اعتاد مواطنو الخرطوم على الاختناقات المرورية التي تزداد حدتها يومي الاحد والخميس، وتوقع الجميع أن يكون الحال أفضل بعد التعديلات التي أدخلت بإضافة خطوط جديدة لتقلل من الضغط على وسط المدينة، غير أن الامور بقيت كما هي ولم يتغير شيء، ويتضح ذلك في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية وفي الشوارع الرئيسية بوسط الخرطوم كشارع المك نمر الذي تصبح فيه الحركة بطيئة عند منتصف النهار، وشارع الحرية الذي يختنق منذ الحادية عشرة صباحاً مما سبب موجة من الضجر بين المواطنين. وفي جنوبالخرطوم بمنطقة السلمة يظل المواطنون يقفون على طرفي الطريق ينتظرون ان تهل عليهم المركبات التي ستقلهم الى وسط الخرطوم حيث يعمل معظمهم .. وكان الامتعاض يبدو واضحا .. يقول جابر عبد النبي إن منطقتهم مهمشة ولا تهتم الولاية بتطويرها وقد ظل سكانها يعانون عدم توفر المواصلات التي غدت هاجسا يزعج المواطنين في الفترة الصباحية، حيث تحتشد كافة شرائح المجتمع من طلاب وموظفين وحرفيين لانتظارها. واضاف ان وصوله المتأخر الى مكان عمله سبب له الكثير من المشكلات، اذ انذر بالفصل في حال تأخره مرة اخرى. ويشير جابر الى انه ورغم الفرح الطاغي بتشغيل البصات الجديدة مما يعني تخفيف الضغط، فقد خصص اثنان منها فقط لمنطقة السلمة التي تعتبر من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. ومن ناحية ثانية قال سعيد بابكر إن شارع الحرية افضل بكثير من ذي قبل، فقد كان الناس يمضون ساعة وهم عالقون في زحمة المواصلات، اما الآن فقد اختلف الامر تماما، واصبحت الحركة اكثر مرونة، ولكنه يحتقن في بعض الأحيان لكونه المنفذ الوحيد من جنوبالخرطوم الى وسطها، ويري سعيد ضرورة وجود منفذ آخر حتي يغدو الامر اكثر انسيابا، فيما قال عبد المتعال ابراهيم الذي كان يقود عربته مارا بشارع المك نمر، ان الحركة سلحفائية للغاية عند فترة الظهيرة، والكل يتحاشى المرور بالشارع مما خلق اختناقاً في الطرقات الفرعية. وقد انتقد المواطنون التعجيل بتشغيل البصات قبل الاعداد الجيد وإنشاء طرق موازية وان كانت على حساب القطاع السكني، لأن اتخاذ مثل تلك التدابير يجعل من البصات اضافة حقيقية تيسر المواصلات. ولكن عدم استصحاب تلك المتطلبات جاء خصما على راحة المواطنين من خلال زيادة نسبة الاختناق، اذ ان هذه البصات تمر بذات الطرق التي تسير بها الحافلات. وطالب الاهالي بضرورة اعادة النظر في البني التحتية، والتعجيل بمشاريع الكباري العلوية التي بشرت بها الولاية، لأن الكباري العلوية والانفاق تتحمل اي تغيير يطرأ عليها إن كان زيادة في الخطوط او المركبات، كما ان المطلوب الشروع في تنفيذ مشروع المترو لأنه يساهم بقوة في ازالة الاختناق.