* لست متعاطفاً مع الحضري، وبالطبع لا يمكن أن أسانده على حساب المريخ. * لا يخالجني أدنى شك في أن علاقة الحارس المصري مع المريخ قد انتهت إلى غير رجعة، على الرغم من أن عقده مع النادي يسري حتى نهاية نوفمبر المقبل. * لكي نكون منصفين فإننا سنصطحب في هذا المقال إيجابيات الحارس المخضرم وسلبياته. * عصام الحضري لاعب كبير ونجم بارز في سماء الكرة الإفريقية، استحق أن ينال لقب أفضل حارس في القارة بجدارة، مثلما نال عمادة اللاعبين الأفارقة بوصفه الأكثر مشاركةً في بطولات الكاف الخاصة بالأندية. * نكتب إذن عن نجم شهير ومرصع بالألقاب، وحارس مرمى مصنف في زمرة أفضل حراس القارة عبر التاريخ، وبطولاته تتحدث عنه بأبلغ لسان. * وفي المقابل فإن أي متابع منصف لا يستطيع أن يغض الطرف عن الأزمات العديدة، والمشاكل الكثيرة التي صاحبت مسيرة الحضري الكروية مع الأهلي والزمالك وحتى المنتخب المصري، ولعل الجميع يعلمون أن الأمريكي بوب برادلي مدرب منتخب مصر أقصى الحضري من توليفة المنتخب المصري مؤخراً بعد أن احتك به رافضاً الجلوس على دكة الاحتياط في مباراة الفراعنة الودية مع منتخب تشيلي، فبادر الأمريكي بإبعاده عن مباراة زيمبابوي المصيرية في تصفيات كأس العالم. * لا خلاف على جودة مردود الحضري مع المريخ من الناحية الفنية. * باستثناء هفوة مباراة الذهاب مع ليوبار فقد قدم الفرعون أداءً في غاية التميز، وأنقذ مرماه من كرات بدت مستحيلة، كما حفظ فريقه من الهزيمة في كل المباريات التي خاضها أمام الهلال، وبلغ عددها ستة لقاءات. * في مباراة القمة الأخيرة اتضحت قيمة الحضري الفنية أكثر، واستحق نجومية اللقاء مع أنها ذهبت لغيره. * خلال فترة التسجيلات الماضية كتبت مؤكداً أن مسيرة الحضري مع المريخ لن تستمر، وطالبت مجلس المريخ بتسجيل حارس جديد تحسباً لرحيل الفرعون، ولم يرضِ الخبر كثيرين، من بينهم أعضاء في مجلس المريخ الحالي فسارعوا لنفيه. * استند الخبر المذكور إلى قراءة موضوعية لظروف المريخ عقب ترجل رئيسه ومموله الأول جمال الوالي، ولم تكذب الأيام قراءتنا على الرغم من أنها أثارت حفيظة كثيرين. * ظروف المريخ الحالية تجعل استمرار الحارس المخضرم معه مستحيلة، إذ لا قبل للمجلس بتحمل كلفته العالية ولا ردات فعله التي تتسم غالباً بالحدة والتطرف. * تكفل الوالي بدفع المرتب الشهري لن يكفي للاحتفاظ بالحضري. * بقي اللاعب المذكور مع المريخ في الموسم السابق وواصل نشاطه على الرغم من أن قناعته بالبقاء في السودان لم تكن مكتملة، لكنه اضطر إلى الاستمرار مرغماً. * وقتها كان النشاط الكروي في مصر متوقفاً، ولم تكن لدى الحضري أي خيارات أخرى، باستثناء العرض الذي وصله من أحد الأندية الإنجليزية، وذلك يفسر لنا سبب الغضبة العنيفة التي سيطرت على الحارس المخضرم، وقادته إلى رفض العودة إلى السودان والمطالبة بإنهاء العقد عقب رفض المريخ إطلاق سراحه للنادي الإنجليزي. * الآن اختلف الحال، وعادت عجلة النشاط الكروي إلى الدوران في المحروسة، ويتردد أن نادي سموحة يرغب في التعاقد مع الحضري خلال فترة الانتقالات المقبلة، وهذا سيجعل اللاعب أشد حرصاً على الرحيل، لا سيما وأن الإغراء المادي الذي جلبه إلى السودان تلاشى أو كاد! * هناك حقائق ماثلة لا يمكن أن نتجاهلها بأي حال من الأحوال. * لم يتمكن نادي المريخ من الإيفاء بمستحقات الحضري منذ نهاية الموسم السابق، كما أخفق في سداد مقدم العقد البالغ مائة ألف دولار. * الحضري ليس مريخابياً، ولم يولد في العرضة جنوب ولا تربى في حي المسالمة، كما أنه لم ينحدر من نسل شاخور ومهدي الفكي لكي نطالبه بأن يلعب للنادي بلا مقابل. * هو لاعب محترف، يربطه مع النادي عقد ينظم علاقة تقوم في الأساس على حقوق وواجبات، وطالما أن النادي لم يفِ بالتزاماته تجاه اللاعب فمن الطبيعي أن تتوتر العلاقة وتفسد. * فيصل العجب بكل اسمه وتاريخه وأدبه المعروف رفع راية العصيان مؤخراً ورفض السفر إلى أنغولا بسبب عدم التزام النادي بسداد مستحقاته، فما بالك بالحضري؟ * نسأل الزملاء الذين ينتقدون الحضري ويصمونه بالتمرد على ناديه وتعمد إثارة البلبلة، هل سيرضى أي واحد منهم أن يستمر في العمل إذا فشلت صحيفته في دفع مرتباته أربعة أشهر متتالية؟ * لو أوفى المريخ بمستحقات الحضري ودفع له حقوقه كاملة ورفض اللاعب اللعب وتمرد سيصبح من حق النادي أن يحاسبه ويوقفه وينزل به العقاب المناسب. * ولكن النادي يصبح قليل الحيلة ومحدود القدرة على العقاب طالما عجز عن سداد مستحقات لاعب محترف أتى للسودان بحثاً عن المال، وليس حباً في المريخ أو جمال! * هذه هي أدبيات الاحتراف التي تنظم العلاقة بين الأندية واللاعبين المحترفين، علماً أن الفيفا نفسه يمنح أي لاعب كامل الحق في فسخ عقده حال عجز ناديه عن سداد مستحقاته. * لكل ذلك نقترح على مجلس المريخ أن ينهي علاقته بالحضري بطريقة ودية، تجعله بمنأى عن (كشف الحال) الذي يحدث له في وسائل الإعلام والفضائيات العربية هذه الأيام. * مطلوب إبرام تسوية معقولة تنهي العلاقة بالتراضي، وتمكن النادي من طي الملف الملغوم. * فكونا من هذا الموال المزعج. آخر الحقائق * إذا أراد المريخ أن يسترد بعض ما دفعه للحضري قبل أن يبيعه فعليه أن يبادر بسداد مستحقات اللاعب، وينتظر عرض سموحة أو خلافه. * الخير والبركة في جبل الجليد الذي نتمنى أن يفلح في تحمل المسؤولية ويقدم ما يعوض النادي رحيل الحارس المخضرم. * وفي كل الأحوال يجب على المريخ أن يجتهد لضم حارس جديد في يونيو المقبل. * وجود حارس أجنبي في الهلال (جينارو) سيمنح المريخ فرصة لتجنيس حارس أجنبي. * انتهينا من ملف الحضري، وسنواصل ما انقطع من كتاكيت. * شهدت أسواق الخرطوم خلال الأيام الماضية انخفاضاً كبيراً في أسعار العملات الأجنبية. * تراجع سعر الدولار من سبعة جنيهات ونصف إلى ستة جنيهات وعشرين قرشاً! * ويتردد أن الأسعار ستنخفض أكثر، بسبب اقتراب ضخ بترول الجنوب عبر الشمال. * ومع ذلك كله والت أسعار الكتاكيت ارتفاعها، ولم تتأثر بانخفاض الدولار. * ويتردد أن إقبال المواطنين على شراء السواسيو المستوردة من كوت ديفوار بالذات تسبب في ارتفاع الأسعار، وحولها إلى نار لها أوار! * نار يا حبيبي نار.. قادمة من كوت ديفوار! * قبل أيام صادفتني حافلة ركاب حملت على زجاجها الخلفي عبارة (قدر ما نربي كتكوت.. يكبر ويفوت)! * من أشهر أنواع السواسيو (البلدي الحر) ويتميز بالمناعة العالية والقدرة على مقاومة الأمراض، لكنه قليل الوزن وقليل الشعر! * ومنها (البلدي المشعر) وهو يحتل مرتبة متوسطة بين (البلدي الحر) و(السواسيو)، ويتميز بأوزان معقولة وتزيد عن أوزان (البلدي الحر) والسوسيو (الإيفواري الخطر)!. * ومن الأنواع المعروفة للكتاكيت البيضاء (الوادي والهبر والعناني والبلدي المهجن)! * وهناك نوع جديد اسمه (مانديلا) دخل الأسواق مؤخراً وتم استيراده من كوت ديفوار! * سوسيو خفيف وسريع وله مناعة عالية! * كما أنه يمتلك مناقير حادة للغاية، ومخالب مؤذية! * يقال إن سوسيو إيفواري (مانديلا) الصغير وخطير ومكير أشاع الرعب بين سكان العرضة الشمالية بسبب عضته الثنائية! * يوم أمس الأول أصدرت الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس بياناً حول استخدام هرمونات النمو في صناعة الدواجن. * ذكر البيان أن صناعة الدواجن شهدت طفرة كبيرة في السودان ابتدءاً من العام 2005! * وأكد أن ما رددته بعض وسائل الإعلام حول استخدام بعض الهرمونات في تسمين الدواجن ليس دقيقاً، وأن الدراسات العلمية أكدت خلو الدواجن السودانية من أي بقايا لهرمون (تستوستيرون)! * لكن البيان الضافي أغفل التطرق إلى هرمون (سيوي ستيرون) الإيفواري، ولم يوضح آثاره الرباعية على الديار الهلالية! * أكدت الهيئة أنها ستظل العين الساهرة لتحقيق السلامة وحماية المستهلك. * أشاع البيان الاطمئنان في نفوس المواطنين، وهدأ مخاوف عشاق لحوم الدجاج وهواة تربية السواسيو، لكنه لم يطمئن المربعين في أبيدجان! * آخر خبر: افتحوا الملف.. وجهزوا العلف.. الأمر ما اختلف!