شهدت جنوب دارفور سيولاً وأمطاراً غزيرة منذ عشية أمس الاول وحتى صباح امس، أدت لخسائر كبيرة بالمؤسسات الحكومية في نيالا بينها معمل الأبحاث البيطرية، الذي كلف انشاؤه ملايين الجنيهات، بجانب اضرار بمقر وزارة الثروة الحيوانية وبعض المزارع. وطالبت الولاية المركز بالتدخل. والحقت الامطار اضرارا واسعة باحياء حى الجير، والوادى واجزاء من معسكرات النزوح حول المدينة دون وقوع اى خسائر فى الارواح. وتضرر بشكل لافت معمل الابحاث البيطرية التابع لوزارة الثروة الحيوانية، والذى تعتمد عليه ولايات غرب السودان فى توفير لقاحات علاج الماشية، بجانب احتوائه على العديد من الاجهزة والمعامل التى غمرتها المياه. كما تسببت الامطار الغزيرة فى نفوق اعداد كبيرة من الدواجن بالمزارع. وناشد نائب والي الولاية عبدالكريم موسى، السلطات المركزية بالتدخل للمساعدة في احتواء آثار الأمطار التي هطلت بمعدلات كبيرة ، واستمرت لأكثر من عشر ساعات، تضررت منها المؤسسات التي تقع بالقرب من «خور نيالا». وقال لشبكة الشروق، ان كثافة الأمطار لم تشهدها الولاية منذ عام 1994. ووقف والي جنوب دارفور بالانابة على حجم الاضرار بمركز الابحاث البيطرية، وناشد السلطات المركزية بالتدخل لانقاذ الموقف، واحتواء الاثار التى خلفتها المياه. وكشف موسى عن ترتيبات لسلطات الولاية لمواجهة الأمطار التي أدت لتعطل الحركة. من جانبه، أكد وزير الثروة الحيوانية ايدام عبدالرحمن ، تلف أعداد كبيرة من اللقاحات الطبية بالمعمل تقدر كلفتها بحوالى أكثر من 100 مليون جنيه جراء الأمطار، بجانب نفوق دواجن بالمزارع. وطالب المركز بدعم عاجل لانقاذ المعمل البيطري الحديث الذي أُتلفت أجزاء منه، مشيراً الى تشكيل لجنة لحصر الخسائر بوزارة الثروة الحيوانية. وأكد أهمية المعمل لأنه يتيح اللقاحات في علاج الثروة الحيوانية بغرب السودان. واكد وزير الثروة الحيوانية بالولاية تشكيل لجنتين احداهما فنية لحصر خسائر المعمل ، واخرى لحصر اضرار المبانى ، وقال انها سترفع تقريرها اليوم. وقال ايدام، ان المركز الذى غمرته المياه تبلغ مساحته «100متر -200متر» ، واضاف انه يعتبر مستودعا لولايات غرب السودان فى توفير لقاحات علاج الماشية . من جانبهم، اشتكى نازحو معسكر كلمة من استمرار معاناتهم حتى الان دون تدخل اى جهة لانقاذ ما اسموه موقفا مأساويا جراء السيول والامطار. وكشف عيسى احد شيوخ معسكر كلمة ، ان النازحين بداخل المعسكر يعيشون اوضاعا مأساوية وحرجة حيث يفتقدون للمأوى والغذاء والصحة، مشيرا الى ان عدم وجود منظمات عاملة بداخل المعسكر فى مجال اصحاح البيئة وردم البرك، ما ادى الى انتشار الامراض والباعوض، مطالبا الجهات المختصة بالتدخل الفورى قبل تحول الاوضاع لكارثة.