انتشرت في السنوات الاخيرة الشركات العاملة في مجال كشف وبيع النظارات بمختلف انواعها «عادية وفوتو زجاج وبلاستيك ونظارت متعددة الابعاد وبايفوكل»، وبات المواطن يسمع عن مواسم التخفيض في الأسعار. وكانت الصورة في السابق مختلفة تماما، اذ لم تكن محال بيع النظارات تتجاوز اصابع اليد الواحدة بالعاصمة.. والملاحظ الآن أن بيع النظارات يتم بطريقة عشوائية بعيدا عن العلمية، رغم ان الامر يتعلق بالنظر والعين ذات الاهمية والحساسية العالية.. وبالرغم من انتشار النهج العلمي عبر محال تملك الاهلية الاكاديمية والتقنية للتقويم الاسلم، الا ان باعة نظارات القراءة وفق النهج القديم مازال لهم سوق ورواد برغم المخاطر الناجمة عن ذلك. يقول عبد الله هاشم المتخصص في مجال كشف النظر، إن هنالك محاذير جمة من استخدام النظارات بنهج عشوائي، خاصة نظارات القراءة التي تكون في معظم الحالات غير مطابقة للمواصفات، سواء بالنسبة للمقاسات او طبيعة العدسات التي تكون في غالب الاحيان رديئة الصنع، الامر الذي يؤدي الى الحاق اضرار كبيرة بالمريض، فعدم مطابقة العدسات لمقاسات العين يؤدي الى خلل في عضلات العين الداخلية ما يؤثر في الرؤية واضعاف النظر والعين معا. وبالنسبة للنظارات الشمسية فالغرض منها امتصاص الاشعة فوق البنفسجية الضارة للعين وعكسها مرة اخرى، غير ان النظارات المتوفرة لدى الباعة المتجولين وفي الطرقات، فهي من النوع الذي يمتص الاشعة دون عكسها، مما يعني وصولها الى العين فيلحق بها الضرر. الدكتورة نهي يوسف قالت إن ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف يدفع الكثير من الشباب لارتداء النظارات الشمسية والطبية والملونة التي تختلف في الشكل والطراز، وجميعها لا تحجب ضوء الشمس، فالنظارات المصنوعة من مواد جيدة مهمة جدا لسلامة العين، اما التي تُباع على الارصفة والشوارع فإن ضررها اكبر، اذ تعرض العين للاذى. وتشير احدث الدراسات العلمية الى ان استخدام النظارات التجارية والمقلدة يسمح بدخول الاشعة فوق البنفسجية للعين مما يؤدي الى ضعف النظر بطول فترة الاستخدام، الأمر الذي يؤدي لدمار شبكية العين. واشارت الدكتورة نهى الى ضرورة انتهاج الاسلوب العلمي عند الحاجة للنظارات للحفاظ على العين وحمايتها، محذرة مستخدمي هذه العينات من النظر المباشر للشمس لضعف قدرتها على عكس الاشعة الضارة. شيماء محمد الهادي قالت إنها تدفع الآن ثمن اخطائها المتمثلة في شراء النظارات من الارصفة من خلال حالة الضعف الشديد الذي اعترى نظرها، ناصحة الجميع خاصة شريحة الشباب، بعدم استخدام النظارات دون اللجوء لفحص النظر عبر اختصاصي العيون، حتى لا يقعوا ضحية للعشوائية.