الدفاع وتحويله للوسط المتأخر يرسم أكثر من علامة استفهام ويكشف السبب المباشر لإصرار المدير الفني على جلوسه على مقاعد البدلاء بما يؤكد أن مستوى هذا اللاعب غير مطمئن، فهو يؤدي ببطء لا يتناسب مع المنطقة الخلفية ومن الصعب الاعتماد عليه في المرحلة المقبلة، وخلص كمال للتأكيد على أن دفاع المريخ لن يستقر الا بالاعتماد على نفس العناصر التي اعتمد عليها غارزيتو في الموسم الماضي. محمد الطيب: ثنائية علاء وأمير في متوسط الدفاع كانت موفقة قال المدرب محمد الطيب إن أي فريق يعتمد على ثنائيات في المنطقة الخلفية بحيث تتوافر في كل مدافع ميزة بعينها فتكون الثنائية مكملة لبعضها وأضاف: في المنطقة الخلفية دائماً ما يعتمد المدرب على مدافع قوي يجيد المطاردة وكسب الكرات المشتركة وآخر يتمركز في مكان مناسب ويتولى تصحيح كل الأخطاء وكانت هذه الثنائية تتوافر في علاء وأمير كمال وبالتالي لم يكن هناك ما يدفع المدرب الجديد للاختبار والتبديل، ورأى محمد الطيب أن الوقت مازال مبكراً للحُكم على كريم الحسن لكنه عاد وأشار إلى أن مشاركته بعد خروج علي جعفر مصاباً دليل واضح على أنه غير مقنع متوقعاً أن يستمر الاهتزاز في المنطقة الخلفية للمريخ مالم ينجح المدرب البلجيكي في الاعتماد على نفس العناصر التي لعبت دوراً بارزاً في تأمين المنطقة الخلفية في الموسم الماضي.