تظل المخدرات بمختلف أنواعها ومسمياتها من أبرز المخاطر التي تهدد الشباب والمجتمع، وذلك للأضرار الكبيرة التي تحدثها في سلوك المدمن والمتعاطي والذي يروج لها، لذلك ظلت تتصدر أجندة واهتمامات الأجهزة الشرطية المختلفة خاصة شرطة مكافحة المخدرات، وحتى وقت قريب كانت مدينة حلفاالجديدة من معاقل المخدرات، وذلك بسبب موقعها الجغرافي الذي جعلها معبراً ومستودعاً وسوقاً لتجارة المخدرات، إلا أنه أخيراً أعلنت المدينة الحرب على المخدرات التي طالب والي الولاية محمد يوسف في حفل افتتاح مقر شرطة المرور أخيراً بمحلية حلفا، الجميع بمحاربتها. وأكد أن حكومة ولاية كسلا تضع مكافحتها على رأس اهتماماتها، وأنها ستوفر كافة المعينات التي تسهم في تضييق الخناق على تجار السموم وإجبارهم على تركها. ونجحت الحملة المجتمعية الشرطية الكبيرة في محاصرة تجار المخدرات، بعد أن ضربت شرطة محلية كسلا بيد من حديد عليهم، وكان لوجود الشرطة المكثف في مداخل المحلية وفي الأسواق والطرقات والميادين العامة دور بارز في محاصرة ظاهرة المخدرات تعاطياً وترويجياً، لتشهد المحلية أخيراً انحساراً واضحاً لتجارة السموم، الأمر الذي جعل المواطنين يشيدون بالجهد المقدر لشرطة المحلية. ويقول عثمان السلال: «إن المخدرات هي العدو الأول للشباب والمجتمع، وكان لا بد أن تتكامل الأدوار ويحدث تفاعل من جانب المجتمع مع جهود الشرطة الرامية للقضاء على تجارة المخدرات». وطالب السلال إدارة مكافحة المخدرات المركزية بتوفير كل الوسائل والمعينات لشرطة حلفا التي قال إنها تقوم بجهود مقدرة في هذا الصدد، وتقويتها تعني نهاية المخدرات في المحلية. ومن جانبه أشار أحمد عبد اللطيف معتمد محلية حلفا، إلى أن شرطة المحلية تمكنت خلال الفترة الماضية من ضبط العديد من المروجين والمتعاطين، وأحكمت سيطرتها على كل أنحاء الولاية وأماكن ترويج المخدرات. وأرجع المعتمد انتشار المخدرات خلال الفترة الماضية إلى غابات «المسكيت» التي كان يستغلها البعض لتخزين السموم، وبعد إزالتها حاولوا نقل التجارة الى داخل الأحياء بالمحلية. وقال إن المخدرات شكلت خطورة على الطلاب والشباب، وكان لا بد من التصدي القوي لها من جانب المجتمع والشرطة. وامتدح تفاعل المثقفين والمتعلمين والتجار وكل شرائح المجتمع بحلفا مع قضية المخدرات التي تصدى لها الجميع، وهذا يؤكد أن هذه التجارة لن تستمر كثيراً، وذلك لأنها أصبحت قضية رأي عام. وقال عبد اللطيف إن حكومة الولاية قامت بدعم شرطة المكافحة والمحلية، وذلك للقضاء على المخدرات بصورة نهائية قبل نهاية هذا العام، وأكد أن المحلية ستوفر كل المعينات المطلوبة للشرطة حتى تستطيع القيام بدورها على أكمل وجه، وقال إنهم سيقفون بجانبها من أجل الوصول إلى مجتمع خالٍ من المخدرات. الجدير بالذكر أن شرطة حلفا نجحت خلال الأيام الماضية في إلقاء القبض على عدد كبير من تجار السموم، كما وضعت يدها على كميات كبيرة من المخدرات، الأمر الذي أسهم في محاصرة هذه التجارة الممنوعة. وأشار مصدر شرطي إلى أنه قد تم وضع خطة محكمة لجعل حلفا خالية تماماً من المخدرات خلال شهر واحد فقط، ويتم الآن تنفيذها بنجاح تام من الشرطة.