بعد توجيهات والى الخرطوم لمعالجة الاوضاع البيئية بالسوق الشعبى امدرمان التي اثارتها الصحافة بات الكثيرون يعولون في استمرار توجيهات الوالى لتشمل بقية الاسواق التى تعانى مشاكل جمة ابرزها اوضاع البيئة المترديه ومن بينها السوق المركزى الخرطوم الذي تعرض فيه السلع بصورة مقززة ومنفره ،وما زاد الامر سوء هطول الامطار هذا الاسبوع ما ادى الى انبثاق روائح كريهة يكاد المرء يجزم بانها ستوسع كثيرا الرتق الراهن في طبقة الاوزون والتي تستقبل الزبائن عند مداخل السوق ،فلا يجد المرء مفرا من ركوب الصعب و(التشمير) وخوض الطين الذى تتخلله بقايا الاوساخ والذباب بغية الوصول لباعة الخضر واللحوم المعلقة على الجزارات بصورة عشوائيه تغري الذباب باقتطاع ما يستطيع والزبائن ينادون الضحايا معددين محاسن بضاعتهم من الخضار ليختلط صوتهم باصوات الباعة الذين افترشوا الطين ، نوسع زوم الصورة الماثلة لتشمل المكان الذى تجلس فيه النساء بائعات الكسرة والتوابل وهن (يهببن )بهدف تخفيف الروائح المخيفة ومشاهد لاتحصى ولاتعد وقفت عليها ( الصحافة) التي تحدثت الى عدد من الاهالي بينهم الحاجة آمنة التى وجدناها تجلس عند المدخل مجسدة معاناتها وتضع ثوبها على انفها من بيئة السوق فقالت ان تجار السوق يعانون من الاوساخ التى يزداد تكدسها يوميا ما ادى لانتشار الرائحه التى تزعج الزبائن والتجار والامر الذى زاد الوضع سوءا هطول الامطار لان السوق يفتقر لمصارف المياه ما يجعل المياه تحتقن حتى التعفن ولولا ظروف العاملين بالسوق لما تحمل احد هذه البيئه الطارده لكن الناس مجبورون للتكيف على اى وضع. وتمضي ام كلثوم الى القول ان سلوك التجار سبب اساسى فى ازدياد الاوساخ اذ يرمونها بطريقة عشوائية ولايلتزمون برميها فى البراميل .ومع ذلك فالسوق تنقصه النظافه اليوميه وعمال النظافة لايجمعوها باهتمام بل يبعثرونها على الشوارع فكانت حالة الفوضى وانتشار الاوساخ فى جميع انحاء السوق .فيما قال التاجر هاشم احمد ان الاوساخ الموجودة فى وسط السوق هى تقصير من عمال النظافة لان التجار ملتزمون بدفع فاتورة النفايات ولايسمح لنا المتحصلون بتأخيرها شهراً واحداً ، في وقت يحتاج فيه السوق الى التأهيل والصيانة والردميات للشوارع ولابد من وضع ضوابط وغرامات للحد من انتشار الاوساخ ، عرض السلع وفق مواصفات معينه ،اما التاجر محمد صاحب بقالة فقال ان معاناتهم تزداد فى موسم الخريف ما يؤدى الى انتشار الذباب والروائح الكريهة التي لم يسلم منها المارة مضيفا ان التجار يعملون بكل جهدهم لتحسين بيئة السوق حفاظا على الزبون لكن الامر اكبر من طاقة التجار واصحاب المحال ويحتاج الى دعم اكبر من المحلية ،متمنيا من الجهات المسئولة ان تلقى نظرة الى اسواق العاصمة التى تفتقد الى البيئة الصالحة .وقالت المواطنه عاليه التى تسكن الازهرى انها تعودت على التسوق اسبوعيا باعتباره اقرب سوق لكنه يفتقر الى مقومات الصحة وعلى الرغم من ذلك يأتون اليه لقضاء حوائجهم منه كما ان ذات السلبيات التى يعانى منها السوق المركزى تنطبق على غيره .وعلى الرغم من قناعة الزبائن بالعرض العشوائي للسلع الا انه لا تتوفر أية خيارات أخرى.