استعير مقولة للاخ عبدالقادر محمد ابراهيم، وهو يلخص الثقافة الجزائرية والعطاء الادبي في القطر الشقيق بانه بلد السرديات بامتياز. والمتأمل في الكتابة السردية الجزائرية بجد ان هناك ثمة علامات بارزة في هذه المسيرة منذ جيل الرواد والبواكير وانتهاء بجيل الطاهر وطار ، رشيد بوجدرة، احلام مستغانمي، ود. واسيني الاعرج، وقبلهم عبدالحميد هدوفة. وينهض اسم الطاهر وطار كواحد من علامات الرواية العربية في ابهى تجلياتها ، فمنذ ان وعينا على الدنيا، وللجزائر مكانة خاصة في نفوسنا، هكذا كنا نحن جيل السبعينات، المولودين في اواخر اربعينات واوائل خمسينات القرن العشرين الميلادي ولم تخب الجزائر توقعاتنا في كثير من المواقف الحاسمة، وفي ادق اللحظات المصيرية في تاريخ الامة. ومن ابناء هذا الجيل في السودان من المهتمين بقراءة القصص والرواية ، من لم تستوقفه (اللاز) (العشق في الزمن الحراشي)، (عرس بغل) الى ان جاءت الاعمال الاخيرة في التسعينات واوائل الالفية، وكان آخر ما قرأناه له (الحوات والقصر) (الشمعة والدهاليز). وهي رواية نحاول ان نقرأ بعض الاحداث التي عاشتها الجزائر.. والمنطقة كلها في التسعينات. والطاهر ، في تقديري، كاتب ملتزم على طريقته ، والفنان الذي يلتزم نهجا معينا في الفكر والحياة، لا يعيبه ذلك في شئ ، ذلك ان الموهبة الكبيرة تستطيع ان تقدم رؤاها دون ان ينقص ذلك من جماليات العمل الابداعي، وهكذا فقد كان الطاهر وطار فنانا ملتزما ومرتبطا بقضايا الانسان. ولهذا يجئ رحيله الفاجع خسارة لينضم الى الخالدين من الكتاب: مالك حداد، كاتب ياسين، محمد ديب، وكلهم من الذين وضعوا بصمة على خارطة الابداع العربي والعالمي، والعزاء موصول لأسرته ولأدباء الجزائر ومثقفيها ولكافة قراء العربية.